البث المباشر

المهدي وأعداء الله/ الخسف بجيش السفياني/كان أحدهم نيّرالطلعة

الإثنين 8 إبريل 2019 - 15:00 بتوقيت طهران

(الحلقة : 316)

موضوع البرنامج:
المهدي وأعداء الله
الخسف بجيش السفياني
كان أحدهم نيّرالطلعة

ملأت بالحب آفاقي وتكويني

فاطلع فداك الدنى يا روح ياسين

آمنت بالحق أنّى كان موطنه

ولست من شبهةٍ يوماً بمفتون

والشمس ما ضرها لو أنها استترت

في مكمنٍ للغد المأمول ميمون

يا حامي الدين قد نادتك رايته

فأنهض حنانيك وارفع راية الدين

شقاشق البدعة الكبرى بدت فبدت

لنارها صليةٌ من قعر سجين

تحرّف الآي عمداً في مسوح تقى

وتورد الحق درباً غير مأمون


بسم الله وله الحمد، أمل الراجين ونصير المستضعفين، والصلاة والسلام على صفوته الطاهرين محمد وآله الطيبين. السلام عليكم أعزاءنا المستمعين تحية مباركة نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج ونحن معكم فيه مع الفقرات التالية عقائدية عنوانها: المهدي وأعداء الله
ثم تستمعون لإتصالٍ هاتفي مع خبيرالبرنامج سماحة السيد محمد الشوكي وإجابة عن سؤال بشأن الخسف بجيش السفياني
وتستمعون أخيراً لحكاية عنوانها:- كان أحدهم نيّرالطلعة.
أطيب الأوقات نتمناها لكم مع فقرات هذه الحلقة من برنامجكم شمس خلف السحاب.
إستفادات عقائدية من حديث لتاسع أئمة العترة المحمدية تأتيكم في الفقرة التالية تحت عنوان

المهدي واعداء الله

روى الحافظ الجليل محمد بن عياش الخزاز القمي من أعلام الحفاظ في القرن الهجري الرابع في كتابه القيم (كفاية الأثرفي الأئمة الإثني عشر) بسنده قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى (يعني الإمام الجواد- عليه السلام-): إني لأرجوك أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. فقال عليه السلام: يا أبا القاسم ما منا إلا قائم بأمر الله وهاد إلى دين الله، ولكن القائم الذي يطهر الله عزّ وجل به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأها عدلا وقسطا هو الذي تخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته، وهو سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيه، وهو الذي تطوى له الأرض ويذل له كل صعب، يجتمع إليه من أصحابه عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاث عشر رجلا من أقاصي الأرض، وذلك قول الله عزّ وجل «أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير»، فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الاخلاص أظهر أمره، فإذا أكمل له العقد وهي عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله، فلايزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله تبارك وتعالى. قال عبد العظيم: قلت له: يا سيدي وكيف يعلم أن الله قد رضي؟ قال: يلقي في قلبه الرحمة.
أعزاءنا المستمعين يشتمل هذا الحديث الشريف على مجموعة من الحقائق المهمة التي تعرفنا بحقيقة محورية أساسية وهي أن المهدي الموعود- عجل الله فرجه- هو عاملٌ بإرادة الله ومنفذ لمشيئته تبارك وتعالى في كل ما يقوم به عليه السلام.
لاحظوا أحباءنا أن الإمام الجواد -عليه السلام- لم يقل أن المهدي يطهر الأرض من أهل الكفر والجحود، بل قال (يطهر الله عزّ وجل به الأرض من أهل الكفر والجحود).
فنلاحظ هنا نسبة فعل التطهير الى الله جل جلاله للإشارة الى حقيقة أن الإمام المهدي- عجل الله فرجه- هو المنفذ لإرادة الله عزّ وجل بإنهاء المهلة التي أعطاها لأهل الكفر والجحود وتنفيذ حكم القصاص بهم.
وهذه الحقيقة يؤكدها الإمام الجواد - سلام الله عليه- في نهاية حديثه المتقدم وذلك عندما ينبه الى أن عملية التطهير هي في مقدارها أيضاً تابعة للتقدير الإلهي، أي أنها تستمر بالمقدار الذي يرضي الله عزّ وجل لا أكثر من ذلك ولا أقل.
وهذا المقدار يرتبط بما تتطلبه عملية إحقاق الحق وإزهاق الباطل وملء الأرض قسطاً وعدلاً، أي أن خليفة الله المهدي يقتل أعداء الله الذين لابد من قتلهم لكي يمكن تحقيق مهمته الإصلاحية الكبرى وتوفير الأمن والسلام للبشرية جمعاء.
مستمعينا الأفاضل، وثمة حقيقة أخرى نستفيدها من حديث مولانا الجواد- عليه السلام- وهي أن الذين يطهر الله بوليه الأرض منهم ليسوا الضالين أو غير المؤمنين أو المخالفين العاديين أو الجاهلين، بل هم الذين يحملون ثلاث صفات هي الكفر والجحود ومعاداة الله عزّ وجل.
فهم ليسوا كفرةً عاديين، بل جمعوا مع الكفر الجحود أي معرفة الحق والإعراض عنه، فلا أمل والحالة هذه بهدايتهم الى الصراط المستقيم، كما أنهم معادون لله عزّ وجل أي معادون لخلق الله في الواقع لأن العداء لله عزّ وجل إنما يعني محاربة حكم الله وإرادته عزّ وجل القاضية بإقامة العدل الشامل وتوفير أجواء الأمن والإنفتاح الفكري والرفاه وغير من العوامل التي تعين البشرية على تحصيل الكمالات وعيش الحياة الكريمة الطيبة ولذلك فلابد من إزالة ما يمنع البشرية من الوصول لهذه الحياة الطيبة، وهذا ما يتحقق بتطهير الأرض من أعداء الله الذين يصدون الناس عن سبيله أي عن العدالة الشاملة والحياة الطيبة التي أرادها عزّ وجل لهم.
أيتها الأخوات وأيها الأخوة، ونجد في نهاية حديث مولانا الإمام الجواد- عليه السلام- إشارةٌ لطيفة الى عمق تسليم المهدي الموعود- عجل الله فرجه- لإرادة الله تبارك وتعالى فهو يقتل أعداء الله ليس للإنتقام المجرد بل يقوم بذلك بأذن الله وتنفيذاً لأمره عزوجل، وقد ورد في أحاديث أخرى أن الله عزّ وجل ينزع من قلبه- عليه السلام- الرحمة يعني لأعداء الله، لكي ينجز هذه المهمة، وفي ذلك إشارة الى عدم رغبته، عليه السلام، حتى في قتل اولئك الكفرة الجابرين، وأن قيامه بذلك، لأنه أمرٌ إلهي لابد من القيام به دفاعاً عن مصالح عباد الله وإنتصافاً للمظلومين…فإذا أنجزهذا الأمرأعاد الله عزوجل الرحمة الى قلبه- عليه السلام-، إيذاناً بأنتهاء عملية التطهيرالضروري للأرض من أعداء الله أهل الكفروالجحود، أجارنا الله منهم ومن أفعالهم.
إخوة الإيمان، ثمة حقائق عقائدية مهمة أخرى في هذا الحديث المبارك نسأل الله التوفيق للإستنارة بها في حلقات مقبلة من هذا اللقاء، أما الآن فندعوكم للإستماع الى الفقرة التالية من البرنامج وهذا الأتصال الهاتفي مع سماحة السيد محمد الشوكي الباحث الديني في قم المقدسة.
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليكم احباءنا وسلام على خبير برنامج شمس خلف السحاب سماحة السيد محمد الشوكي، سلام عليكم سماحة السيد
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله
المحاور: سماحة السيد الاخت منى يوسف من اليمن تعرض في رسالتها مجموعة من الاسئلة ترتبط بالسفياني من ضمن هذه الاسئلة سؤال عن قضية الخسف بجيش السفياني تقول هل هو معجزة الهية لحفظ الامام المهدي عليه السلام وهو يلوذ بالكعبة وهل ان هذا يعني ان هذا الخسف يقع بعد ظهور المهدي، تقول على ضوء ذلك كيف نفهم ماورد ان الخسف بحد ذاته هو من علامات ظهور الامام وهذا يعني انه يقع قبل ظهوره سلام الله عليه؟ تفضلوا
الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الطيبين الطاهرين
الحقيقة لنبدأ من اخر السؤال الخسف ورد في الروايات انه من العلامات والعلامات انما سابقة على الظهور واما مقارنة للظهور يعني العلامة تكون بسابقة زمنية معينة قد تطول وقد تقصر واما العلامة قد تكون مقارنة عرفية للظهور اما بعد الظهور فلاتسمى علامة. في الروايات الشريفة الخسف من العلامات المهمة وفي بعض الاخبار من العلامات الحتمية فأذن هو لايقع بعد الظهور، هذا مقتضى كونه علامة واما كونه لائذ وهو لائذ في الكعبة فهذا التعبير لايعبر عن ظهوره فالامام لائذ بالكعبة ونعرف ان الامام له ظهور اول وظهور ثاني، ظهور خاص وظهور عام، في البداية عندما يبدأ ويأذن الله تبارك وتعالى له بالظهور هذا الظهور يكون ظهوراً خاصاً يجتمع اليه الصفوة الخاصون جداً من اولياءه واصحابه ثم يبقى فترة وبعد هذه الفترة يعلن ظهوره المبارك صلوات الله وسلامه عليه فربما السفياني من خلال بعض الارهاصات لأن هناك ارهاصات في هذه الفترة سوف تكون ارهاصات كثيرة للظهور من الصيحة وما الى ذلك، الصيحة قبل ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه وقبل تحرك السفياني بجيشه الى مكة فهناك ارهاصات عالمية كلها توحي بظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه وربما هو يريد ان يستبق الاحداث للسيطرة على مكة المكرمة مثلاً لكي يمنع الامام ويأد الثورة وهي الحركة المباركة في مهدها فأذن يبدو من الروايات ومن الروايات الواردة وهو الخسف وهو علامة وتظهر انها علامة قبل ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه لأن السفياني يبعث جيشاً من المدينة بأتجاه مكة ففي هذه المنطقة الصحراوية يخسف الله تبارك وتعالى بهذا الجيش اما بالنسبة الى كونه معجزة الهية ام لا؟ نعم هو معجزة الهية لأنه تعرفون ولاادري اذا تحدثنا في هذا البرنامج ام في غيره ان الامام صلوات الله وسلامه عليه سوف يستخدم الكثير من الكرامات والمعجزات والمعجزة وفلسفة المعجزة عند ملاحقتنا لمعجزات الانبياء حتى تأتي المعجزة عندما ينسد الطريق الطبيعي يعني مادام هناك جهداً بشرياً نعم المدد الالهي يأتي بالتدخل المباشر اقصد، مادام هناك جهداً بشرياً قادراً على الانتصار في الصراع المعجزة لاتتدخل، المعجزة تتدخل عندما يقف الجهد البشري، يعجز الجهد البشري هنا فالمعجزة تتدخل. الامام صلوات الله وسلامه عليه في بدايته لايملك جيشاً حتى لو قلنا بعد الظهور الاول والتحاق اصحابه الخلص الذين يأتون اليه عددهم ۳۱۳ ، ۳۱۳ لايستطيعون ان يقاوموا جيشاً جباراً كجيش السفياني فهنا الجهد البشري معطل، هنا تتدخل المعجزة فيخسف الله تبارك وتعالى الارض بهؤلاء ولاينجو منهم احد الا ربما شخص واحد وفي هذا ايضاً جانب اخر وهو الجانب النفسي يعني يمثل رعباً لأعداء الامام صلوات الله وسلامه عليه وعنصر قوة لجبهة الامام صلوات الله وسلامه عليه، نعم هي تدخل الهي مباشر عن طريق المعجزة والكرامة والله العالم بحقيقة الحال.
المحاور: السيد محمد الشوكي هل يمكن القول ان الخسف هو نوع من النصرة الالهية لبيان احقية الامام المهدي سلام الله عليه؟ يمكن ان تكون الحكمة مستبطنة في هذا الامر؟
الشوكي: لاشك ان المعاجز التي تستخدم اولاً لها دلالة على ان هذا الرجل الذي نهض هو مؤيد من قبل الله تبارك وتعالى وفيه تقوية لعزائم المؤمنين انهم ليسوا لوحدهم وانما هناك التدخل الالهي وفيه رعب وهزيمة نفسية لأعداء الامام صلوات الله وسلامه عليه.
نشكر سماحة السيد محمد الشوكي، الباحث الديني من قم المقدسة.
أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، معكم وحكاية هذا اللقاء من برنامجكم شمس خلف السحاب وهي تحمل العنوان التالي:

كان أحدهم نيّر الطلعة

في كتاب مذكراته المخطوطة نقل آية الله الشيخ مرتضى الحائري اليزدي رضوان الله عليه حكاية نجاة السيد الجليل حسين ضيائي البيكدلي القمي ببركة مولانا إمام العصر- عليه السلام-.
وقبل نقل الحكاية ذكرآية الله الحائري صاحبها السيد حسين البيكدلي بكل خيروشهد له أنه عاشره على مدى خمسين سنة لم يسمع منه ولا كذبةً واحدة، كما ذكرأن هذا السيد أنهى دراسة الفقه والأصول في حوزة قم ثم درس العلوم الدينية في كلية الإلهيات كما درس القانون في كلية الحقوق، فجمع بين الدراسة الحوزوية والدراسة الأكاديمية.
خلاصة حكاية السيد حسين ضيائي القمي هي أنه نزل مع مجموعة من رفاق سفره في المشعرالحرام لأداء منسك البيتوتة فيه ضمن أدائهم لمناسك فريضة الحج، وكان مع السيد رجلان ومجموعة من النساء، فذهب مع أحد الرجلين لجلب الماء فيما بقي الآخرمع النساء، يومذاك لم تكن توجد في المشعرالحرام سوى حنفية ماء واحدة نصبت بالقرب من عرفات… فسارإليها السيد مع صاحبه وكانت بعيدة عن الموضع الذي جلست فيه النساء مع رفيقهما الثالث. وبعد أن وصلا الى حنفية الماء وحملا الماء سلكا طريق العودة الى حيث جلست النساء، لكنهما أضلا الطريق، يقول السيد حسين:
)مشينا حدود سبعة كيلومترات في تلك المنطقة المزدحمة حتى تعبنا وسيطرت علينا حالة من الإضطراب الشديد قلقاً على حال النساء اللواتي كنّ بأنتظارنا، كما أننا لم يكن معنا من وسائلنا سوى السطل الذي نحمل فيه الماء
نادينا بأعلى أصواتنا مراراً ننادي (أكبرخان…أكبرخان) وهوأسم رفيقنا الذي أبقيناه عند النساء، ولكن دون جدوى فكان قلقنا يشتد مع تكررهذه النداءات(
مستمعينا الأفاضل، ومع هذا الإضطراب الذي هيمن على قلبي السيد حسين وصاحبه يبدو أنهما قد توسلا الى الله عزوجل بخليفته وغياث عباده مولانا المهدي- عجل الله فرجه- فسرعان ما بدت لهما بشائرالنجاة، يقول السيد حسين ضيائي في تتمة حكايته:-
)في خضم تلك الحالة من الإضطراب رأينا فجأةً ثلاثة فرسان يمتطون خيولهم وهم يرتدون زي أهل قم القدماء، كان أحدهم ذا طلعةٍ منيرة جداً وهويرتدي جبةً قمية ويشد على محزمه شالاً قال لنا: تريدان الإلتحاق بصحبكم القميين؟
أجبنا بالإيجاب، فقال إصعدا هذا التل ونادوهم، إنهم خلف التل، فصعدنا التل ونادينا مرة أخرى رفيقنا (اكبرخان)، فأجاب نداءنا فوراً وعدنا الى صحبنا ….
وبعد أن جلسنا فكرنا فيما جرى فتعجبنا كثيراً، فكيف جاء هؤلاء الرجال على الخيول وليس في أرض المشاعرمن وسائل النقل سوى السيارات؟
وثانياً: إذا كانوا من الحجاج فلماذا لم يكونوا يرتدون ثياب الإحرام؟
وثالثاً: وهو الأكثرعجباً هو كيف عرفوا أننا نطلب جماعةً من أهل قم؟
ورابعاً: من اين عرفوا أننا نطلب هذه المجموعة الخاصة من القميين فأرشدونا الى محل صحبنا بالذات؟!)
مستمعينا الأفاضل، وبعد أن نقل آية الله الحائري كلام السيد حسين القمي أضاف قائلاً:
وخامساً: إن زي الإيرانيين يومذاك لم يكن الجبة القمية والشال، بل الزي الغربي الذي فرضه الملك رضا بهلوي، وسادساً، لو كان أولئك الفرسان الثلاثة من القميين لشاهدهم الآخرون قبل وبعد ذلك لأن زيهم يثيرالإنتباه فهم ولا ريب من رجال الغيب ومن جنود الله عزوجل الذين يغيثون عباده طبق قاعدة ( التصرف التكويني) العقلية وبأمرولي الله وخليفته في أرضه- صاحب الزمان- ارواحنا فداه-
نشكرلكم أعزاءنا طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم ودمتم بألف خير.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة