البث المباشر

عباس إبن امير المؤمنين سلام الله عليه

الثلاثاء 21 مايو 2019 - 13:17 بتوقيت طهران

مالدمعي يحكي السحاب انسكابا

يوم ركب الاحباب حثوا الركابا؟!

نزلوا بالغميم بعد فؤادي

ليتني بالغميم كنت ترابا

ما تذكرتهم على البعد إلا

اسبلت مقلتي فؤاداً مذابا

حملوني بعد البعاد خطوبا

لا يطيق الخطيب منها خطابا

فكأن الربوع تدعو، وحالي

ناشد عنهم يباباً يبابا

أين اقمارك الذين اقاموا

في ذرى المجد والمعالي قبابا

كدت افنى لولا تذكر يوم

هدّ للمكرمات حصناً وبابا

يوم حامى ابو الفضل عمّن

سبب الله فيهم الاسبابا

لست انسى لشبل حيدر يوماً

فيه قد ذكر العدا الاحزابا

ما انتضى صارم المنية إلا

وحباه من الرقاب قرابا

حاميا ً حوزة الهداة بيوم

آل حرب للحرب سدوا الرحابا

ذبّ عن آل أحمد بكعوبٍ

نال فيها كواعباً أترابا

فتراه العُقاب لاقى حماما

فاذيقت منه الحمام عقابا!

وترى لحن عضبه في صليل

منشئاً في رؤوسهم إعرابا

السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين، السلام عليك يا فتى الحسين وقمر بني هاشم يا ابا الفضل العباس ورحمة الله.
أهلاً بكم في سادسة حلقات برنامج آل هاشم في طف كربلاء نعيش فيها دقائق في رحاب حامل الراية الحسينية ورمز الوفاء العباس بن أمير المؤمنين سلام الله عليه وخير من عرّف هذا النور المحمدي هم أئمة العترة المحمدية (عليهم السلام) الذين دعوا الامة الى التأسي بهذا العبد الصالح في وفائه وصلابة إيمانه ونفاذ بصيرته.

*******

تابعوا البرنامج بالاستماع لحديث خطيب المنبر الحسيني سماحة الشيخ باقر الصادقي عبر الاتصال الهاتفي التالي:
المحاور: الافاضل تابعوا برنامج "آل هاشم في طف كربلاء" بالاستماع لخطيب المنبر الحسيني سماحة الشيخ باقر الصادقي عبر الاتصال الهاتفي التالي.
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، روي عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال كان عمنا العباس نافذ البصيرة صلب الايمان جاهد مع ابي عبد الله وفدا اخيه بنفسه ومضى شهيداً، في هذا النص الشريف يثبت الامام الصادق مجموعة من الاشياء ومن المواصفات المحمودة لعمه العباس قمر العشيرة، الصفة الاولى البصيرة نافذ البصيرة ولعل من ابرز الشواهد على هذه البصيرة لما قطعت يمينه يوم عاشوراء ارتجز وقال: (والله ان قطعتم يميني اني احامي ابداً عن ديني وعن امام صادق اليقين)، فالعباس يقول انا اقاتل من اجل المعتقد من اجل المبدأ ومن اجل العقيدة والذي يمثل هذا الاعتقاد بشكل واضح وصريح امامه وامام زمانه وهو الحسين، الامام الحسين وعن امام صادق اليقين نجل النبي المصطفى الامين، اذن هذا شاهد، الصفة الثانية صلابة ايمان العباس وربما من الشواهد على هذه الصلابة انه يوم عاشوراء خاطب اخوته قال تقدموا حتى اراكم نصحتم لله ولرسوله وحتى ارزأ بكم قدم اخوته ثم تقدم الى الشهادة بعدما قتل مجموعة واستشهد، هذا الشاهد يبرز لنا صلابة ايمان العباس ومن جملة هذه الشواهد كذلك عرض عليه الامان يوم عاشوراء ولم يقبل، واذا عرفنا ان ذلك اليوم يوم الريب الذي ازدلف ثلاثون الفاً، فحينما يعرض الامان على هذه الشخصية في مثل هذه الظروف، ربما غير العباس يقبل الامان، ولكن العباس سلام الله عليه قال ويحك اتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له، امان الله وامان رسوله خير من امان بن مرجانة، ولم يقبل الا ان وقف وقفة الابطال وسقط مضمخاً بدمائه الزكية، السهم نابت في عينه مقطوع اليمين والشمال مفضوخ الرأس بعمد من حديد، حينما نظر اليه الحسين قال: (اخي عباس الان انكسر ظهري، الان قلّت حيلتي، الان شمت بي عدوي)، سلام على ابا الفضل العباس، سلام على ساقي عطاشى كربلاء، سلام على قمر العشيرة، يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين.
شكراً لسماحة الشيخ باقر الصادقي على ما تفضل به وشكراً لكم احبائنا على جميل المتابعة لسادسة حلقات برنامج "آل هاشم في طف كربلاء"، وحديثنا فيها عن قمر الهاشميين وفتى الحسين ابا الفضل العباس (عليه السلام).

*******

حديثنا فيها عن قمر الهاشميين وفتى الحسين (عليه السلام) ذلكم أبو الفضل العباس، ابن علي أمير المؤمنين وكفى، وابن فاطمة بنت حزام ام البنين المخلصة وكفى أخو الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وكفى. صلوات الله عليهم أجمعين.
ولد سلام الله عليه في الرابع من شعبان سنة ست وعشرين في مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله. سميّ العباس، وكنّي بأبي الفضل، ولقب بـ: السقاء، وقمر بني هاشم. شهد مع ابيه أمير المؤمنين (عليه السلام) واقعة صفين وهو في ريعان الفتوة والصبا، ولازم اخاه الامام الحسن المجتبى (عليه السلام) بعد شهادة ابيه، ثم لازم اخاه الحسين سيد شباب اهل الجنة سلام الله عليه، معتقداً بإمامتهما إن قاماً وإن قعداً.
تزوج لبابة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، فكان له منها بنت وثلاثة اولادٍ، هم: عبيد الله الفضل، والحسن، والقاسم.
أما امه أم البنين رضوان الله عليها، فهي بعد أهل البيت مثال الوفاء، والولاء، والتضحية والفداء. قال فيها الشيخ عبد الله المامقانيّ في كتابه (تنقيح المقال):
يستفاد قوة ايمانها وتشيعها، أن بشر بن حذلم كلما نعى اليها بعد وروده المدينة أحداً من أولادها الاربعة، قالت ما معناه: أخبرني عن أبي عبد الله الحسين.
فلما نعى اليها الاربعة اولادها قالت: قد قطعت نياط قلبي، أولادي ومن تحت الخضراء كلهم فداء لأبي عبد الله الحسين، أخبرني عن الحسين.
إن علقتها بالحسين (عليه السلام) ليس إلا لإمامته، وتهوينها على نفسها موت اشبالها الاربعة إن سلم الحسين، يكشف عن مرتبة في الديانة رفيعة.
أجل، فهي التي طلبها أمير المؤمنين، ووقع عليها اختيار أخيه عقيل فخطبها له، ليكون للامام علي (عليه السلام) منها أولاد شجعان ينصرون ولده الحسين يوم عاشوراء، في طف كربلاء. فكان ابو الفضل العباس وإخوته لامه وأبيه: عبد الله وجعفر وعثمان. فنشأوا في ظل أمير المؤمنين (عليه السلام) على انوار الهداية والامامة، وفي ظل أم البنين وقد غذتهم حب آل البيت والتعلق بسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين، حتى آزروه، ومضوا معه الى كربلاء ليفدوه بأرواحهم، ويستشهدوا بين يديه.
ويبقى ابو الفضل العباس مميزاً بين اخوته وأقرانه في فضائل عديدة عالية، فيكفي في عمله قول أهل البيت عليهم السلام في التعريف به أنه زُقّ العلم زقاً، والحديث المروي عن الامام الباقر (عليه السلام) أنه ـ عند شهادة أمير المؤمنين ـ كان على درجة رفيعة، ومرتبة عظيمةٍ من العلم والجلالة، مثل أخيه محمد ابن الحنفية. وقد وصفه أكابر فقهاء أهل البيت وعلمائهم، أنه كان ناسكاً عابداً ورعاً، بين عينيه أثر السجود.
نعم، ولأن العباس (عليه السلام) ـ وهو العارف بالامامة ـ محاطاً بأنوار أبيه والحسن والحسين (صلوات الله عليهم)، فلم يكن يصدر منه ما اختزن صدره الزكيّ من المعارف الرفيعة، إجلالاً لأئمة الهدى والحق، فلم يتكلم في محضرهم الشريف، فلم يؤثرعنه الكثير. ولكن يكفي في معرفته وإيمانه وبصيرته وطاعته لله تبارك وتعالى أنه ناصر إمام زمانه وآزره، وفداه بنفسه، واستشهد على ولايته.
ويكفيه شرفاً أن يخاطبه الامام الصادق (عليه السلام) في زيارته إياه بقوله: "فجزاك الله أفضل الجزاء، وأكثر الجزاء، وأوفر الجزاء، وأوفى جزاء أحد ممن وفى ببيعته، واستجاب له دعوته، وأطاع ولاة أمره. وأشهد أنك قد بالغت في النصيحة وأعطيت غاية المجهود، فبعثك الله في الشهداء، وجعل روحك مع ارواح السعداء، وأعطاك من جنانه أفسحها منزلاً، وأفضلها غرفاً، ورفع ذكرك في عليين، وحشرك مع النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا. أشهد انك لم تهن ولم تنكل، وأنك مضيت على بصيرة من امرك مقتدياً بالصالحين، ومتبعاً للنبيين، فجمع الله بيننا وبينك وبين رسوله وأوليائه في منازل المخبتين، فإنه ارحم الراحمين".

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة