البث المباشر

من كان في حاجة الله / حوار مع الشيخ علي الكوراني حول طبيعة الذين يحيهم الله في عصر ظهور المهدي / وأثابه الله علي شوقه

الأحد 10 مارس 2019 - 14:08 بتوقيت طهران

(الحلقة : 223)

موضوع البرنامج:
من كان في حاجة الله
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول طبيعة الذين يحيهم الله في عصر ظهور المهدي (عجل الله فرجه)
وأثابه الله علي شوقه

يا ولي الله والمعطي مدي

أمد الأيام إقليدُ عطاها

والنضير الشاهد الحاكم في الخلق

والموصي له من نظراها

إن دوحات الرجا قد أذنت

بأنحسار فمتي خضراً نراها

والآماني حبالي هل تري

منك يوماً بوليدٍ بشّراها

فابسط العدل بعيسي الروحِ

والخضر محفوفاً بأملاك سماها

*******

بسم الله وله المجد والحمد ذي الأناة الذي لا يعجل تبارك وتعالي رب العالمين وأطيب الصلوات والتحيات علي رحمة الله الكبري للخلائق أجمعين محمد الصادق الأمين وأهل بيته سفينة النجاة والكهف الحصين.
أهلاً بكم في لقاءٍ آخر من برنامجكم هذا الذي نعيش فيه في رحاب مولانا وإمام زماننا خاتم الأوصياء المهدي الموعود (عجل الله فرجه) ساعين للفوز بمراتب أعمق من معرفته وبالسبل العملية للتمسك بولايته. وكما اعتدتم أحباءنا نعرفكم في بدايات اللقاء بفقراته وهي:
- الأولي هي الخاصة بمعرفة وصاياه (عليه السلام) تمهيداً للعمل بها وعنوانها في هذه الحلقة هو: من كان في حاجة الله
- وفي الثانية نستمع لإجابة سماحة الشيخ علي الكوراني عن سؤال بشأن طبيعة الذين يحيهم الله في عصر ظهور المهدي (عجل الله فرجه(
- وفي الثالثة ننقل لكم حكاية موثقة أخري من حكايات الفائزين برؤية الطلعة المهدوية الرشيدة وقد إخترنا لحكاية هذا اللقاء عنواناً هو: وأثابه الله علي شوقه
مما لا شك فيه أن من أوضح مصاديق التمسك العملي بولاية إمام زمامنا بقية الله المهدي (أرواحنا فداه) هو العمل بوصاياه ومن تمام الحجة الإلهية البالغة أن هذه الوصايا متناثره فيما سجلته المصادر المعتبرة من كلماته ورسائله (عليه السلام) يعرفنا بها التدبر السليم فيها وهذا ما نسعي له في الفقرة التالية وعنوانها في هذا اللقاء هو:

من كان في حاجة الله

قال مولانا إمام العصر (أرواحنا فداه): من كان في حاجة الله عزوجل كان الله في حاجته.
جاءت هذه الكلمة ضمن رواية نقلها الشيخ الثقة الصدوق رضوان الله عليه في كتاب كمال الدين عن أبي القاسم بن أبي حليس قال: كنت أزور الحسين (عليه السلام) في النصف من شعبان، فلما كانت سنة من السنين وردت العسكر ( يعني سامراء) قبل شعبان، وهممتُ أن لا أزور [يعني زيارة الحسين (عليه السلام)] في النصف من شعبان.
فلما دخل شعبان قلتُ: لا أدعُ زيارة كنت أزورها [يعني زيارة النصف من شعبان]، فخرجتُ زائراً [يعني الي كربلاء]، وكنت إذا وردتُ العسكرأعلمتهم برقعةٍ أو رسالة [يشير الي إخبار الإمام المهدي (عليه السلام) بقدومه وقد إستخدم الإشارة دون التصريح بأسم الإمام (أرواحنا فداه) بسبب صعوبة الأوضاع الأمنية وشدة وكثافة ملاحقات السلطات العباسية للإمام وأصحابه وشيعته عليه السلام. [
نعود الي كلام ابي القاسم بن أبي حليس حيث قال: وكنت أذا وردتُ العسكر أعلمتهم برقعةٍ أو رسالة فلما كان في هذه الدفعة قلتُ لأبي القاسم الحسن بن أحمد الوكيل [من وكلاء المهدي]: لا تعلمهم بقدومي فإني أريد أن أجعلها زورة خالصة، فجاءني أبو القاسم [الوكيل] وهو يبتسم وقال: بعث [يعني من قبل الحجة إمام العصر(عليه السلام)] بهذين الدينارين وقيل لي: إدفعهما الي الحليسي [إشارة الي صاحب القصة نفسه] وقل له: من كان في حاجة الله كان الله في حاجته.
قال الراوي ابو القاسم بن أبي حليس: واعتللت بسرّ من رأي علة شديدة وأشفقتُ فيها وظللت مستعداً للموت فبعث [يعني المهدي (عليه السلام)] إليّ بستوقةً فيها بنفسجين [نوعٌ من الشراب الطبي] وأمرت بأخذه فما فرغتُ حتي أفقتُ من علتي والحمد لله رب العالمين.
يمكن أن نستلهم من التدبر في هذه الرواية الشريفة عدة وصايا مهدوية مهمة نلخصها بما يلي:
الوصية الأولي: من إمامنا المهدي (أرواحنا فداه) هي أن نسعي ونجتهد في تخليص النية من أي شائبة ونحن نقوم بالأعمال العبادية مثل الزيارة وغيرها؛ فإن من ثمار ذلك الفوز برضاه (عليه السلام)، فقد لاحظتم أحباءنا المستمعين كيف أن وكيل الإمام قد جاء مبتسماً لصاحب القضية في إشارة الي رضا المهدي عجل الله فرجه عن سعي هذا الزائر لجعل زيارته خالصة لوجه الله جل جلاله.
أما الوصية الثانية: فهي التي يشتمل عليها قول إمامنا صاحب العصر (أرواحنا فداه): من كان في حاجة الله كان الله في حاجته.
ففي هذه الكلمة النورانية وصية للمؤمنين بتعزيز روح التوكل علي الله عزوجل والثقة به في قلوبهم، فإذا أصلحوا ما بينهم وبينه جل جلاله رتب الله أمورهم عن طريق أوليائهِ (عليهم السلام)؛ إذ أرسل الدينارين نفقة له في تلك الزيارة إذ يبدو أنه كان بحاجةٍ لها لكنه لم يفصح عن ذلك حرصاً علي حفظ اخلاص النية.
والوصية الثالثة: نتلمسها فيما تكشف عنه هذه الرواية الشريفة من أن الله عزوجل أطلع وليه المهدي علي نية هذا الزائرفمدحها وعلي حاله واحتياجه لمصاريف الزيارة فبعث له بها، وعلي علته ومرضه فبعث له ما عافاه منها. فهذا الأمر يتضمن وصية للمؤمنين بأن يعلموا بأن انباءهم وأخبارهم وحتي نواياهم لا تعزب ولا تخفي علي إمام زمانهم (عليه السلام)، فعليهم أن يطمئنوا الي رعايته لهم بأذن الله عزوجل ويسعوا الي أن يكون عملهم كعمل هذا الزائر سبباً لرضاه عنهم وسروره بهم، وأن يجتنبوا ما يؤدي الي إيذائهِ (عليه السلام).

*******

ندعوكم الي الفقرة الخاصة بالأجابة عن أسئلتكم لبرنامج شمس خلف السحاب:

طبيعة الذين يحيهم الله في عصر ظهور المهدي (عجل الله فرجه)

المحاور: السلام عليكم احبائنا شكراً لكم على طيب المتابعة لفقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب ومنها هذه الفقرة المخصصة للاجابة عن اسئلتكم للبرنامج، معنا مشكوراً على خط الهاتف سماحة الشيخ علي الكوراني، سماحة الشيخ الاخ جواد اليوسف بعث بهذه الرسالة واشتملت على مجموعة من الاسئلة يسلم عليكم ويطلب منكم الاجابة عنها، في السؤال الاول يقول في زمن الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف سيكون من انصاره اموات يخرجون من قبورهم، كيف ستكون طبيعة حياتهم وتعاملهم مع الاحياء هل سيحصلون على الشهادة وشرفها بين يدي الامام الحجة سلام الله عليه؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، وعليكم السلام وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، هؤلاء الاموات الذين يحيون مع الامام وارد فيهم نصوص متعددة مثلاً اهل الكهف، اهل الكهف وارد ان الامام (سلام الله عليه) يرسل الى الروم لما يأتي جيشهم الى ساحل المنطقة ساحل الامطا على البحر الابيض المتوسط يرسل لهم بعض اصحابه يخرجون لهم اسفاراً من التوراة ويخرجون لهم اهل الكهف فيكلموهم ثم يأتون الى الامام (عليه السلام) ويكونون معه يدخول الى العراق، ووارد عندنا ان امواتاً يحييون من وادي السلام بين جمادي ورجب ومن غيرها، احياء هؤلاء الاموات يخرجون من قبورهم وظاهر احاديثهم تدل على انهم يعيشون العمر المقدر الاضافي لهم بشكل طبيعي يشاركون في اعمال الامام سلام الله عليه كلٌ على حسب درجته، وممكن بعضهم يستشهد مع الامام وبعضهم يتوفى وفاة طبيعية وهم مجموعة كبيرة منهم من اصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) من اصحاب الائمة (عليهم السلام) من المؤمنين في عصور متعددة هؤلاء يحييون ولكل واحد برنامجه المتناسب مع مكانته.
المحاور: سماحة الشيخ بالنسبة للمؤمنين العاديين الذين يطلبون من الله تبارك وتعالى ان يوفقهم للرجعة مع الامام للفوز بكرامة الجهاد بين يديه، فهل ممكن ان تكون هذه الكرامة لهم؟
الشيخ علي الكوراني: لا، هذه الكرامة لمؤمنين خاصين للعاديين لم ارى والمؤمنين العاديين عبر الاجيال طويلة عريضة، الذين يرجعون مع الامام (سلام الله عليه) يحييهم الله يخرجهم هؤلاء نوعيات ارقى المؤمنين في اجيال مختلفة، نستطيع ان نقول هم نخبة يجعلهم الله عز وجل وليس عامة المؤمنين.
المحاور: بالنسبة لدعاء العهد، في دعاء العهد يطلب المؤمن قارئ دعاء العهد هذه الكرامة؟
الشيخ علي الكوراني: صحيح يطلب ولكن هل يصل عليها يطلب ان يكون من خيرة المقربين، هذه الدرجات يطلبها كل مؤمن، ولكن هل يصل اليها ام لا، الذين يصلون اليها الذين يحييهم الله ويرجعهم مع الامام (سلام الله عليه)
المحاور: طيب ماذا نفعل مع هذه الادعية يدعو بها ويطلب رجوعه مع الامام (سلام الله عليه)؟
الشيخ علي الكوراني: نعم يطلب لكن هذا مربوط بعمله، الادعية صحيحة فلنقرأه، مثلاً اقول: يا رب اجعلني في الجنة مرافقاً لنبيك (صلى الله عليه وآله(، كل المسلمين يدعون هذا الدعاء رفقة النبي والائمة (عليهم السلام)، ولكن هذه الرفقة لها مستحقات الذين يؤدون مستحقاتها يصلون الى هذه الدرجة، الباقين يدعون ويؤثر هذا الدعاء لهم شيء ما.
المحاور: سماحة الشيخ علي الكوراني هنالك اسئلة اخرى في هذه الرسالة ولكن الوقت المخصص لهذه الفقرة انتهى لو سمحتم نوكلها للحلقة المقبلة، وجزيل الشكر لسماحة الشيخ علي الكوراني لهذه الاجابة ولكم احبائنا وانتم تتابعون ما تبقى من فقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.

*******

الفقرة التالية هي تشتمل علي حكاية موثقة أخري من حكايات الفائزين برؤية صاحب الزمان عجل الله فرجه إخترنا للحكاية العنوان التالي:

وأثابه الله علي شوقه

نقل حجة الإسلام الشيخ أحمد القاضي الزاهدي مؤلف كتاب عشاق المهدي (عليه السلام) عن والده العالم آية الله الشيخ علي القاضي حادثتين تشرف فيهما بلقاء مولاه ومولانا صاحب الزمان (سلام الله عليه) كانت الأولي في اوائل شبابه إذ توسل به الي الله عزوجل لكي يشفيه من مرض عضال أشرف بسببه علي الموت بعد أن يأس الأطباء من علاجه، وببركة دعاء إمام العصر (عجل الله فرجه) له وحضوره عنده عافاه الله جلت قدرته من مرضه.
أما الحادثة الثانية فقد وقعت عند الكعبة المعظمة، قال الشيخ علي: قبل سنة من إنتصارالثورة الإسلامية في ايران توجهت برفقة طائفةٍ من المؤمنين وأهل بلدتي الي البلد الحرام وعلي الطريق البري عبر تركية وسورية والأردن؛ لأداء مناسك العمرة.
وصلنا مكة المكرمة ليلة الجمعة، وقد قرر رفاق السفر الذهاب الي المسجد الحرام والطواف حول الكعبة أما أنا فقد كنت في حالةٍ شديدة من الضعف وقد انهارت قواي بسبب حمي شديدة إنتابتني رافقتها آلام قاسية فأضطررت الي البقاء في الفندق.
كان الألم يعتصر قلب وروح الشيخ علي القاضي وهو يري المرض يحرمه من نعمة التهجد والتعبد لله عزوجل عند بيته المحرم وفي ليلة الجمعة المباركة، فهامت روحه تتوسل الي الله عزوجل بوليه المهدي (عليه السلام) لكي يرزقه هذه النعمة، فأثابه الله جلت آلاؤه علي هذا الشوق التوحيدي الخالص بأن رزقه رؤية الطلعة الرشيدة لمولاه وإمام زمانه (عجل الله فرجه) قال الشيخ علي وهو ينقل تتمة حكايته:
بكيت علي حالي وقلتُ لنفسي معاتباً: ما الذي جنيت لكي تحرمني من سعادة مناجاة قاضي الحاجات عند كعبته المعظمة والطواف حولها في هذه الليلة المباركة.
حزنت كثيراً لذلك، ولكن سرعان ما تغير حالي ووجدت في نفسي نشاطاً غريباً وزالت الحمي فأشتدت رغبتي لزيارة المسجد الحرام وأسرعت لإسباغ الوضوء وذهبت الي المسجد، وعندما كنت اطوف حول الكعبة شاهدت رجلاً جذب انتباهي بالكامل.
لقد أمعن الشيخ علي القاضي النظر في ملامح هذا الشخص الجليل بكل دقة فوجدها الملامح نفسها لمولاه (عليه السلام) الذي رآه أيام شبابه ودعا الله له وأنقذه من الموت يومذاك، ثم رأي من الإمارات والعلامات ما أيقن معه بالكامل أن هذا الشخص هو مولاه ومقتداه (عليه السلام)، قال الشيخ علي القاضي: كان معتدل القامة وسيماً يرتدي زياً عربياً وقد شد قلبي إليه بالكامل، كان يسير أمامي في الطواف، ورغم أنه كان معتدل القامة إلا إنني كنت أري كتفيه ورأسه أعلي من الجميع، كان يطوف حول الكعبة بوقاروسكينة وبحركة هادئة لكنني رغم ذلك عجزت عن اللحاق به رغم محاولتي ذلك عدة مرات ورغم أن عيني لم تغفل عنه لحظة وعندما أتم الطواف إنبري للصلاة عند مقام ابراهيم (عليه السلام) ووقفت لأداء صلاة الطواف قريباً منه. لقد ألهمت أنه هو مولاي وحبيبي وغاية أملي (عليه السلام) ولكنه تصرف فيّ وأصبحت مسلوب الإرادة لا أقدر علي فعل شيء وبعد أن أتم الصلاة وقف مقابل باب الكعبة ثم رفع يديه بالدعاء ومناجاة الله تبارك وتعالي ثم توجه خارجاً فتبعته لكنه غاب عني فجأة بعد خطواتٍ قليلة.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة