البث المباشر

وصية مهدوية بتعزيز روح الاقتداء بأئمة الهدى/حوار مع السيد محمد الشوكي حول هل دخول الترك العراق من علائم الظهور/رأيت الطلعة الرشيدة ولكن!

الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 16:45 بتوقيت طهران
وصية مهدوية بتعزيز روح الاقتداء بأئمة الهدى/حوار مع السيد محمد الشوكي حول هل دخول الترك العراق من علائم الظهور/رأيت الطلعة الرشيدة ولكن!

(الحلقة:177)

موضوع البرنامج:
وصية مهدوية بتعزيز روح الاقتداء بأئمة الهدى
حوار مع السيد محمد الشوكي حول هل دخول الترك العراق من علائم الظهور
رأيت الطلعة الرشيدة ولكن!

اما وعينيك ان القلب مكمود

مذ ساءني رزؤكم ما سرني عيد

ما العيد الا بيوم فيه أنت ترى

تلقى اليك من الدنيا مقاليد

وتملأ الارض قسطاً بعدما ملأت

جوراً وقد حل في اعداك تنكيد

يا صاحب العصر ان العصر قد نقصت

اخياره وبنو الاشرار قد زيدوا

وصارم الغدر في اعناق شيعتكم

قد جردته الاعادي وهو مغمود

الله اكبر يابن العسكري متى

تبدو فيفرح ايمان وتوحيد

فديت صبرك كم تغضي وانت ترى

شمل الزمان به قد حل تبديد

وذي نواظرنا تجري مدامعها

وملؤهن من الارزاء تسهيد

*******

الحمد الله ذي الاناة الذي لا يعجل محب الصادقين الثابتين على الحق وحبيبهم والصلاة والسّلام على بهجة قلوب المؤمنين وسلوة افئدة الصابرين المصطفى محمد وآله الطاهرين.
السّلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته اهلاً بكم في لقاء آخر وهذا البرنامج افتتحناه بابيات وجدانية مؤثرة في التشوق للفرج المهدوي وهي من قصيدة للأديب الولائي الشيخ جعفر النقدي (رضوان الله عليه). اما الفقرات الاخرى في لقاءنا فهي تحمل العناوين التالية:
- وصية مهدوية بتعزيز روح الاقتداء بائمة الهدى
- هل دخول الترك العراق من علائم الظهور
- وحكاية عنوانها: رأيت الطلعة الرشيدة ولكن!

*******

في الفقرة التالية نتابع معاً السعي لاستلهام وصايا امام زماننا المهدي (ارواحنا فداه) من كلامه المنقول في المصادر المعتبرة وفي هذه الحلقة نختار اجابة له (عليه السّلام) على احد اسئلة الشيخ الجليل محمد بن عبد الله الحميري ضمن التوقيع المروي في كتاب الاحتجاج اخترنا لهذه الفقرة العنوان التالي:

توقير اهل البيت (عليه السّلام) والاقتداء بهم

سأل الشيخ الحميري (رضوان الله عليه) ضمن مسائله من صاحب الزمان (عليه السّلام) عن السجود على قبور الائمة (عليهم السّلام) وعن مكان الصلاة في روضاتهم فاجاب (عجل الله فرجه) عن هذه المسألة بالقول: اما السجود على القبر، فلا يجوز في نافلة ولا فريضة ولا (صلاة) زيارة، والذي عليه العمل ان يضع (الزائر) خده الايمن على القبر.
الوصية الاولى: واما الصلاة فانها خلفه (اي خلف القبر) ويجعل القبر امامه، ولا يجوز ان يصلي بين يديه (اي امامه) ولا عن يمينه ولا عن يساره، لان الامام (عليه السّلام) لا يتقدم ولا يسارى.
نستلهم من الاجابة المتقدمة وصيتين محوريتين مهمتين، الاولى هي حث المؤمنين على احترام مراقد ائمة الهدى (عليهم السّلام) وتعظيمها ففيه تعظيم شعائر الله عزّ وجلّ، هذا من جهة ومن جهة ثانية حفظ التوحيد الخالص لله عزّ وجلّ.
اما الوصية الثانية: المستلهمة من اجابة مولانا امام العصر (ارواحنا فداه) فهي حث المؤمنين على ترسيخ روح الاقتداء والائتمام بائمة الهدى (سلام الله عليهم) في حياتهم وبعد انتقالهم الى الدار الآخرة.
فمثلما ان امام الجماعة لا يتقدم ولا يساوى في الصلاة كذلك ينبغي حفظ هذا الحكم كأدب شرعي اساسي مع قبر الامام المعصوم (عليه السّلام).
وللالتزام بهذا الادب الشرعي آثاره المباركة في حفظ استشعار الانسان المؤمن للحياة البرزخية لأئمة الهدى (عليهم السّلام) واستشعار حضورهم الملكوتي، الامر الذي من شأنه ان يقوي روح الاقتداء بهم والتوجه بهم الى الله عزّ وجلّ، والعمل بوصاياهم والاخذ بنهجهم.

*******

ونحن نشكر لكم جميل متابعتكم لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب، ننقكلم الى ضيف هذه الحلقة سماحة السيد محمد الشوكي حيث يجيب عن بعض اسئلتكم للبرنامج:

هل دخول الترك العراق من علائم الظهور

المحاور: السلام عليكم احبائنا أهلاً بكم ومرحباً في هذه الفقرة من فقرات برنامج شمس خلف السحاب، معنا مشكوراً سماحة السيد محمد الشوكي للاجابة عن اسئلتكم للبرنامج، سماحة السيد من الاخ احمد سعيد من الكويت وصل هذا السؤال يقول فيه هل ان دخول الترك الى شمال العراق هو من علامات ظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف؟
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين، الحقيقة انه ورد في بعض الاخبار نزول الترك في جزيرة والجزيرة هي المنطقة الواقعة بين العراق وبين الحدود السورية وهي قريبة ايضاً من تركيا، والتي تسمى بديار بكر وجزيرة ربيعة وما شابه ذلك، فالجزيرة ليس المقصود الجزيرة العربية بمعناها الحالي وانما الجزيرة هي هذه المنطقة التي تقع في الشمال والشمال الغربي للعراق ومجاورة لسوريا وقريبة ايضاً من تركيا، الترك ينزلون الجزيرة، والظاهر من نزول الترك للجزيرة كما في الاخبار حول كنز في نهر الفرات، وهذا الكنز ربما يكون هناك كنوز تظهر في نهر الفرات وان نهر الفرات هو نهر مشترك بين تركيا وسوريا والعراق، ربما يكون على اساس الماء، لان تقارير الامم المتحدة تنبء بمصير وخيم للكرة الارضية نتيجة لاتساع التصحر وازدياد حرارة الارض والاحتباس الحراري، ولهذا الكثير من المنظرين للمستقبل يقولون بان الحروب القادمة هي ستكون حروب الماء، ونهر الفرات كما هو واضح نهر عظيم ومفيد ويغذي كما اشرنا مجموعة من الاراضي لتركيا وسوريا والعراق، فربما هذا الكنز الذي يكون في الفرات وقد يكون هو الماء، وتحدث هناك حرب بين الاتراك وبين السوريين بل حتى وردت تحدث هناك حرب بين السفياني الذي هو قائد الشام وبين الترك وتكون معركة عظيمة جداً من المعارك المشهودة والكبيرة جداً في التاريخ، هذا ما ورد في الروايات هذا ليس من العلامات القريبة وليس من العلامات الحتمية، وربما هذا احتمال ايضاً وارد ان يشير الى حادثة تأريخية قديمة عندما نزل المغول في هذه المنطقة اذا قلنا بان شعوب المغول من الممكن ان يطلق عليهم لفظ الترك والله العالم بحقيقة الاحوال.
المحاور: شكراً جزيلاً سماحة السيد محمد الشوكي، وشكراً لمستمعينا الافاضل وهم يتابعون مشكورين ما تبقى من فقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.

*******

في الفقرة التالية من البرنامج نروي لكم حكاية من حكايات الفائزين برؤية الشمس المهدوية اخترنا لها العنوان التالي:

رأيت الطلعة الرشيدة ... ولكن!

نقل آية الله النهاوندي (قدس سرّه) في موسوعته العبقري الحسان عن العالم التقي الشيخ الجليل الميرزا عبد الجواد المحلاتي، قال: كان الشيخ محمد تقي القزويني يسكن في مدرسة الصدر في النجف الاشرف وقد بلغ مرتبة فذّة في العلم والعمل والتقوى والزهد بعد سبعة عشر عاماً من مجاورة مرقد مولى الموحدين (عليه السّلام) وكان يقول: منذ مدة وانا ادعو الله عزّ وجلّ، باستمرار لحاجة اذهب طلباً لقضائها الى حرم امير المؤمنين (عليه السّلام)، وحاجتي هي الفوز برؤية مولاي ولي العصر وبقية الله المهدي (ارواحنا فداه) وكنت اتضرع باستمرار الى ربي عزّ وجلّ، داعياً بدعاء: اللهم ارني الطلعة الرشيدة والغرّة الحميدة.
ويتابع الميرزا المحلاتي نقل هذه الحكاية التي يعود تاريخها الى اواسط القرن الهجري الرابع عشر، فيذكر ان الشيخ محمد تقي القزويني قد اصيب في غضون ذلك بمرض السّل، ولكن فقره لم يمكنه من الاسراع بمعالجته كما كان من الذي تحسبهم اغنياء من التعفف، ولذلك لم يظهر ما به لأحد.
وطال المرض بالشيخ محمد تقي، وكان مرض السّل يومذاك من الامراض التي لا يرجى الشفاء منها، وهو من الامراض المعدية، ولذلك انتقل من حجرته الى مخزن المدرسة تجنبا للتلوث خاصة وان سعاله المتواصل امسى يخرج معه كثير من الدم، واشتدت حالته حتى عرف الجميع بمرضه ثم يئسوا من شفائه، لكنهم بعد ايام رأوه وقد استعاد عافيته بافضل مما كان عليهم، فعلموا ان الله عزّ وجلّ، قد من عليه بلطف وكرامة من عالم الغيب بعد ان عجزت الاسباب المألوفة عن علاجه!
ولما الحوا في السؤال من الشيخ محمد تقي عما جرى قال: ساءت صحتي في احدى الليالي الى درجة فقدت معها القدرة على الحركة والشعور بما حولي... وقبيل الفجر... شاهدت في عالم المعنى مولاي امير المؤمنين (عليه السّلام).
فقال لي: اما المرض فقد عافاك الله منه.
قلت: يا مولاي ... ان لي حاجة طالما دعوت الله في حرمك من اجل قضائها، فهل لها من سبيل.
قال (عليه السّلام): تخرج غداً قبل طلوع الشمس الى وادي السّلام وتجلس على مرتفعه متوجهاً نحو جادة كربلاء، فسيأتي ولدي صاحب العصر من كربلاء ومعه اثنان من اصحابه، فسلم عليه واذهب معهم حيثما ذهبوا.
وعندما انتبه الشيخ محمد تقي وعاد الى وعيه، تصور ان ما شاهده كان مجرد توهمات ناتجة من اشتداد حالته الصحية.
قال (رضوان الله عليه): لكنني شعرت بتحسن صحتي بصورة عجيبة، ولم يعاودني السعال اصلاً، لم اكد اصدق ما ارى اولاً ... ثم قلت في نفسي: لقد تحقق الوعد الاول الذي وعدني به (عليه السّلام) وها انا قد عوفيت، ولا ريب ان وعده الثاني سيتحقق وسافوز برؤية الطلعة الرشيدة لمولاي صاحب الزمان روحي فداه وفي ذلك اعظم السعادة.
اضاف هذا العالم الزاهد قائلاً: ذهبت في اول الصبح الى المحل الذي دلني عليه امير المؤمنين (عليه السّلام) وجلست حيث امرني متطلعاً الى جادة كربلاء ... ومع شروق الشمس رأيت ثلاثة رجال آتين يتقدمهم سيد يسير بهيبة ووقار وسكينة ... سيطرت عليّ هيبته وبهاؤه الى درجة لم استطع ان اقول له شيئاً عندما اقترب مني سوى ان اسلم عليه تابعته حتى دخل المقام المعروف باسم مقام الامام المهدي في وادي السّلام، ووقف صاحباه بكل ادب عند الباب ووقفت بالقرب منهما وهما صامتان... لكنني لم اطق صبراً على البقاء على تلك الحالة عندما ارتفعت الشمس، وقلت في نفسي: لأدخل المقام واتشرف بتقبيل قدمي مولاي... لكنني عندما دخلت المقام لم ار فيه احداً.
ويتابع الشيخ الزاهد محمد تقي القزويني حديثه واصفاً حاله بعد ذلك بقوله: لقد اظلمت الدنيا في عيني، وبقيت الى المساء عند بحر النجف القديم تقطعني الحسرات وقررت ان ابقى هناك حتى اقضي نحبي... الى ان قادني التفكير الى انني لم اطلب اكثر من رؤيته (عليه السّلام) حيث كان دعائي هو فقط: اللهم ارني الطلعة الرشيدة والغرّة الحميدة.
ترى لو كان الشيخ الزاهد محمد تقي القزويني (رضوان الله عليه) قد صبر حتى يخرج الامام (عجلّ الله فرجه) كما فعل صاحباه، فماذا كان سيحصل عليه من البركات المهدوية؟
نترك الاجابة عن هذا السؤال لكم اعزاءنا ونختم لقاء اليوم من برنامج شمس خلف السحاب. الى لقاء مقبل في مثل هذا الوقت نترككم في امان الله والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة