البث المباشر

القرآن خلق رسول الله (صل الله عليه وآله) الامام الحسين (عليه السلام) ورفض الظلم الامام السجاد (عليه السلام) والصفح الجميل الامام الباقر (عليه السلام) والانقطاع الى الله الامام الصادق (عليه السلام) وإع

السبت 27 إبريل 2019 - 11:38 بتوقيت طهران
القرآن خلق رسول الله (صل الله عليه وآله) الامام الحسين (عليه السلام) ورفض الظلم الامام السجاد (عليه السلام) والصفح الجميل الامام الباقر (عليه السلام) والانقطاع الى الله الامام الصادق (عليه السلام) وإع

والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد الصادق الامين وعلى آله الميامين ...
السلام عليكم ـ مستمعينا الاعزاء ـ ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا راجين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً ...
مستمعينا الكرام ـ لقد كان رسول الله(ص) بلطف الله تعالى وعنايته كفوءاً للرسالة الالهية وصورة حية منها، ومن اجل هذا التعليم الالهي الملزم بوجوب سلوك سبيل رسول الله(ص) من لدن امته بامتدادها التأريخي في القول والعمل والانشطة كافة، قال تعالى: «لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة» (الاحزاب، 21). وقال عز وجل: «قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم» (آل عمران، 31).
ولقد بلغ من عظمة شخصية رسول الله(ص) ان سئل علي بن ابي طالب(ع) عنها فأجاب ما مضمونه كيف اصف اخلاق النبي(ص)وقد شهد الله تعالى بانه عظيم حيث قال: «وانك لعلى خلق عظيم». وسئلت احدى زوجاته عن اخلاقه(ص) فأجابت: كان خلق رسول الله القرآن. وكذلك كانت العترة الطاهرة من آله الابرار(ع)، فهذا سيد الشهداء الامام الحسين(ع) كان كجده(ص) في رفض الظلم ومحاربة الباطل ولذلك سمي بابي الضيم وقد صور شعراء أهل البيت هذه الظاهرة البارزة في شخصية الحسين(ع) ومنهم السيد حيدر الحلي (رحمه الله) حيث قال: 

وسامته يركب احدى اثنتين

وقد صرت الحرب اسنانها

فأمَّا يرعى مذعناً او تموت

نفس ابى العز اذعانها

فقال لها اعتصمي بالاباء

فنفس الابي وما زانها

اذا لم تجد غير لبس الهوان

فبالموت تنزع جثمانها

رأى القتل صبراً شعار الكرام

وفخراً يزين لها شانها

فشمر للحرب في معرك

به عرك الموت فرسانها

مستمعينا الاعزاء ـ لقد كان من مكارم اخلاق الامام السجاد علي بن الحسين(ع) احسانه لاعدائه ومنها ان اسماعيل بن هشام المخزومي كان والياً على المدينة وكان شديد البغض والعداء للاسرة النبوية، وكان كثير الاعتداء والاساءة للامام السجاد(ع) وكان يعلن سب الامام امير المؤمنين(ع) على المنابر تقرباً لاسياده الامويين، ولما تولى الطاغية الوليد بن عبد الملك الخلافة بادر الى عزله حيث كانت بينهما عداوة من قبل، فاوعز الى واليه بايقاف اسماعيل الى الناس لاستيفاء حقوقهم منه "كي يذله ويهينه امام الناس" وفزع اسماعيل المخزومي كاشد ما يكون الفزع من الامام السجاد(ع) وذلك لكثرة اعتدائه عليه واساءته له فقال: ما اخاف الا من علي بن الحسين فانه رجل صالح يسمع قوله فيَّ لكن الامام(ع) الذي حمل اخلاق جده العظيم(ص) سارع اليه وقابله بوجه مشرق بالابتسام والعطف والرأفة وعرض عليه القيام بما يحتاج اليه من المعونة في محنته قائلاً: "يا بن العم عافاك الله لقد ساءني ما صنع بك، فادعنا الى ما احببت"، وذهل اسماعيل المخزومي من هذه الاخلاق العظيمة وهذا الموقف العجيب فسالت الدموع من عينيه وراح يقول: «الله اعلم حيث يجعل رسالته».
مستمعينا الاعزاء ـ لقد كان من اخلاق امامنا محمد بن علي الباقر(ع) الانقطاع الى الله تعالى والانابة اليه سبحانه، وقد اخلص للباري عز وجل كاعظم ما يكون الاخلاص، فكان اذا اقبل على الصلاة اصفرَّ لونه خوفاً من الله تعالى وخشية منه وكان يناجي ربه الكريم في غلس الليل البهيم، وكان يقول في مناجاته: (امرتني فلم ائتمر، وزجرتني فلم انزجر، ها انا عبدك بين يديك) وحدث مولاه افلح قال: حججت مع ابي جعفر فلما دخل الى المسجد رفع صوته بالبكاء فقلت له: بابي وامي انت، ان الناس ينتظرونك فلو خفضت صوتك قليلاً؟ فقال لي: "يا افلح، اني ارفع صوتي بالبكاء لعل الله تعالى ينظر اليَّ برحمة فافوز بها غداً"، ثم طاف بالبيت الحرام وصلى خلف المقام فلما فرغ واذا بموضع سجوده قد ابتل من دموع عينيه، وكان يلهج بذكر الله تعالى في معظم اوقاته وكان يجمع وِلدَهٌ قبل طلوع الشمس ويأمرهم بذكر الله تعالى حتى تطلع.
ونختم البرنامج: مستمعينا الافاضل ـ بذكر قبس من سخاء وكرم مولانا ومقتدانا الامام جعفر الصادق(ع)، فقد روي ان المفضل بن قيس بن ومانة وفد على الصادق "وهو من خيار اصحابه" فشكا اليه ضعف حاله وسأله الدعاء فقال (عليه السلام) لجاريته: "هات الكيس الذي فيه اربعمائة دينار" فجاءته به فاعطاه له وقال له "استعن به" فقال المفضل: لا والله جعلت فداك ما اردت هذا، ولكن اردت الدعاء، فقال الامام الصادق(ع): لادٌَ الدعاء لك. وكان من بره وجوده(ع) انه كانت له ضيعة قرب المدينة تسمى "رعين زياد" فيها نخل كثير، فاذا نضج التمر امر الوكلاء ان يثلموا في حيطانها ثلماً ليدخل الناس ويأكلوا من التمر وكان(ع) يأمر لجيران الضيعة الذين لا يقدرون على المجيء كالشيخ والعجوز والمريض لكل واحد منهم بمد من التمر، وما بقي منه يأمر بحمله الى المدينة فيفرق اكثره عل الضعفاء والمستحقين، وكانت قيمة التمر الذي تنتجه الضيعة اربعة الاف دينار، فينفق ثلاثة الاف دينار ويبقي له الفاً.
ومن بره للفقراء ان رجلاً مر به فلم يسلم وكان يتغدى فدعاه الامام(ع) الى تناول الطعام فقال له بعض الحاضرين: السنة ان يسلم ثم يدعى، وقد ترك السلام على عمد، فقابله الامام باللطف والابتسام وقال له: هذا فقه عراقي فيه بخل. 
اجل مستمعي الكريم ـ لقد كان الكرم صفة راسخة في شخصية الامام الصادق(ع) كما هي عند اجداده الطيبين الطاهرين(ع).
وختاماً ـ ايها الاكارم ـ شكراً لكم على حسن المتابعة وجميل الاصغاء. وحتى اللقاء القادم نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة