البث المباشر

من دعوات السيد ابن طاووس في إمساك المطر

الأربعاء 15 مايو 2019 - 09:01 بتوقيت طهران

بسم الله والحمد لله مجيب الدعوات قاضي الحاجات ومنزل البركات تبارك وتعالى أرحم الراحمين والصلاة والسلام على أرحم عباد الله بخلقه وأرأفهم بهم وأنفعهم لهم سيد الأنبياء المصطفى المختار وآله الأطهار الأبرار.
السلام عليكم أعزائنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران أهلا بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج، نخصصها أيها الأطائب لثلاث دعوات مستجابة نقلها العارف الجليل جمال السالكين السيد علي بن طاووس في كتابه القيم (الأمان) الذي صنفه في اداب السفر وأحكامه.
والدرس المحوري الذي نستفيده من الروايات الثلاث التي ننقلها لكم بعد قليل هو أن من رحمة الله عزوجل بعباده أن ضمن للمضطرين استجابة دعواتهم إذا دعوه، فيكشف ما بهم من سوء... تابعونا على بركة الله.
نقل السيد ابن طاووس أولا رواية في توسل الإمام الرضا – عليه السلام – بجده المصطفى – صلى الله عليه وآله – لدفع أذى المطر، فقال في كتابه (الأمان): روينا بإسنادنا إلى عبد الله بن جعفر الحميري في كتاب دلائل الرضا عليه السلام باسناد الحميري إلى سليمان الجعفري قال كنت مع أّبي الحسن الرضا (صلوات الله عليه) وهو يريد بعض أمواله – أي مزارعه – فأمر غلاما له أن يحمل له قباء فعجبت من ذلك وقلت ما يصنع به وكان ذلك – مستعينا الأكارم – في وقت ليس في السماء علامة على قرب المطر والحاجة للقباء، قال الراوي سليمان الجعفري فلما صرنا في بعض الطريق نزلنا إلى الصلاة وأقبلت السماء – أي بالمطر الشديد – فالقوا القباء علي وعليه وخر ساجدا فسجدت معه ثم رفعت رأسي وبقي ساجدا فسمعته يقول: يا رسول الله يا رسول الله، فكف المطر).
مستمعينا الأكارم، وبعد نقل هذه الرواية ذكر السيد ابن طاووس حادثة جرت له، قال – رضوان الله عليه – في كتابه المذكور: (وكنت مرة توجهت من بغداد الى الحلة على طريق المدائن فلما وصلنا في موضع بعيد القرايا جاءت الغيوم والرعود واستوى الغمام للمطر وعجزنا عن احتماله فألهمني الله جل جلاله إنني أقول: (يا من يمسك السموات والأرض أن تزولا أمسك عنا المطر وخطره وكدره وضرره بقدرتك القاهرة وقوتك الباهرة) وكررت ذلك وأمثاله كثيرا وهو متماسك بالله جلاله – أي أن المطر لم يهطل من تلك الغيوم رغم أنها مثقلة به –، قال السيد حتى وصلنا إلى قرية فيها مسجد فدخلته وجاء الغيث شيئا عظيما في اللحظة التي دخلت فيها المسجد وسلمنا منه وكان ذلك قبل أن أقف على هذا الحديث – يعني الحديث المتقدم الذي نقله عن الإمام الرضا – عليه السلام –.
مستمعينا الأفاضل، وفي حادثة أخرى استجيب للسيد ابن طاووس رضوان الله عليه دعاء مماثل والجميل فيه هذه الحادثة أن الله عزوجل قد ألهمه ما يقوله في دعائه، قال السيد رحمه الله في جانب آخر من كتابه (الأمان): (توجهت مرة في الشتاء بعيالي من مشهد إلى بغداد في السفن فتغيمت الدنيا وأرعدت وبدا المطر فألهمت إنني قلت ما معناه اللهم إن هذا المطر تنزله لمصلحة العباد وما يحتاجون من عمارة البلاد فهو كالعبد في خدمتنا ومصلحتنا ونحن الآن قد سافرنا بأمرك راجين لإحسانك وبرك فلا تسلط علينا ما هو كالعبد لنا أن يضر بنا واجرنا عوائد العناية الإلهية والرعاية الربانية واجر المطر على عوائد العبودية واصرفه عنا إلى المواضع النافعة لعبادك وعمارة بلادك برحمتك يا أرحم الراحمين) قال السيد ابن طاووس: فسكن في الحال وهذا من تصديق الايات المعظمات في إجابة الدعوات ولمحمد (صلى الله عليه) من جملة المعجزات ولذريته من جملة العنايات فإنه جل جلاله استجاب من المحسنين ومن المسيئين.
إلى هنا ننهي أعزائنا لقاء اليوم من برنامجكم (دعوات وإجابات) قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران تقبل الله منكم حسن الإصغاء والمتابعة ودمتم في رعايته سالمين والحمد لله رب العالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة