البث المباشر

الترابط بين الشهادات الثلاث في الزيارة الجامعة حوار مع الشيخ حسان سويدان حول يبين أدلة الشهادة الثالثة في الآذان الزيارة الجامعة وتفصيل الشهادة الأولى بالتوحيد

الأربعاء 17 إبريل 2019 - 10:41 بتوقيت طهران

الحلقة 41

لا نزال مع زيارة الجامعة اللأئمة (عليهم السلام)، وهي الزيارة التي يطلق عليها مصطلح "الكبيرة" نظراً لتميزها وبلاغتها ... وقد حدثناك عن جملة مقاطع منها في لقاءات سابقة، ونتابع تقديم الجديد من ذلك، واذا كنت متابعاً للقائنا السابق، حينئذ لابد وان تتذكر باننا وقفنا عند مقطع يقول "اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، كما شهد الله لنفسه، وشهدت له ملائكتهن واولو العلم من خلقه ...الخ" هذا المقطع اشرنا له في اللقاء السابق الى انه يتضمن اولاً: الشهادة لله تعالى، ثم النبي(ص) ثم اللائمة (عليهم السلام)... وقد المحنا عابراً الى ما تتضمنه الشهادة الاولى من دلالات خاصةن حيث توكأت على آية مباركة هي «شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولوا العلم ...» والمطلوب هو ان نبينا الموقع العضوي لهذا الاقتباس من القرآن الكريم وصلته بالمقطع.
ينبغي لفت الانتباه الى حقائق مهمة منها ان الاقتباس من النص القرآني الكريم يعني اكساب الموضوع اهمية كبيرة.. والموضوع هو الائمة (عليهم السلام) وقد مهد الدعاء لهذا الجانب بالشهادة لله تعالى اولاً، ثم للنبي(ص) ثانياً، ثم وهذا الموضوع الممهد له أي، الائمة (عليهم السلام).
لكن يتعين علينا ملاحظة هذا التشهد او الاشهاد بالنسبة الى الله تعالى اولاً... فماذا نستخلص؟
الدعاء كما لاحظت يتحدث عن شهادة الله تعالى لذاته ثم الملائكة ثم اولو العلم... والشهادة هي بتوحيده تعالى كما هو واضح... لكن اذا كانت الشهادة من الله تعالى هي المسوغة بان يبدأ الدعاء بها. وذلك لان الذي يعرفنا ذاته هو الله تعالى كل ما في الامر ان التعرف تم بواسطة النبي(ص).
واما الشهادة او الاشهاد الثاني فيجيء من الملائكة بصفتهم "موظفين" عند الله تعالى، حيث اناط بهم ادارة الوجود وهم عارفون به لا يجيدون غير طاعته وادارتهم ...
واما اشهاد اولي العلم، فيظل بدوره من الوضوح بمكانه لان معرفة الشيء لا تتوفر الا لمن اوتي العلم وبالفعل فان الشخصيات العارفة بالله تعالى هي التي تشهد بتوحيده، وبذلك يكون الاشهاد قد استكمل سلسلته البادية من الله تعالى فالملائكة فاولو العلم... والسؤال الآن هو: الا يجسد هذا الاشهاد مقدمة للدخول الى الموضوع الرئيس وهو الأئمة (عليهم السلام)؟ انه كذلك...
لكن ينبغي لفت الانتباه ايضاً ان الاشهاد المذكور انما هو لتوحيد الله تعالى وبما ان النبي(ص) هو المجسد للمعرفة التوحيدية حيث اتم الله تعالى ذلك بواسطة رسوله(ص) وحينئذ فان الشهادة بنبوته(ص) تجسد بدورها مقدمة للشهادة بامامة الائمة (عليهم السلام).
وبالفعل نجد ان الزيارة التي نتحدث عنها بعد ان مهدت بالشهادة لله تعالى، ثم بالنبي(ص) اتجهت بعد ذلك الى الائمة (عليهم السلام) حيث قالت: "واشهد انكم الائمة الرائدون...الخ" وهو موضوع سنحدثك عنه في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى ولكن حسبنا ان نشير الآن الى هذا الجانب مع ملاحظة مهمة هي: ان الشهادة بنبوة محمد(ص) جاءت مشفوعة بعبارة "ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون".
ان هذا التمهيد او التعريف بنبوة محمد(ص) وانه الهدى، ودين الحق، وانه يظهر على الدين كله ولو كره المشركون، يظل على صلة بما سنلاحظه "ان شاء الله تعالى" من الحديث عن الائمة (عليهم السلام) الى الحديث عن امام العصر(عج) واظهار الدين على يده في نهاية المطاف.
نسأله تعالى ان يوفقنا الى الاسهام في ذلك انه ولي التوفيق.

*******

أما الآن نتابع تقديم برنامج امناء الرحمن بهذا الاتصال الهاتفي مع سماحة الشيخ حسان سويدان اهلاً ومرحباً بكم:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم سماحة الشيخ.
الشيخ حسان سويدان: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المحاور: من الامور التي تثار من الحديث عن مقامات اهل البيت (عليهم السلام) هو هذه التأكيدات الواردة على الشهادة الثالثة الشهادة لهم بالامامة، هذا ايضاً شهدناه في الزيارة الجامعة فما هو سر هذه التأكيدات؟
الشيخ حسان سويدان: بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، يمكن الحديث حول هذه النقطة المهمة‌ على مستويين، المستوى الاول الحديث عن فلسفة هذا الامر فلما تكون بعد الشهادة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالنبوة يطلب من اهل الاسلام ويطلب من اهل الايمان ان يشهدوا لاوصياء النبي ايضاً بهذه الشهادة، المستوى الاول الذي نتحدث عنه يتمثل في معرفة فلسفة هذا الامر من وجهة النظر الاعتقادية وكما تعلمون اساس في بنية الاعتقادات، لا شك عندنا مدرسة اهل البيت على مستوى الالتزام النظري والعملي بل نستطيع ان نقول انه لا شك على مستوى مدرسة الاسلام ككل اذا نظرنا الى ما يستحق ان يسمى بمصادر التشريع حتى في مدرسة اهل السنة لانه قد ثبت ان الائمة (عليهم السلام) واولهم امير المؤمنين علي (عليه السلام) هم اوصياء رسول الله فالقبول بنبوة النبي الاعظم يستلزم لا محالة القبول والايمان بما جاء به من عند الله، وقد ثبت انه امر بالتنصيص على ان الخليفة بعده ومباشرة وبلا فصل هو الامام امير المؤمنين (عليه السلام) فبالحقيقة الوصاية لامير المؤمنين ولائمتنا من بعده واحداً بعد الآخر هي امتداد لحركة النبوة في حركة الوصاية والامامة وعلى هذا الاساس نستطيع ان نعبر بشكل قاطع ان امامة ائمتنا (عليهم السلام) هي من لوازم الايمان بنبوة‌ نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وهذا ادلته كثيرة مسطورة وموسوعات كبيرة كعبقات الانوار وكتاب الغدير الذي هو موسوعة اعتقادية كاملة سمي بأسم الغدير هو العنوان فيما يرتبط بهذا الامر.
المحاور: عفواً التأكيدات التي وردت على الشهادة‌ ومعنى الشهادة‌ من جهة هو انه اعطاء‌ شعار ومن جهة اخرى تأكيد كامل؟
الشيخ حسان سويدان: نعم هذا المستوى الثاني الذي احببت ان اتحدث عنه، المستوى الثاني هو الاعلان بهذه العقيدة‌ والاعلان بهذه القناعة، ايضاً هنا نجد تأكيدات على مستويين في هذا الصعيد او الصعيدين، الصعيد الاول ان يكرر الانسان الذي يعيش في هذه الدنيا موجوداً مادياً بالاضافة الى كونه موجود روحاني، ان يكرر هذه الشعائر الدينية والاهم فيها هذه الشعائر الاعتقادية وان يكررها على‌ اللسان، هذا امر اهتمت به الشريعة ليس فقط في الشهادة‌ لائمتنا بل بالنسبة لكل شعائر الدين، نقول ان الاتيان بها باللسان بعد الايمان بها بالجنان هو أمر مطلوب شرعاً.
المحاور: تأكيد لها بالقلوب؟
الشيخ حسان سويدان: نعم بلا شك، التأكيد عليها بالاساس ومن خلال ان يتعاطى ويتعامل ويحس ويشعر اكثر فأكثر بالعبادات البدنية، التركيز اللساني ان صح التعبير على هذه الشعائر يقوي ثباتها ورسوخها في العقول والقلوب، هذا هو الصعيد الاول والصعيد الثاني الاعلان بها كشعار وهو ما المحتم اليه للآخرين لنكون جزءاً ممن ينشر هذا الاعتقاد الحق في المجتمعات البشرية والمجتمعات الانسانية والمجتمعات الاسلامية على وجه الخصوص.
المحاور: سماحة ‌الشيخ حسان سويدان اخيراً هل يمكن القول ان اعلان التأكيد على الشهادة الثالثة هو فيه اشارة الى ان الحاجة لها مثل الحاجة الى الشهادة الاولى والثانية ايضاً قائمة؟
الشيخ حسان سويدان: لا يمكن ان تكتمل الشهادة الاولى الا من خلال الشهادة‌ الثانية ولا يمكن ان تكتمل الشهادة الثانية الا اذا اتبعت بحقيقة وروح الشهادة الثالثة وهذا ما نفهمه من قوله عز من قائل «وان لم تفعل فما بلغت رسالته» يعني اساس الرسالة لم يبلغ.
المحاور: يعني كمال الدين وتمام النعمة، شكراً جزيلاً سماحة الشيخ حسان سويدان.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة