البث المباشر

خلق النبي الاعظم(ص) في الاهتمام بالقرآن الكريم وتلاوته خلق امير المؤمنين(ع) في التوكل على الله واليقين بقضائه خلق الامام الحسين(ع) في النصيحة والحلم

الأحد 28 إبريل 2019 - 11:44 بتوقيت طهران
خلق النبي الاعظم(ص) في الاهتمام بالقرآن الكريم وتلاوته خلق امير المؤمنين(ع) في التوكل على الله واليقين بقضائه خلق الامام الحسين(ع) في النصيحة والحلم

والصلاة والسلام على حبيب اله العالمين محمد الأمين وعلى آله الأبرار الميامين.
السلام عليكم أيها الأكارم ورحمة ‌الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا راجين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
مستمعينا الاعزاء: بالنظر لعلو شأن القرآن الكريم وشموخه وضرورته للمسلم -ولكل انسان- شدد الاسلام الحنيف على الاهتمام والاعتصام بحبله من خلال قراءته والتدبر في آياته ووعي مقاصده وتجسيد مفاهيمه في دنيا الفرد والجماعة قال تعالى: «ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات، أن لهم اجراً كبيراً» ولقد كان من معالي اخلاق النبي الكريم (صلى الله عليه وآله) كثرة قراءته للقرآن الكريم والتدبر في آياته.
وبناءً على ما يحظي به القرآن الكريم من مكانة شاهقة في دنيا الاسلام. فقد تسنم الرسول (صلى الله عليه وآله) القمة في مضمار تعاهده والعناية به تلاوة وتعليماً وحضاً على رعايته، وكان من اهدافه في تلاوة‌ الكتاب العزيز- وهو الذي انزل عليه- ان يكون قدوة للمؤمنين في تعاهد امره والحرص عليه، اضافة الى ان تلاوة ‌القرآن بغض النظر عن مقاصدها وثمراتها الأخرى، عبادة ايما عبادة كما تجلي من خلال النصوص الكثيرة المذكورة في كتب المسلمين.
ولشدة تفاعله مع القرآن الكريم ما رواه ابن مسعود (رضوان الله تعالى) قال: 
قال النبي (صلي الله عليه وآله): اقراً على القرآن، فقلت: يا رسول الله اقرأ عليك وعليك انزل؟! 
قال (صلى الله عليه و آله): اني احب ان اسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء حتي جئت الى هذه الآية: «فكيف اذا جئنا من كل أمة بشهيد، وجئنا بك على هؤلاء شهيداً».
قال (صلى‌ الله عليه وآله): حسبك الآن. فالتفت اليه فاذا عيناه تذرفان.

*******

ان التوكل على الله تعالى زاد المتقين واليقين بالله عز وجل شعار المؤمنين الصادقين يملأ قلوبهم بالثقة والإطمئنان والعزة والارتفاع على جميع عقبات الحياة، وقد كان امير المؤمنين علي (عليه السلام) قائداً لأهل اليقين بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويعسوباً للمتوكلين، وهذه سيرته العطرة تتحفنا بالعديد من الشواهد في هذا المضمار وتعد من مختصاته التي لا يقدر ان يشاركه فيها احد.
فعن الامام الصادق (عليه السلام) قال: كان لعلي (عليه السلام) غلام اسمه قنبر وكان يحب علياً حباً شديداً، فاذا خرج علي (عليه السلام) خرج على اثره بالسيف، فرآه ذات ليلة فقال: يا قنبر ما لك؟ 
قال: جئت لأمشي خلفك، فان الناس كما تراهم يا امير المؤمنين فخفت عليك. 
قال (عليه السلام): «ويحك أمن أهل السماء تحرسني أم من أهل الارض»؟
قال: لا بل من أهل الارض. 
قال (عليه السلام): ان أهل الارض لا يستطيعون بي شيئاً إلا باذن الله عز وجل فارجع، فرجع.
وعن ابي عبد الله (عليه السلام) ‌قال: «ان امير المؤمنين (عليه السلام) جلس الى حائط مائل يقضي بين الناس فقال بعضهم: لا تقعد تحت هذا الحائط فانه معور- اي على وشك السقوط- فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): حرس آمراً أجله» فلما قام امير المؤمنين (عليه السلام) سقط الحائط، وكان امير المؤمنين ممن يفعل هذا واشباهه، وهذا اليقين. 

*******

هل تعلم ان اعظم المشاكل واكثرها فتكاً براحة الانسان هي وليدة اللسان وكثرة الثرثرة والكلام؟ انظر الى الحسين بن علي (عليه السلام) كيف حذر يوماً ابن عباس قائلاً:
«يا بن عباس، لا تكلمن فيما لا يعنيك فانني اخاف عليك الوزر، ولا تتكلمن فيما يعنيك حتى ترى للكلام موضعاً، فرب متكلم قد تكلم بحق فعيت ولا تمارين حليماً ولا سفيهاً فان الحليم يقليك والسفيه يرديك، ولا تقولن في اخيك المؤمن اذا توارى عنك، الا مثل ما تحب ان يقول فيك اذا تواريت عنه، واعمل عمل رجل يعلم انه مأخوذ بالاجرام مجزي بالاحسان، والسلام».
نعم هذا التحذير الأخلاقي من الامام الحسين (عليه السلام) تعميم الى كل من يسمعه وكذلك انا وانت، فهل نتعلم فن الصمت وتقطير الكلمات؟ اجل انه العمل بتوصية السبط الشهيد (عليه السلام).
ونبقى مع الحسين (عليه السلام) ومع اخلاقه العظيمة فقد قال له رجل: ان فيك كبراً‌.
فقال (عليه السلام): كل الكبر لله وحده ولا يكون في غيره، قال الله تعالى: «فلله العزة» ولرسوله وللمؤمنين.
لو اهاننا شخص مثلاً فهل نجيبه كما اجاب الحسين (عليه السلام) ام فرد له الصاع صاعين كما يقال؟ اذا اردنا التخلق باخلاق الحسين (عليه السلام) فعلينا الرفق بالناقد حتى اذا كان في نقده جارحاً ومجافياً للأدب، فكم من هؤلاء قد اهتدوا الى الحق لما شاهدوا الاخلاق الكريمة والادب الرفيع في الطرف الآخر.
وفي الحديث عنه (عليه السلام) قال: «من احجم عن الرأي وعييت به الحيل كان الرفق مفتاحه». 
وختاماً - اهيا الأحبة - نشكركم على حسن المتابعة.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة