البث المباشر

الرسول الاكرم (صل الله عليه وآله) هو القرآن الناطق عطاء الامام الرضا (عليه السلام) بحفظ كرامة الناس مواساة الامام الجواد (عليه السلام) لمن تنزل به المصائب أثر مواعظ الامام علي الهادي (عليه السلام) في

السبت 27 إبريل 2019 - 11:39 بتوقيت طهران
الرسول الاكرم (صل الله عليه وآله) هو القرآن الناطق عطاء الامام الرضا (عليه السلام) بحفظ كرامة الناس مواساة الامام الجواد (عليه السلام) لمن تنزل به المصائب أثر مواعظ الامام علي الهادي (عليه السلام) في

والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم ـ مستمعينا الاعزاء ـ ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
مستمعينا الافاضل ـ لقد تجلت الاخلاق الالهية باعلى مراتبها في شخصية الرسول المصطفى(ص) الذي بعثه الله عز وجل برسالته الخاتمة لينهض باعظم عملية تغييرية في التاريخ، ولقد عمل(ص) وسعه لاحداث تلك العملية التغييرية في حياة الانسان في الفكر والعمل ومرافق الحياة ومؤسساتها كافة، فكانت تجربته(ص) اروع واتقن تجربة عرفها تاريخ البشر على الاطلاق.
القرآن الكريم قد احتل مركز الاشعاع الاول في الحياة الاسلامية في اطار الفرد والمجتمع وسيرة رسول الله(ص) تمثل القرآن الناطق أي التجسيد الكامل لقيم كتاب الله عز وجل فهي والقرآن الكريم يشكلان وجهين لعملة واحدة، ومن هنا فأن وعي السيرة المحمدية والانفتاح عليها انما هو وعي للرسالة بوجهها الحقيقي السليم.
اجل ـ مستمعي الكريم ـ وقد سارت العترة الطاهرة من اهل بيت النبوة على نهج جدهم المصطفى(ص)، فهذا ـ على سبيل المثال ـ الامام علي بن موسى الرضا(ع) وهو من كنوز العلم والحكمة في مواهبه وعبقرياته ومن شموس ائمة الهدى دعاة الاصلاح الاجتماعي في دنيا الاسلام وقد مثل جده الرسول(ص) وآباءه الطيبين في معالي اخلاقه وسمو ذاته في جميع مناحي حياته فقد اتجه صوب الله تعالى وتجرد تجرداً كاملاً عن النزعات المادية التي مآلها الى التراب.
فمثلاً ذكر المؤرخون نماذج مشرقة من كرمه وسخائه اذ قالوا: ان رجلاً من خراسان سلم على الامام الرضا(ع) وقال له: انا رجل من محبيك ومحبي آباءك ومصدري من الحج، وقد نفدت نفقتي وما معي من الحج ما ابلغ به مرحلة فان رأيت ان ترجعني الى بلدي، فاذا بلغت تصدقت بالذي تعطيني عنك فقال له: "اجلس يرحمك الله" واقبل على الناس يحدثهم حتى تفرقوا وبقي الامام(ع) ومعه سليمان الجعفري فاستأذن منه الامام ودخل الدار، ثم خرج وصاح للخراساني فقام اليه وقال له: "خذ هذه المئتي دينار واستعن بها في مؤونتك ونفقتك ولا تتصدق بها عني" وانصرف الرجل وقد غمره كرم الامام(ع) وانبرى سليمان الجعفري فقال للامام: جعلت فداك، لقد اجزلت للخراساني ورحمت فلماذا سترت وجهك عنه؟ فأجابه(ع): انما صنعت ذلك مخافة ان ارى ذل السؤال في وجهه لقضائي حاجته اما سمعت حديث رسول الله(ص): (المستتر بالحسنة تعدل سبعين حجة والمذيع بالسيئة مخذول)، اما سمعت قول الشاعر: "متى آته يوماً لاطلب حاجة رجعت الى اهلي ووجهي بمائه".
مستمعينا الكرام ـ واما امامنا محمد بن علي الجواد(ع) فهو من اروع صور الفكر والعلم في الاسلام وقد فجر ينابيع العلم والحكمة في الارض، وكان الرائد للنهضة العلمية والثقافية في عصره، وقد هرع العلماء والفقهاء ورواة الحديث وطلاب الحكمة الى مقامه الرفيع للانتهاك من نميز علومه ومعارفه وهو بسنه المبكر، وهو دليل حاسم على ان الائمة العظام من اهل بيت النبوة قد منحهم الله تعالى الحكمة وفصل الخطاب من دون فرق بين الكبير منهم والصغير.
مستمعينا الافاضل ـ ومن معالي اخلاق الامام الجواد(ع) مواساته للناس في السراء والضراء، ومن بين الذين واساهم ابراهيم بن محمد البغدادي، فقد جرت عليه مظلمة من قبل الوالي فاخبر الامام بذلك فتألم الامام له وكتب له رسالة يواسيه على ما حل به جاء فيها: "عجل الله نصرتك على من ظلمك وكفاك مؤونته وابشر بنصر الله عاجلاً ان شاء الله وبالآخرة آجلاً، واكثر من حمد الله تعالى".
وكذلك كان الامام الجواد(ع) يواسي المصابين والمنكوبين فقد بعث برسالة الى رجل فجع بفقد ولده جاء فيها بعد البسملة: "ذكرت مصيبتك بعليٍّ ابنك وذكرت انه كان احب ولدك اليك، وكذلك الله عز وجل انما يأخذ من الولد وغيره ازكى ما عند اهله ليعظم به اجر المصاب بالمصيبة فاعظم الله اجرك واحسن عزائك وربط على قلبك انه قدير وعجل الله عليك بالخلف فارجو ان يكون الله تعالى قد فعل ان شاء الله".
أجل ـ مستعمي الكريم ـ لقد اعربت هذه الرسالة عن تعاطف الامام(ع) مع الناس ومشاركته لهم في احزانهم وآلامهم.
واما الامام علي الهادي(ع) فقد كان من اخلاقه السامية ارشاد الضال الى طريق الحق وهدايته الى سواء السبيل، فقد هدى باذن الله تعالى ابا الحسن البصري المعروف بالملاح وكان واقفياً قد اقتصر على امامة الامام موسى بن جعفر(ع) فالتقى به الامام الهادي(ع) وقال له: "الى متى هذه النومة؟ اما آن لك ان تنتبه منها"، واستيقظ الرجل من غفلته، فقد اثرت هذه الكلمات في نفسه ورجع الى الحق وترك الوقف.
وفي الختام ـ ايها الاعزاء ـ نشكركم على حسن المتابعة وجميل الاصغاء ونساله تعالى ان يهدينا الى صراط المستقيم انه سميع مجيب. وحتى اللقاء القادم نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة