البث المباشر

الحذر من مكائد النفس

الأحد 5 مايو 2019 - 15:54 بتوقيت طهران

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي محمد المصطفي و آله الطيبين الطاهرين، أهلاً بكم – ايها الأعزاء ـ في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
قال أمير المتقين علي عليه السلام: "واعلموا عباد الله أنَّ المؤمن لايُمسي ولايصبحُ إلاَّ ونفسه ظنون عنده فلايزال زارياً عليها، ومستزيداً لها. فكونوا كالسابقين قبلكم والماضين أمامكم، قوّضوا من الدنيا تقويض الرّاحل، وطووها طيّ المنازل". مستمعينا الأعزاء: كعادته يشير الامام بصورة بليغة بديعة إلى أدقّ الأمور في حياة الإنسان المؤمن فهو(لا يمسي ولايصبح إلّا ونفسه ظنون عنده)، أي متّهمة عنده يظن بها التقصير، و(لايزال زارياً عليها)، أي عائباً لها، (و مستزيداً لها)، من أعمال الخير. وينبغي أن نكون كالسابقين والماضين (قوضوا من الدنيا تقويض الراحل وطووها طيّ المنازل) وقوّض البناء: أي هدمه. والراحل: المسافر. و (طووها):أي قطعوها وجاوزوها والمراد: قطعوا علائقهم بالدنيا والاهتمام بها. نسأله تعالى أن ينزع من قلوبنا حب الدنيا كما فعل بالصالحين من صفوته والأبرار من خاصّته إنه سميع مجيب.
مستمعينا الأفاضل: ونبقى مع كلام أميرالمؤمنين عليه السلام حيث يأمرنا بالتمسك بالقرآن الكريم فيقول: "واعلموا أنّ هذا القرآن هو النّاصح الذي لايغشّ والهادي الذي لا يضلّ، و المحدّث الذي لا يكذب وماجالس هذا القرآن أحدٌ إلّا قام عنه بزيادةٍ أونقصانٍ. زيادةٌ في هدىً، ونقصانٌ من عمىً، واعلموا أنّه ليس على أحدٍ بعد القرآن من فاقةٍ، ولا لأحدٍ قبل القرآن من غنى، فاستشفوه من أدوائكم، واستعينوا به على لأوائكم".
أجل – مستمعينا الأكارم – صدق إمامنا وسيّدنا علي عليه السلام فليس على أحد بعد القرآن من فاقة)، أي فقر، والمراد: أنّ أهل القرآن إستكفوا به مرشداً ودليلاً إلى الكمال والرقيّ، واستغنوا به عن غيره. (ولا لأحد قبل القرآن من غنى)، أي ليس في البشرية أحد قبل نزول القرآن مستغن عنه. (فأستشفوه): أي اطلبوا فيه الشفاء لجميع أسقامكم وأمراضكم. (واستعينوا به): أي اطلبوا منه العون، (على لأوائكم): أي على شدائدكم.
ومسك الختام ننور قلوبنا مرة أخرى بالاستماع الى كلام أميرالمؤمنين عليه السلام حيث قال: واعلموا عباد الله أنَّ المؤمن لايُمسي ولايصبحُ إلاَّ ونفسه ظنون عنده فلايزال زارياً عليها، ومستزيداً لها. فكونوا كالسابقين قبلكم والماضين أمامكم، قوّضوا من الدنيا تقويض الرّاحل، وطووها طيّ المنازل).
نشكركم – أيها الأحبة – على حسن المتابعة وجميل الإصغاء وحتى اللقاء القادم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة