البث المباشر

الصحة النفسية في شهر رمضان المبارك

الإثنين 22 إبريل 2019 - 20:53 بتوقيت طهران

( الحلقة 29 )

موضوع البرنامج:

الصحة النفسية في شهر رمضان

موضوعنا في هذا اليوم يتناول الصحة النفسية في شهر رمضان، نعلم ان للصوم آثار ايجابية على الصحة العامة للجسم كذلك له آثار ايجابية اكثر على الصحة النفسية حيث التقرب الى الله سبحانه وتعالى في الصوم والعبادة والاجواء الروحانية التي يشع بها هذا الشهر المبارك له دور مهم في الوقاية من الامراض النفسية والوصول الى حالة من الطمأنينة والاستقرار والاتزان النفسي فمثلاً على الصعيد الاجتماعي نلاحظ انه كل ما جاء شهر رمضان غمرت جميع المسلمين السعادة والفرحة واخذوا يستعدون من اجل احياء لياليه والتجمع سوياً وقت الافطار والسحر كذلك الذهاب للتزاور مع الاقارب والاخوان والحضور في المساجد لتلاوة القرآن هذا في حقيقة الامر ينبه دافع حب الاجتماع فالقيام بعمل واحد في وقت واحد ولرب واحد كل هذا يوصل الانسان الى اعلى مستويات الاخوة والشعور بالسعادة والرضى كما ورد في محكم كتابه الكريم «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ» فيزول الخوف والقلق كما يضفي الشعور بالقوة بالخصوص في هذه الايام حيث اعداء المسلمين يخططون ويعملون لهدم الفكر الاسمي ولحرف الاذهان عن مضمون العبادات ولو لم يكن المسلمون منخدعين بألاعيب الاستعمار لما وصلنا اليه الان الى هذا الضعف والتفرق واذا كانت الحياة بصخبها وضجيجها ترغم الانسان على العمل لساعات طويلة بعيداً عن الاسرة ففي شهر رمضان نجد افراد الاسرة الواحدة وهم مجتمعون على مائدة وهم يتجاذبون اطراف الحديث ويصلون ويقرأون القرآن سوية فهذا يشد اواصر المحبة ويزيد من الالفة بينهم اما على المستوى النفسي والروحي ففوائد الصيام كثيرة اهمها الصبر وتقوية الارادة وتنمية القدرة على ضبط الشهوات وكذلك تنمية الدوافع الانسانية من الرحمة وحب الفقراء ومد يد العون لهم كل هذا يؤدي الى الشعور بالاطمئنان والسعادة فعندما يمتنع الصائم عن الطعام تقل نسبة السكر في الدم فتنتابه حالة من الضعف والهدوء النفسي فيشعر كم هو ضعيف امام الله سبحانه فتغمره السكينة وتبتعد عنه النزعات السيئة مثل الغرور وحب التسلط والتكالب على حطام الدنيا وتزول عنه نوازع الحسد والغيرة وحب الظهور فتصفو النفس وتسمو الروح فنحن نرى الرسول (صلى الله عليه واله) والائمة (عليهم السلام) يؤكدون على عدم الشبع لأنه اضافة الى الاضرار الصحية التي تنجم عن التخمة كذلك تصيب الانسان بقسوة القلب وبلادة الفكر وتبعده عن الاحاسيس الروحانية المرهفة لذلك نرى امير المؤمنين (عليه السلام) كان يكتفي بأقل الطعام حتى انه كان في ايام خلافته يذكر عنه في نهج البلاغة انه يقول: "انام مبطاناً وفي اليمامة من ليس له عهد بالشبع".      
كلمة اخيرة اذكر بها نفسي اولاً، هل نحن نصوم حقاً في شهر رمضان؟ فالصوم هو صوم الجوارح قبل صوم الجسد وهو حركة في النهار طلباً للرزق الحلال وحركة في الليل بين قيام وسجود وقلب تائب منيب الى الله يرجو رحمته وغفرانه ولكن للاسف نرى البعض منفعلاً اثناء النهار غاضباً لأتفه الاسباب وفي الليل متخوماً بالطعام لاهياً عن ذكر الله، اليس حراماً ان نضيع هذا الشهر المليء بالبركة؟ أليس هو موسم الطاعة والعبادة والرحمة والمغفرة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة