البث المباشر

المهدويون أهل الانابة والتوبة/علامات الظهور ونصرة المهدي/ذهب الى السرداب المقدس

الأحد 14 إبريل 2019 - 14:10 بتوقيت طهران

(الحلقة:358)

موضوع البرنامج:
المهدويون أهل الانابة والتوبة
علامات الظهور ونصرة المهدي
ذهب الى السرداب المقدس

يا اماماً سرت بروحي نجواه

الى عالم السماء صعودا

فأقتطفت النقاء من روضة قدس

وأطعمت من جناه النشيدا

طلعت في سماي شمساً من الحب

فرويت من سناها القصيدا

وكشفت الاستاد عن خاطر الكون

لألتاح حلمه المنشودا

فهنا الافق في انتظار داراريه

لتجلو عنه الدياجي السودا

وهنا العز في غيابات مسراه

يقاسي الآلام والتشريدا

آملاً ان يعيش في ظل علياك

حياة تموج عيشاً رغيدا

والقوانين شاقها أن ترى الجور

بأغلال عدلها مصفودا


بسم الله والحمدلله الذي هدانا لموالاة شموس عدله ورحمته حبيبه الهادي المختار وآله الاطهار –صلوات الله عليهم آناء الليل واطراف النهار..
السلام عليكم احباءنا ورحمه الله وبركاته، بابيات من قصيدة مهدوية غراء للاديب الولائي المبدع الاخ جاسم الصحيح افتتحنا لقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) ونسال الله لنا ولكم قضاء اطيب الاوقات مع فقراته الاخرى وهي:
الفقرة الخاصة بوصايا صاحب الزمان –عليه السلام- وعنوانها في هذا اللقاء هو:
المهدويون أهل الانابة والتوبة
تليها اجابة عن سؤال الاخت فاطمة محمود عن:
علامات الظهور ونصرة المهدي
والاخيرة تشتمل احدى الحكايات الموثقة للفائزين بالشفاء ببركة التوسل الى الله بخليفة المهدي –عليه السلام-، عنوان الحكايه هو:
ذهب الى السرداب المقدس
تابعونا والفقرة التربوية التالية تحت عنوان:

المهدويون اهل الانابة والتوبة

قال امامنا خليفة الله وخاتم الاوصياء المحمديين الحجة المهدي –عليه السلام- في دعائه الجامع المعروف بدعاء (توفيق الطاعة:(
"اللهم وتفضل على مشايخنا بالوقار والسكينة وعلى الشباب بالانابة والتوبة وعلى النساء بالحياء والعفة وعلى الأغنياء بالتواضع والسعة وعلى الفقراء بالصبر والقناعة".
في هذا اللقاء نسعى معاً ايها الاخوة والاخوات لاستلهام الوصايا المستفادة من دعاء مولانا امام العصر –عليه السلام- للشباب بان يتفضل الله عليهم بالانابة والتوبة.
فاول وصية نتعلمها هي ان نقتدي بامامنا –ارواحنا فداه- فندعو الله عزوجل لشباب المسلمين خاصة بان يتحلو بروح الانابة والتوبة.
وكما أسلفنا في الحلقات السابقة فان اختصاص كل طائفة من الناس بصفة معينة ينبع من شدة حاجتهم اليها، فالشباب بحكم خصوصيات مرحلة الشباب التي تتميز بتأجج الغرائز، يكونون اكثر عرضة للوقوع في الذنوب، ولذلك فهم أحوج للتحلي بروح الانابة والتوبة للاسراع في تلافي آثار الذنوب وعدم السماح لها بأن تسود قلوبهم والاستحواذ عليها.
ولكن الى جانب ذلك فالتحلي بهذه الروح أمرٌ مطلوب من الجميع وان تاكد بالنسبة للشباب، بل ان الجميع بحاجة للتحلي بروح الانابة والتوبة لانها الباب المباركة التي فتحها الله لعباده ودعاهم الى الدخول الى رحاب رحمته عبرها في كل حين لكي لا يسمحوا لليأس والقنوط من رحمته ان يستحوذ على قلوبهم ويوقعهم في شباك ابليس وظلماتها، ولكي يبقوا في رحاب أنوار الله ويتابعوا سيرهم على صراطه المستقيم.
ولذلك فقد أوجب الفقهاء المبادرة للتوبة عند الابتلاء بكل ذنب، انطلاقاً من كثرة النصوص الشريفة الدالة على ذلك والمرغبة فيه والمبينة لعظيم بركاته، نستنير معاً بنماذج من هذه النصوص بعد قليل فأبقوا معنا:
مستمعينا الافاضل، تناولت كثيرٌ من الآيات الكريمة موضوع المبادرة للانابة والتوبة الى الله عزوجل مصرحة بان الله يحب التوابين وآمرة للعباد جميعاً بالتوبة من الذنوب بمختلف مراتبها، ولعل أعمها ما ورد في الآية الحادية والثلاثين من سورة النور حيث يقول عز من قائل "وتوبوا الى الله جميعاً ايها المؤمنون لعلكم تفلحون"
ويستفاد منها الامر لجميع المؤمنين بالانابة والتوبة الى الله وكونها وسيلة الفلاح ومفتاح البركات، روي في كتاب جامع الاخبار عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"المؤمن اذا تاب وندم فتح الله عليه في الدنيا والآخرة ألف باب من الرحمة ويصبح ويمسي على رضى الله"
وقال –صلى الله عليه وآله- كما في كتاب (لب اللباب) للقطب الراوندي –رحمه الله-: "اذا تاب العبد تاب الله عليه وأنسى الحفظة ما علموا منه، وقيل للأرض وجوارحه: اكتموا عليه مساوئه ولا تظهروا عليه أبداً"
وفيه ايضاً عنه –صلى الله عليه وآله- قال: "ما من بلدة فيها رجلٌ تائبٌ الا رحم الله اهل تلك البلدة ورفع العذاب عنهم... لفضل هذا العبد عند الله" وقال –صلى الله عليه وآله-: "الله أفرح بتوبة العبد من الظمآن الوارد –أي عند حصوله على الماء- والمضل الواجد- اي الذي يجد ضالته بعد بحث- والعقيم الوالد".
وقال –صلى الله عليه وآله-: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"، "التوبة تجب –أي تمحو- ما قبلها – يعني من الذنوب"
وقال الوصي المرتضى الامام علي –عليه السلام- كما في غرر الحكم: "حسن التوبة يمحو الحوبة- اي الاثم".
ونختم هذه النماذج أيها الاحبة المباركة بما روي في الكافي بسند صحيح عن امامنا جعفر الصادق –عليه السلام- قال:
"ان الله أعطى التائبين ثلاث خصال لو أعطى خصلة منها جميع اهل السموات والارض لنجوا بها: قوله عزوجل "إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ"، فمن احبه الله لم يعذبه، وقوله "الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ- رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ- وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"، وقوله عزوجل "وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً- يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً- إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً"
أعزاءنا المستمعين، وعلى ضوء النصوص المتقدمة ونظائرها الكثيرة، نفهم أن مولانا امام العصر –ارواحنا فداه- يوصينا عامة والشباب خاصة بالمبادرة الى التوبة والانابة الى الله عزوجل من كل ذنب صغيراً كان أو كبيراً ومن الذنوب الظاهرة المعروفة او الخفية كالغفلة عن ذكر الله والتهاوت في العمل الصالح او تضييع الوقت فيما لا فائدة منه وغير ذلك.
وتفيدنا تلك النصوص الشريفة بعظيم بركات التحلي بهذه الخصلة مثل الفوز بمحبة الله للتائبين التي تستتبع ابعاد آثار الذنوب عن قلوبهم وتنويرها بنور استغفار الملائكة لهم ودعائهم لهم وتبديل سيئآتهم حسنات ودفع العذاب ليس عنهم وحسب بل وعن أهاليهم وفتح ابواب استئناف العمل الصالح أمامهم اي فوزهم بالمزيد من التوفيق الالهي للطاعات وغير ذلك من البركات التي بشرتنا به النصوص الشريفة.
لازلنا معكم مستمعينا الاعزاء وحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) تستمعون لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران...
في الفقرة التالية ننقل الميكرفون الى زميلنا الاخ عباس باقري لكي يلخص لنا ولكم اجوبة العلماء على سؤال هذه الحلقة، نستمع معاً:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته أهلاً بكم ومرحباً في هذه الفقرة من فقرات برنامجكم شمس خلف السحاب نتناول فيها سؤال الأخت الكريمة فاطمة محمود من الكويت، تقول في رسالتها او تنقل في الواقع رواية عن الامام الباقر سلام الله عليه من كتاب الغيبة للشيخ النعماني. في هذه الرواية يقول الامام الباقر عليه السلام: "لابد لنار من آذربيجان لايقوم لها شيء فإذا كان ذلك فكونوا احلاس بيوتكم وألبدوا ما ألبدنا" ألبدوا ما ألبدنا يعني لاتتحركوا حتى نتحرك، تسأل أنه كيف أهل البيت عليهم السلام تحركوا لنتحرك معهم؟
في الواقع الأخت فاطمة هذه الرواية وهذا الأمر في الواقع من الامام الباقر سلام الله عليه متكرر في عدة من الروايات تبين الموقف المحوري للمؤمنين في الفتن التي تظهر قبل ظهور الامام المهدي عليه السلام وبفاصلة قليلة. قضية نار آذربايجان من العلامات المذكورة، كونوا احلاس بيوتكم أي ألزموا بيوتكم بمعنى لاتخرجوا مع هذه الفتن وفي ذلك اشارة الى قرب ظهور الامام المهدي سلام الله عليه بدليل أن بعض الروايات وكما أن الامام الصادق عليه السلام يقول بهذا المضمون "لأستبقيت نفسي لصاحب الأمر" يعني حفظت نفسي كي أقاتل مع الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في اشارة الى قرب هذه العلامات من الظهور. هذا اولاً وثانياً فيها حفظ للمؤمنين من فتن ومعارك لاتمثل معركتهم الأساسية، هذه العلامات قبيل الظهور اذن معركتهم الأساسية تكون في مجاهدة اعداء الامام المهدي سلام الله عليه وتحت رايته عجل الله تعالى فرجه الشريف فيكون الأمر من اهل البيت سلام الله عايه في هذا الجانب الهدف منه حفظ المؤمنين وحفظ الأنصار الصادقين للإمام المهدي. أما بالنسبة لسؤال الأخت فاطمة محمود كيف نعرف أنهم تحركوا لكي نتحرك؟ اخت فاطمة الامام الباقر يجيب عن هذا السؤال في تتمة حديثه يقول: "فإذا تحرك متحرك فإسعوا اليه ولو حبواً والله لكأني أنظر اليه بين الركن والمقام يباع الناس على كتاب الله..." والى أخر الرواية. هذه تتمة تشير الى أن الحركة بظهور الامام المهدي المتحرك هنا هو الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف بدلاله بين الركن والمقام وقد أجمع العلماء على تفسير هذه الرواية وأن المتحرك هو الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا الله وإياكم من خيار أنصاره وموليه في غيبته وفي ظهوره.
أيها الاكارم في الفقرة التالية ننقل لكم حكاية أخرى من حكايات الفائزين بالشفاء ببركة التوسل الى الله تبارك وتعالى ببركة التوسل اليه بخليفته المهدي –عليه السلام-، اخترنا لهذه الحكاية العنوان التالي:

ذهب الى السرداب المقدس

نقل الحكاية التالية آية الله العارف الرضوي والشيخ المتتبع على اكبر النهاوندي –رضوان الله عليه- عن خاتمة المحدثين العلامة الشيخ المتبعد آية الله الشيخ حسين النوري صاحب كتاب مستدرك الوسائل، قال –رضوان الله عليه- ما ملخص ترجمته:
"
كان العالم العامل المولى الشيخ علي الطهراني رضوان الله عليه يقيم في مدينة النجف الاشرف، وكان يحرص على أن يزور في كل سنة مشهد أئمة سامراء –عليهم السلام-، وكان –رحمه الله- يأنس كثيراً بالسرداب المطهر، ويستمد من بركته الفيوضات الالهية ويرجو من الله فيه بلوغ المقامات العالية، وكان رحمه الله يقول:
لم يحدث أبداً ان زرت هذا المكان المقدس ولم أرّ كرامة من الله"
مستمعينا الافاضل، وقبل ان نتابع نقل حكاية المولى الشيخ علي الطهراني –رضوان الله عليه- نشير الى السرداب المقدس الواقع في داخل مشهد الامامين العسكريين –عليهما السلام- هو جزء من منزلهما ويعتقد بعض العلماء أنه محل ولادة الامام المهدي –عجل الله فرجه- وعلى اي حال فهو يعد من اهم مقامات الامام المهدي لكثرة من فاز برؤيته فيه على مدى القرون الماضية وكثرة الكرامات التي أطهرها الله عزوجل فيه اضافة الى تخصيص استحباب زيارة الامام المهدي –عليه السلام- فيه.
وبعد هذه الملاحظة نعود الى حكاية المولى العارف الشيخ علي الطهراني –رضوان الله عليه- حيث يتابع آية الله الميرزا حسين النوري –رحمه الله- نقلها قائلاً:
"
في السنوات التي أقمت خلالها في مدينة سامراء زارها المولى الطهراني عشر مرات وكان يقيم في دارنا عند الزيارة ولكن كان يتكتم باصرار على ما يراه في السرداب المقدس من كرامات، وهكذا كان حاله رضوان الله عليه في سائر عباداته، فالتمسته ذات يوم بأصرار والحاح ان يحدثني ببعض مشاهداته، فقال:
حدث مراراً أنني كنت أذهب في الليالي المظلمة والناس نيام الى السرداب المقدس في وقت لم يكن فيه احد فأرى قبل النزول نوراً يتحرك فيه وكأن شخصاً فيه يحمل مصباحاً ولما كنت ادخل السرداب لا أرى مصباحاً ولا شخصاً".
ثم ينقل المحدث النوري حكاية شفاء المولى الطهراني ببركة التوسل الى الله بخليفته امام العصر –ارواحنا فداه- فيقول:
"
ثم اصيب المولى علي الطهراني بمرض الاستسقاء وآذاه كثيراً فجاء الى سامراء ثم ذهب الى السرداب المقدس وعاد وقد ذهبت عنه أعراض ذلك المرض المؤذي بالكامل، وقد قال فيما بعد:
لقد حصلت الليلة على الشفاء، اذ ذهبت الى السرداب المقدس وجلست في زاوية منه ثم مددت رجلي بقصد الاستشفاء في البئر الذي يسميه العوام (بئر الغيبة) ولم يمض وقت طويل حتى شعرت بالمرض يزول عني بالكامل "
وها نحن نصل ايها الاحبة الى ختام حلقة اخرى من برنامجكم (شمس خلف السحاب) قدمناه لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران شكراً لكم على طيب المتابعة ودمتم في امان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة