البث المباشر

الغيبة والجهاد مع رسول الله / حاجة الامام لاعمال الخير/ وجدت نور حبه في قلبي

الجمعة 15 مارس 2019 - 14:29 بتوقيت طهران

(الحلقة : 282)

موضوع البرنامج:
الغيبة والجهاد مع رسول الله
حاجة الامام لاعمال الخير
وجدت نور حبه في قلبي

 

أقول والنفس مرخاة أزمتها

يقودها الوجد من سهل الى حزن

مهلا فقد قربت أوقات منتظر

من عهد آدم منصور على الزمن

كشاف مظلمة خواض ملحمة

فياض مكرمة فكاك مرتهن

قرم يقلد حتى الوحش منته

وابن النجابة مطبوع على المنن

صباح مشرقها مصباح مغربها

مزيل محنتها من كل ممتحن

أغر لايتجلى نوره سؤدده

الا بروض من الدين الحنيف جني

تسعى الى المرتقى الاعلى به همم

لاتحتدي منه الاقنة القنن

يسطو بسيفين من بأس ومن كرم

يستأصلان عروق البخل والجبن


بسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله واله الهداة الى الله.
السلام عليكم اخوة الايمان، وأهلاً بكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج، ورحم الله الشيخ كاظم الازري الذي افتتحنا لقاء اليوم بأبيات مهدوية من احدى قصائده الولائية، أما الفقرة العقائدية في هذه الحلقة فعنوانها هو: الغيبة والجهاد مع رسول الله. يجيب بعدها خبير البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن: حاجة الامام لاعمال الخير. ثم ننقل لكم حكاية اسلام شاب مسيحي ببركة الهداية المهدوية تحت عنوان: وجدت نور حبه في قلبي. انفع الاوقات وأطيبها نرجوها من الله لكم مع فقرات هذا اللقاء من برنامج: شمس خلف السحاب، وأولها العقائدية التي تحمل العنوان التالي:

الغيبة والجهاد مع رسول الله


قال مولانا الامام الحسين عليه السلام ضمن حديث له عن سليله المهدي الموعود عجل الله فرجه: "له غيبة يرتد فيها أقوام ويثبت على الدين فيها اخرون فيؤذون ويقال لهم: متى هذا الوعد ان كنتم صادقين؟ اما ان الصابر في غيبته على الاذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه واله" .
الحديث الحسيني المتقدم رواه الشيخ الصدوق رضوان الله عليه في كتاب كمال الدين وتمام النعمة وهو من الاحاديث الشريفة التي أخبر فيها أهل بيت النبوة عليهم السلام عن غيبة خاتم الاوصياء الاثني عشر قبل وقوعها وفي ذلك اشارة الى ان هذه الغيبة هي بأمر الله عز وجل وضمن تدبيره عز وجل لشؤون عباده وحفظ رسالته.
ويبين الامام الحسين عليه السلام في هذا الحديث احدى الاساليب التربوية التي تشمل عليها الغيبة المهدوية فهي تمثل تمحيصا واختبارا لصدق الايمان بالغيب الذي يشكل أهم صفات المتقين كما تصرح بذلك الايات الاولى من سورة البقرة.
ان الايمان بكل أمر غيبي أثبتت وجوده البراهين العقلية والادلة النقلية هو لاشك من أهم صفات الالهيين الموحدين وهو المقوم الاساس للشخصية المؤمنة وبدونه تضييع في متاهات الانحرافات المتنوعة وتفقد الارتباط بالله عز وجل وهو الغيب المطلق، والايمان بالامام الذي قامت البراهين والادلة على وجوده في غيبته هو من أهم الوسائل لتقوية الايمان بالغيب المطلق أي الله جل جلاله، وفي المقابل فان فقدان الايمان بالامام الغائب يقود الانسان الى فقدان الايمان بالغيب المطلق جل جلاله بل ويكشف عن ضعف هذا الايمان اساسا والامر نفسه يصدق على الارتباط بالامام الغائب عليه السلام فهو علامة صدق الارتباط بالله جل جلاله من جهة ومقوٍّ له من جهة اخرى.
وعلى ضوء ماتقدم يتضح سر تأكيد مولانا الامام الحسين عليه السلام، على ان الثابت على الايمان بسليله المهدي الموعود في غيبته عجل الله فرجه، له منزلة المجاهد في سبيل الله مع رسوله صلى الله عليه واله. فهذا المؤمن الصابر على أشكال الاذى والتكذيب لوجود امام زمانه في غيبته قد بلغ من رسوخ الايمان والارتباط بالله عز وجل مرتبة مكنته من الحاق الهزيمة بجميع الشكوك والشبهات والاستهزاء بعقيدته التي يثيرها المكذبون لعقيدته بوجود المهدي الموعود وغيبته عجل الله فرجه.
مستمعينا الاكارم ندعوكم الان الى الاستماع للاتصال الهاتفي مع ضيف البرنامج واجابته عن احد الاسئلة بشأن امامنا المنتظر أرواحنا فداه.
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم سلام من الله عليكم احبائنا، اهلاً ومرحباً بكم في هذه الفقرة من فقرات البرنامج، معنا مشكوراً على خط الهاتف للاجابة عن اسئلتكم سماحة السيد محمد الشوكي، سلام عليكم سماحة السيد.
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
المحاور: سماحة السيد الاخت الكريمة غدير الحداد من الكويت بعثت برسالة تقول بعد السلام نقرأ في بعض الكتب ان من الاعمال التي تقربنا من الامام المنتظر عجل الله فرجه دفع الصدقات لسلامته والدعاء له بالفرج، زيارة النيابة والحج عنه نيابة صلوات الله عليه ويعترض البعض ان الامام لايحتاج لهذه الاعمال ليعجل الله فرجه فماذا نقول لمن يردد هذا الاشكال علماً بأننا نرد اننا نعلم ان الامام لايحتاج الينا بل نحن من نحتاج اليه عليه السلام ولكننا نقوم بهذه الاعمال حباً وتقرباً منا اليه وعملاً بقوله الشريف "ليعمل كل امرء منكم بما يقربه من محبتنا" تفضلوا سماحة السيد.
الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين.
الحقيقة للاجابة عن هذا السؤال ينبغي الاشارة الى مجموعة نقاط، النقطة الاولى ان على الانسان المؤمن الموالي ان يعمق صلته بأمام عصره وامام عصرنا وامام زماننا هو الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف فعلى المؤمنين بصورة عامة ان يعمقوا الصلة بينهم وبين امامهم وان يعمقوا الارتباط بينهم وبين امامهم وتعميق الصلة وتعميق الارتباط بأمام الزمان صلوات الله وسلامه عليه له مظاهر متعددة وقنوات متعددة منها ما اشارت له الاخت الكريمة، هذا واحد، ثانياً لابد للانسان المؤمن ان يستشعر حضور الامام صلوات الله وسلامه عليه وان لايكون الامام غائباً عن حياته وعن فكره، صحيح هو غائب عن بصره لايراه لكن لاينبغي للانسان المؤمن ان يغيب الامام صلوات الله وسلامه عليه وان ينسى الامام بحيث لايشكل الامام حضوراً في حياته وفي فكره وفي ساعاته، هذه الاعمال التي ذكرت هي ايضاً تقوي حضور الامام صلوات الله عليه في حياتنا وذكرنا للامام يعني عندما ندعو للامام كما ندعو لأنفسنا لاشك نستشعر حضور الامام عندما نذهب الى الزيارات او الى الحج او الى الاماكن الاخرى ونهدي له ثواب نيابة، نيابة حج، نيابة زيارة، ماشابه ذلك هذا في الحقيقة يدل على اننا لن ننسه كما اننا لم ننسى ولم ننسى انفسنا واحبتنا كذلك لم ننسه، هذا عامل ثاني ينبغي الاشارة اليه، ثالثاً وهو ربما المفصل المهم في الاجابة ان في دعاءنا للامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف في دعاءنا بالفرج فرجنا نحن "في ذلك فرجكم" كما ورد في الروايات الشريفة فالقضية هي راجعة الينا يعني مثلما ندعو للنبي صلى الله عليه واله وسلم في صلواتنا مثلاً بعد التشهد "اللهم تقبل شفاعته وارفع درجته" تقبل شفاعته هذا في الحقيقة هو راجع الينا لأن الله عزوجل اذا تقبل شفاعة النبي صلى الله عليه واله وسلم فسوف يشفع لنا وسوف تكون شفاعته لنا مقبولة ونافعة فنحن الذين ننتفع بشفاعة النبي صلى الله عليه واله وسلم كذلك فيما يرتبط بالدعاء في تعجيل الفرج بالنسبة الى الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، عندما ندعو بتعجيل فرجه الحقيقة ندعو بتعجيل فرجنا نحن، لايمكن ان يقال كبقية الامور الاخرى مثلاً الله عزوجل اللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ" هل من احد يقول لاتدعو ان يرزقك الله لأن الله سوف يرزقك على كل حال، القضية نفس الشيء الله عزوجل اراد لنا ان نضطر اليه، ان نتوسل اليه، ان نتوجه اليه في خلاصنا من الاوضاع المقيتة التي نعيشها ومن الظلم والاضطهاد والجور والضنك الذي يعيشه الناس، هذا الضنك يزال عندما يتوجه الانسان الى الله تبارك وتعالى في ازالته، في رفعه ويدعو الله عزوجل مخلصاً في ان يكشف هذه الغمة او هذه الغمم المتتالية عن الامة، قنوات كشف الغمم كثيرة ربما قبل الامام المهدي عليه السلام، الله تبارك وتعالى يخفف عن المؤمنين، يفرج عن المؤمنين في مفاصل زمنية متعددة لكن الفرج الاكبر ولاشك هو الفرج على يديه كما ورد في النصوص الشريفة ونحن عندما ندعو بتعجيل فرجه صلوات الله وسلامه عليه انما ندعو لتعجيل فرجنا ايضاً وهذه قضية ينبغي ان نلتفت اليها والحمد لله رب العالمين.
المحاور: الحمد لله رب العالمين على ان ما تفضلتم به سماحة السيد فيه اشارة الى ان هذه الاعمال هي من الامور التي تسر الامام عندما يكون فيها فرج المؤمنين عندما يكون فيها شدة ارتباط به عليه السلام وادخال السرور على قلب الامام ايضاً هي من الامور التي لاينبغي الغفلة عنها.
الشوكي: لاشك ولاريب، نعم.
أعزاءنا مستمعي اذاعة طهران حان الان موعدكم مع حكاية هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب، وقد اخترنا لها العنوان التالي:

وجدت نور حبه في قلبي


نقل الحكاية التالية التي يعود تأريخها الى حدود سنة ۱۲۷۰ للهجرة آية الله الشيخ الزاهد محمود الهيثمي العراقي في كتابه القيم (دار السلام في أحوال الامام المهدي)، وقد نقلها عن صاحب الحكاية مباشرة وقد التقاه في مدينة كربلاء المقدسة. وقد شارك الشيخ في تزويج صاحب الحكاية بطلب من مضيفه الذي برر طلبه بأن هذا الشاب غريب وقد اعتنق الاسلام حديثاً فمن الجدير تقديم العون له.
هذا الامر اثار الشيخ لكي يطلب من الشاب أن يحكي له قصة اعتناقه الاسلام، فحدثه بها ودون الشيخ ماحدثه به في كتابه المذكور.
وملخص الحكاية هو ان هذ الشاب هو من المسيحيين الارامنة من اهل مدينة ارومية الايرانية وكان يعمل في النجارة. وذات يوم كان يقوم مع زميل له بقطع اشجار في بستان، فخرج الزميل وبقي وحيداً، فرأى فجأة شخصاً يصفه قائلا: ((قمت دون اختيار مني، تعظيماً له لما شاهدته فيه من جلالةٍ وهيبة جعلتاني انقاد له بكل استسلام)).
ويذكر هذا الشاب الذي أصبح اسمه فيما بعد سلمان الارومي، ان الرجل المهيب سار به لينقله في فترة وجيزة الى جبل في منطقة نائية، ثم غاب عنه فجأة فأتاه لاحقاً رجل اخر، خاطبه بلغته التركية وسماه بأسمه وقال له: "الحمد لله لقد فزت وأفلحت!" .
يقول الشاب الارومي: لقد عاملني الرجل برأفة ومحبة ازالت عني الوحشة، فسألته: كيف أفلحت؟ ومن هو ذلك الرجل الشاب المهيب الذي جاء بي الى هنا؟.
أجابني: ذاك السيد هو امام المسلمين المهدي عليه السلام اخرجك من بين اهل الشرك وجاء بك الى هنا مقدمة لهدايتك لكي تدخل امة الاسلام.
وكنت قد سمعت بأسم المهدي صاحب الزمان روحي فداه من بعض المسلمين، وكان لدي من قبل ميل للاسلام ولكن الخشية من مخالفة اهلي وعشيرتي منعتني من اظهار هذا الميل.
ثم سألت الرجل عن هويته فأجاب: انا من ملازمي الامام عليه السلام، فقلت له: وما الذي علي ان افعل الان؟.
أجاب: اذا اردت الفوز والفلاح في الدنيا والاخرة فأعتنق الاسلام ،عندما قال هذه الكلمة شعرت بنور الايمان وحب ذلك الرجل الشاب المهيب يملأ قلبي، فسألته: وكيف اعتنق الاسلام؟ فأجابني قل: "اشهد ان لااله الا الله واشهد ان محمداً رسول الله وأن علياً وأولاده المعصومين اوصياء رسول الله وخلفاءه عليه وعليهم السلام" .
وعندما اعتنق هذا الشاب الارومي الاسلام اختار له ذلك العبد الصالح اسم (سلمان)، ثم هداه للذهاب الى عبد صالح اخر يقطن في قرية تبعد فرسخين عن ذلك المكان، فذهب اليه واستقبله بحفاوة وبقي عنده ثلاثة ايام علمه عقائد مدرسة اهل البيت عليهم السلام وعرفه بهم، ثم هداه الى عبد صالح ثالث في قريةٍ اخرى فاحتفى به وتابع تعليمه عقائد واخلاق مدرسة الثقلين ثم امره بالتوجه الى كربلاء للاقامة فيها ورتب امر وصوله اليها وأعانه الله عز وجل على طي رحلته الطويلة وهيأ له من عباده الصالحين من أوصلوه اليها حتى انتهى به المطاف الى العلامة الورع والعارف الولائي المخلص آية الله الشيخ عبد الحسين الطهراني.
وكان الشيخ الطهراني قدس سره الشريف منهمكاً يومها في اعمار الصحن الحسيني المطهر فرتب له الشيخ امر الخدمة في هذا الاعمار المقدس وجعله مشرفاً على العمال والبناة في الصحن. فأصبح سلمان الارومي مجاوراً للمشهد الحسيني عاملاً في الخدمة قالرحمه الله في خاتمة ماحكاه للشيخ الهيثمي: "انا اليوم اعمل في اعمار المشهد الحسيني وقد غضضت الطرف عما لدي في ارومية من ثروة وعيال وقررت البقاء في كربلاء الى نهاية حياتي" .
تقبل الله منكم اعزاءنا مستمعي اذاعة طهران حسن الاصغاء لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب، الى لقاءٍ اخر بأذن الله نترككم في رعايته جل جلاله والسلام عليكم.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة