البث المباشر

دوام ذكر الله في سيرة الامام الحسن (عليه السلام) إباء الضيم في خلق الامام الحسن (عليه السلام) الاباء في أخلاق زيد بن علي وابنه يحيى والشريف الرضي

السبت 27 إبريل 2019 - 11:24 بتوقيت طهران
دوام ذكر الله في سيرة الامام الحسن (عليه السلام) إباء الضيم في خلق الامام الحسن (عليه السلام) الاباء في أخلاق زيد بن علي وابنه يحيى والشريف الرضي

والصلاة والسلام على محمد الهادي الامين وعلى آله الهداة الميامين ...
السلام عليكم ـ مستمعينا الكرام ـ ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً ...
مستمعينا الاعزاء ـ مهما قيل من ثناء على الاخلاق السامية لرسول الله(ص) قديماً وحديثاً، فان الله تعالى عليه في كتابه العزيز يظل ادق تعبير واصدق وصف لمواصفات شخصيته العظيمة دون سواه فقول الله تعالى: «وانك لعلى خلق عظيم»، يعجز كل قلم وكل تصور وبيان عن تحديد عظمته فهو شهادة من الله سبحانه وتعالى على عظمة اخلاق الرسول(ص) وسمو سجاياه وعلو شأنه في مضمار التعامل مع ربه ونفسه ومجتمعه بناءً على ان الاخلاق مفهوم شامل لجميع مظاهر السلوك الانساني. وهي شهادة لا يبلغ مدى عظمتها احد سوى الله تعالى ورسوله(ص) اذ هي صادرة من الله الكبير المتعال فسجلها ضمير الوجود وثبتت في كيانه وهي تتردد في الملأ الاعلى الى ما شاء الله عز وجل.
مستمعينا الافاضل ـ لقد ربى الرسول الاكرم(ص) ابنائه وأهل بيته(ع) على الاخلاق الاسلامية الفاضلة وقد ذكر المؤرخون نماذج مشرقة من سيرتهم المباركة واخلاقهم العظيمة فنذكر ـ مثلاً ـ من اخلاق الامام الحسن المجتبى(ع) انابته المطلقة الى الله تعالى حيث يقول الرواة: انه لم ير في وقت من الاوقات الا ولسانه يلهج بذكر الله تعالى تحميداً وتسبيحاً وكان(ع) اذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم "والسليم من لسعه العقرب او الحية" فسأل الله تعالى الجنة وتعوذ من النار، واذا ذكر الموت وما يعقبه من البعث والنشور بكى بكاء الخائفين والمنيبين، واذا ذكر(ع) العرض على الله تعالى شهق شهقة يغشى عليه منها وكان من مظاهر عبادته(ع) انه اذا اراد الوضوء تغير حاله وداخله خوف شديد من الله تعالى فيصفر لونه وترتعد فرائصه واذا فرغ من الوضوء واراد الدخول الى المسجد رفع صوته قائلاً: "الهي ضيفك ببابك يا محسن قد اتاك المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندنا بجميل ما عندك يا كريم"، واذا اقبل على الصلاة ظهر عليه الخوف حتى ترتعد جميع اعضائه واذا فرغ من صلاة الفجر لا يتكلم الا بذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس.
مستمعينا الاعزاء ـ لقد كان من مكارم اخلاق ابي الاحرار الامام الحسين(ع) الاباء عن الضيم وهو من اشهر القابه ذيوعاً وانتشاراً بين الناس فهو الذي رفع شعار العدل والكرامة ورسم طريق الشرف والعزة، فلم يخضع لغرور بني امية وفضل الموت تحت ظلال الاسنة، يقول عبد العزيز بن نباتة السعدي: 

والحسين الذي رأى الوت في

العزِّ حياةً والعيش في الذل قتلاً

ويقول ابن ابي الحديد: سيد أهل الاباء الذي علم الناس الحمية والموت تحت ظلال السيوف اختياراً على الدنية ابو عبد الله الحسين بن علي بن ابي طالب، عرض عليه الامان هو واصحابه فانف من الذل واختار الموت على ذلك وسمعت النقيب ابا يزيد يحيى بن زيد يقول: كأنَّ ابيات ابي تمام في محمد بن حميد الطاي ما قيلت الا في الحسين(ع):

وقد كان فوت الموت سهلاً فردَّه

اليهِ الحفاظُ المرُّ والخلقُ الوعرُ

ونفسٌ تعافُ الضيمَ حتى كأنهُ

هو الكفرُ يومَ الروعِ او دونهُ الكفرُ

فاثبتَ في مستنقعِ الموتِ رجلهُ

وقال لها من تحتِ اخمصكِ الحشرُ

تردى ثيابَ الموتِ حمراً فما اتى

لها الليلُ الا وهي من سندسٍ خضرُ

لقد كانت كلمات الامام الحسين(ع) الخالدة يوم الطف من اروع ما قيل في تصوير العزة والكرامة وسمو النفس.
وألقت كلماته(ع) على مدى ما يحمله من العزة التي لا حدود لابعادها والتي هي من اروع صور الكرامة الخالدة في جميع الازمان، وقد هام شعراء اهل البيت(ع) بهذه الظاهرة الماثلة في شخصية ابي الاحرار وقد عنى السيد حيدر الحلي (رحمه الله) بتصويرها حيث قال: 

طمعت ان تسومه القوم ضيماً

وابى الله والحسام الصنيع

كيف يلوي على الدنية جيداً

لسوى الله ما لواه الخضوع

ولديه جأش ارد من الدرع

لظمأى القنى وهن شروع

وبه يرجع الحفاظ لصدر

ضاقت الارض وهي فيه تضيع

فأبى ان يعيش الا عزيزاً

فتجلى الكفاح وهو صريح

اجل ـ مستمعي العزيز ـ وقد ورث هذه الظاهرة ـ أي العزة والاباء ـ احفاد الامام الحسين(ع) وشيعته، يقول الشهيد الخالد زيد بن علي بن الحسين(ع): ما كره قوم الجلاد الا ذلوه وثار على طاغية زمانه هشام الاموي واستشهد في ساحة الحرب وثار ايضاً على الطغيان والاستبداد الاموي ولده يحيى بن زيد(رض) وهو ينشد في ساحة الحرب:

يا بن زيد اليس قد قال زيد

من اراد الحياة عاش ذليلاً

كن كزيد فانت مهجة زيد

واتخذ في الجنان ظلاً ظليلاً

واستشهد هذا البطل دفاعاً عن الكرامة الاسلامية التي استهانت بها الدولة الاموية. وقد ورث العزة ايضاً السيد الشريف الرضي من احفاد الامام الحسين(ع) وهو القائل:

ولي اباء محلق بي عن الضيم

كما زاغ طائر وحشي

وختاماً ـ ايها الاحبة الكرام ـ شكراً جزيلاً لكم على حسن المتابعة وجميل الاصغاء وجزاكم الله خير الجزاء. وحتى اللقاء القادم نستودعكم الباري عز وجل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة