البث المباشر

ذكر الله بعد الطعام في سنة النبي(ص) خلق اميرالمؤمنين(ع) في التسليم لله ورسوله ونصرتهما

الأحد 28 إبريل 2019 - 11:12 بتوقيت طهران
ذكر الله بعد الطعام في سنة النبي(ص) خلق اميرالمؤمنين(ع) في التسليم لله ورسوله ونصرتهما

وصلى الله على‌ احب الخلق اليه محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الأطهار.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
حول اخلاق الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وآدابه روي عن ابي سعيد الخدري قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اذا طعم او شرب قال: «الحمد لله الذي اطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين»، وعن ابي ايوب الأنصاري قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) اذا أكل وشرب قال: «الحمد لله الذي اطعمنا وسقانا وسوغه (اي جعل ازدراده سهلاً) وجعل له مخرجاً».
وننتقل الى أخي رسول الله (صلى الله عليه وآله) الامام علي (عليه السلام) الذي كان من معالي اخلاقه الطاعة المطلقة لله تعالى ولرسوله الصادق الأمين، فحين تلقى النبي بيان التكليف الالهي بحمل الرسالة عاد الى بيته فأطلع علياً على امره فاستقبله بالتصديق واليقين، كذلك فعلت خديجة الكبرى (عليها السلام) فانبثق من اجل ذلك اول نواة لمجتمع المتقين في الأرض.
على انه يجدر بنا ان نعي ان علياً (عليه السلام) لم يدعه الرسول (صلى الله عليه وآله) الى الاسلام كما دعا غيره ابداً لأن علياً (عليه السلام) كان مسلماً على فطرة الله تعالى، لم تصبه الجاهلية بأوضارها ولم يتفاعل مع شيء من سفاسفها وكل الذي كان ان علياً (عليه السلام) قد اطلعه الرسول القائد (صلى الله عليه وآله) على امر دعوته ومنهج رسالته فأعلن الامام تصديقه وايقن بالرسالة الخاتمة وبادر لتلقي توجيهاته المباركة تلقي تنفيذ وتجسيد ولهذا يقال - كرم الله وجهه.
فإن علياً (عليه السلام) كان مؤهلاً لإتباع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في دعوته لأنه (صلى‌ الله عليه وآله) كان قد انشأ شخصيته وأرسى لبناتها الاساسية، ولا نضيف جديداً اذا قلنا ان الامام (عليه السلام) لم يفاجأ بامر الدعوة المباركة فطالما عاش في كنف رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتفيأ ظلاله فالمصطفى - كما نعلم - كان يعبد ربه تعالى وينأى عن الجاهلية في مفاهيمه وسلوكه وعلاقاته قبل ان يتنزل عليه وحي السماء بأول سورة من القرآن الكريم.
وعلي (عليه السلام) كان مطلعاً على عبادة اخيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وممارساته وتحولاته الروحية والفكرية فكان يتعبد معه وينهج نهجه ويسلك سبيله في تلك السن المبكرة من عمره، اما حين فاتحه الرسول (صلى الله عليه وآله) بأمر الدعوة الالهية فقد لبى النداء بروحه ووعيه وكل جوارحه دون ان يباغت في الامر، وان كان هناك من جدة في المسألة فانما هي في الكيفية ودرجة المسوولية الواجب تحملها او في تفاصيل الاحكام.

*******

ونبقى مع اول المؤمنين الامام علي (عليه السلام) فحين بلغّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأمر التكليف الالهي لحمل الدعوة المباركة بلغ كذلك ان تنصب دعوته اولاً على الخاصة من أهل بيته وقد اشار ابن هشام في سيرته لذلك بقوله: فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يذكر ما انعم الله به عليه وعلى العباد من النبوة سراً الى من يطمئن اليه من اهله.
وقد اشار الامام السجاد (عليه السلام) الى اسلام جده علي (عليه السلام) بقوله: «ولقد آمن بالله تبارك وتعالى وبرسوله (صلى الله عليه وآله) وسبق الناس كلهم الى الايمان بالله وبرسوله والى الصلاة ثلاث سنين».
ولأسبقيته في حمل الدعوة اشار الامام علي (عليه السلام) في حديث جاء فيه: «ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخديجة وانا ثالثهما ارى نور الوحي والرسالة واشم ريح النبوة».
وبعد ان تخطت الدعوة مرحلة دعوة الخاصة من اهل البيت، اذن الله (عزوجل) لرسوله (صلى الله عليه وآله) بدعوة عشيرته الأقربين من بني هاشم ليوسع من مدار الدعوة بذلك فقال تعالى: «وانذر عشيرتك الاقربين / واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين / فان عصوك فقل اني بريء مما تعملون».
فلما تلقى الرسول (صلى الله عليه وآله) امر ربه الاعلى بانذار عشيرته الاقربين امر علياً ان يدعوهم الى طعام عنده فحضروا الى دار رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكانوا اربعين رجلاً. 
وبعد ان تناول المدعوون طعامهم بادرهم الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) بقوله: «يا بني عبد المطلب ان الله بعثني الى الخلق كافة وبعثني اليكم خاصة فقال: وانذر عشيرتك الاقربين و انا ادعوكم الى كلمتين خفيفتين على اللسان ثقيلتين في الميزان تملكون بهما العرب والعجم وتنقاد لكم بهما الامم وتدخلون بهما الجنة وتنجون بهما من النار، شهادة ان لا اله الا الله واني رسول الله فمن يجيبني الى هذا الأمر ويوازرني عليه وعلى القيام به يكن اخي ووصيي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي».
وبين تنديد ابي لهب وتحذيره لرسول الله (صلى‌ الله عليه وآله) من الاستمرار بالدعوة من جهة، وتأييد ابي طالب له ومخاطبته لرسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوله: «فامض لما امرت به فوالله لا ازال احوطك وامنعك». ومن خلال التأييد الذي اعلنه ابو طالب والتنديد البليد الذي اعلنه ابو لهب وقف علي بن ابي طالب (عليه السلام) وكان اصغر الحاضرين سناً فقال: «انا يا رسول الله اوازرك على هذا الامر»، فامره الرسول (صلى الله عليه وآله) بالجلوس ولما لم يجبه احد نهض علي ثانية ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يجلسه.
واعاد رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعوته الى قومه فلم يجبه احد وكان صوت علي (عليه السلام) وحده يلبي الدعوة ويهدر بالموازرة والنصرة‌ فمزق (عليه السلام) صمتهم بصلابة ايمانه وقوة يقينه وحيث لم يجب رسول الله (صلى الله عليه وآله) احد للمرة الثالثة التفت الى مجيبه الوحيد قائلاً: «اجلس فانت اخي ووصيي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي». فنهض القوم من مجلسهم وهم يخاطبون ابا طالب (عليه السلام): «ليهنئك اليوم ان دخلت في دين ابن اخيك فقد جعل ابنك اميراً عليك».
وختاماً - ايها الاعزاء- شكراً لكم على حسن المتابعة وجميل الاصغاء. وحتى اللقاء القادم نستودعكم الله تعالى والسلام عليكم.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة