البث المباشر

نهي مهدوي عن الشك في النواب بأمره/ هل الفقه شرط في رؤية الامام/ الامام يظهر اتماماً للحجة البالغة

الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 14:48 بتوقيت طهران

(الحلقة:154)

موضوع البرنامج:
نهي مهدوي عن الشك في النواب بأمره
هل الفقه شرط في رؤية الامام
الامام يظهر اتماماً للحجة البالغة

 

ان لمهدي بني أحمد

مأمولنا الغائب الحاضر

فعلاً وأحكاماً سماوية

تجري بأمر عجب باهر

ظهوره في فتية سادة

اعداد بدر عدد كاثر

بهم يتيح الله نصراً له

فيفتح الارضين بالناصر

وتظهر الارض له كنزها

وما حوت من ذخرة الذاخر

ثم تناجيه بأخبارها

وهو بها اخبر من خابر

ويمطر الله سمواته

عليه من خير له ظاهر

مثل الذي امطر ايوب من

جراد تبر هاطل ماطر

وتكثر الخيرات في عصره

حتى تعمَّ الخلق بالغامر

وينزل الغيث ويزهو الثرى

وتزهر الارضون بالحاشر

ويثمر النبت جميعاً وما

من مثمر يوفي على الوافر

*******

الحمد لله نور السموات والارض والصلاة والسلام على انوار هدايته وشموس هداه محمد وآله الطاهرين لا سيما خاتم الأوصياء وأمير الأمة الظاهرة‌ الحجة بن الحسن (عليه السلام).
السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله واهلاً بكم ومرحباً في لقاء مبارك اخر في رحاب الهداية المهدوية من برنامج شمس خلف السحاب.
وقد افتتحنا هذه الحلقة بأبيات للفقيه الاديب الحسين بن حمدان في بيان بعض خصائص الدولة المهدوية ‌المرتقبة استناداً لما اخبرت عنه الاحاديث الشريفة.
اما في الفقرات الاخرى من البرنامج فلنا وقفات مع الموضوعات التالية:
- نهي مهدوي عن الشك في النواب بأمره
- هل الفقه شرط في رؤية الامام
- الامام يظهر اتماماً للحجة البالغة
أيها الاخوة‌ والاخوات، نذكركم اولاً بموقعنا الالكتروني الذي بأمكانكم متابعة حلقات البرنامج فدخورة عليه صوتاً وكتابة، عنوان الموقع هو: www.arabic-irib.ir.

*******

ونبدأ اولى الفقرات مع وصية‌ مهدوية اخرى نسأل الله ان يعيننا على الالتزام بها مع ملاحظة خصوصيات زماننا، كونوا معنا والفقرة التالية‌ التي اخترنا لها عنوان:

ليس فينا ولا فيمن يقوم مقامنا بأمرنا شك

روى الشيخ المفيد (رضوان الله عليه) في كتاب الارشاد عن علي بن محمد بن محمد بن الحسن بن عبد الحميد قال:
شككت في امر حاجز، فجمعت شيئاً ثم صرت الى العسكر - يعني سامراء، فخرج اليه:
ليس فينا شك ولا فيمن يقوم مقامنا بأمرنا، ترد مامعك الى حاجز بن يزيد.
ولتوضيح الوصية المهدوية‌ المهمة الواردة ‌في هذه الرواية نقول ان راويها الاول هو من شيعة مولانا المهدي (ارواحنا فداه)، وقد شك في امر حاجز بن يزيد وكان من وكلاء الامام (عليه السلام)، والشك المقصود هنا هو في صدق وكالة حاجز لعله بسبب نفي حاجز لهذه السمة لما تقتضيه الضغوط الامنية التي كانت تفرضها السلطات العباسية‌ يومذاك على اتباع مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) وشدة مطاردتها للعثور على شخص الحجة بن الحسن العسكري (عليهما السلام).
وبسبب هذا الشك جمع ابن عبد الحميد ما عنده من الحقوق الشرعية التي يجب تسليمها للامام مباشرة او عبر وكلائه وجاء بها الى سامراء، عسى ان يتبين له الامر.
فلما وصل الى سامراء وصلته رسالة من ولي العصر (عجل الله فرجه) يأمره فيها بتسليم مامعه من الحقوق الشرعية الى حاجز بن يزيد وينهاه عن الشك في امرين:
الاول: في امامة امام العصر (عجل الله فرجه) بعد ان ثبتت بالبراهين العقلية والنقلية والوجدانية، فهذا الشك من مداخل الشيطان للصد عن سبيل الله.
والثاني: الشك في نيابة من يقوم مقام الامام في غيبته شريطة ان يثبت له بالادلة الباعثة للطمأنينة ان ينوب عن المهدي (عليه السلام) حقاً وبأمره (عجل الله فرجه).

*******

اعزاءنا المستمعين، ميكرفون البرنامج ينتقل الى نقل الاتصال الهاتفي التالي الذي اجراه زميلنا مع سماحة الشيخ على الكوراني، نستمع معاً:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، سلام من الله عليكم احباءنا اهلاً بكم ومرحباً في هذه الفقرة من فقرات برنامج شمس خلف السحاب والاجابة عن اسئلتكم الكريمة للبرنامج يتفضل بالاجابة عنها مشكوراً سماحة الشيخ علي الكوراني معنا على خط الهاتف، سماحة الشيخ عبر البريد الالكتروني رسالة وصلتنا من الاخ رمز لنفسه (ح) يسأل السؤال التالي، هل يمكن ان يحظى غير الفقيه برؤية المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف؟
الشيخ علي الكوراني: ان مشاهدة الامام رؤيته صلوات الله وسلامه عليه في الغيبة تتبع امرين الاول ان يكون الشخص اهلاً والثاني يكون مصلحة في ذلك، يمكن كثير من الناس هم اهلاً لذلك لكن لا مصلحة في ذلك، من باب المثال ان الرائي يصاب بالغرور، اما الحق ان يكون الذي يراه ويتشرف بخدمة الامام روحي له الفداء فقيهاً ليس بقدرة احد وليس في أي رواية، المسألة عطاء الهي لما تكون فيه مصلحة ويراه الله عز وجل اهلاً يريه الامام سلام الله عليه، القول بان لا يقوم بخدمته الا فقهاء نعم الفقهاء وابرار الاتقياء منهم من راه ومنهم من ثبت وبشكل اكيد وباسانيد صحيحة انهم رأوا الامام سلام الله عليه يمكن تكون هذه الحالات تجد فيها عشرة او اثنى عشر من الفقهاء وقسم من اولياء الله من عامة الناس.
المحاور: سماحة الشيخ الاخ له سؤال آخر يقول هل يرجح سماحة الشيخ ان المؤمن اذا رأى الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في عالم المنام واوصاه باشياء مثلاً هل يرجح ان يتحدث هذا المؤمن بما رأى ام يكتم الامر، يعني هل هناك امر بكتمان امثال هذه الرؤى ام الحديث عنها؟
الشيخ علي الكوراني: كثير من المؤمنين يتشرفون برؤية الامام صلوات الله وسلامه عليه لا يقولون للناس حتى لا تكون امراً دنيوياً او يرونه في المنام روحي له الفداء ولا يقولون للناس لا يحرم ان يتكلم للناس لكن هذا اسلوب الانسان اخلاقيته وتقواه ماذا يقدر من المصلحة لا اشكال وان الافضل ان لا يقول، الا اذا يريد يعبر منامه لاحد يثق بدينه وعقله، خاصة ان كثير من المنامات ليست صحيحة اذا لم يكن الذي رأه اوصاف الامام منطبقة عليه لا يستطع ان يقول رأيت الامام.
المحاور: يعني اذن تمييز الرؤية الصادقة عن غيرها؟
الشيخ علي الكوراني: طبيعي انه من رأنا فقد رأنا القاعدة النبوية في الرؤية من رأنا يعني بالاوصاف التي نحن فيها، فانه من رأنا فقد رأنا فان الشيطان لا يتمثل بنا يمكن الشيطان يتمثل بشخص ويقول له انا النبي انا الامام الفلاني.
المحاور: ولكن لا تنطبق عليه الاوصاف؟
الشيخ علي الكوراني: نعم، او يكون الذي رآه شخص من جنود الامام سلام الله عليه.
المحاور: كيف يعني سماحة الشيخ يعني يرى شخص آخر من جنود الامام؟
الشيخ علي الكوراني: نعم، يصير في قلبه انه هو الامام.
المحاور: هذا يصدق على اليقظة ايضاً؟
الشيخ علي الكوراني: باليقظة بالمشاهدة الفعلية نعم اذا ما قال له انا الامام ما يعلم انه الامام لازم اما ان يقول له او تكون قرائن توجب القطع بانه الامام، والا كثير من الحالات يرون في مناسبات اشخاص او انقذوهم او في الجبهة او غيره هذه انا اعتبرها جنود الامام سلام الله عليه.
المحاور: سماحة الشيخ علي الكوراني شكراً جزيلاً، وشكراً لكم احباءنا تفضلوا مشكورين بمتابعة ما تبقى من فقرات برنامج شمس خلف السحاب.

*******

نتابع تقديم برنامج شمس خلف السحاب من اذاعة طهران بتذكيركم بعنوان بريدنا الالكتروني الذي يستقبل مشكوراً اسئلتكم واقتراحاتكم بشأن موضوعات البرنامج عنوانه هو: [email protected].

*******

والى الفقرة التالية‌ من البرنامج تحمل عنوان:

لا يمكن الانكار فالاوصاف متطابقة

نقل الرواية التالية آية الله الشيخ الجليل علي النهاوندي في كتابه الموسوعي القيم «العبقري الحسان في احوال صاحب الزمان (عليه السلام)».
وقد نقلها عن المولى الزاهد العارف الشيخ ابو القاسم القندهاري (رضوان الله عليه) الذي كتب الرواية بخطه للشيخ النهاوندي بناءً على طلبه، ننقل لكم احباءنا هذه الرواية التي تشتمل على اكثر من عبرة فكونوا معنا:
قال المولى‌ القندهاري (قدس سره):
كنت في سنة ۱۲٦٦ للهجرة ادرس كتاب الهيئة والتجريد على يد الشيخ الملا عبد الرحيم بن حبيب الله الافغاني وهو من علماء الجمهور، وفي عصر احد ايام الجمعة، ذهبت لزيارته فوجدت عنده قاضي قضاة قندهار، والقائد العسكري محمد عَاَم خان وعالم مصري وعدد اخر من العلماء يتبادلون اطراف الحديث عن موضوعات شتى، الى ان تطرقوا الى عقيدة الشيعة في المهدي الموعود فوصفوها بأنها خرافة وقال قاضي قضاة قندهار:
ان الشيعة يقولون: ان المهدي هو ابن الحسن العسكري وقد اختفى في سرداب بيته ومازال حياً... ثم اخذ الحاضرون يسخرون من هذه العقيدة.
ويتابع المولى القندهاري (قدس سره) نقل ما جرى في ذلك المجلس بذكر كلام له مغزاه قاله احد الحاضرين، قال (رحمه الله).
بعد ان انتهى قاضي القضاة من كلامه ذكر العالم المصري انه كان يدرس عند عالم فقيه من اتباع مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) في مسجد العلويين بالقاهرة، وقد حدثه يوماً عن الامام المهدي الذي يعتقد بأنه صاحب الزمان، ووصف له شمائله وخصوصياته الخلقية وهيبته.
ثم اخذ العالم المصري بذكر الاوصاف الظاهرية لصاحب الزمان المهدي الذي اخبره بها ذلك العالم الفقيه، وهنا تعالت اصوات الحاضرين بالاستهزاء او الاعتراض، لكنهم سكتوا فجأة وقد علاهم الاستغراب والوجوم!!
ثم يبين المولى القندهاري (رضوان الله عليه) سر ذلك الوجوم والتعجب والسكوت المفاجيء الذي خيم على اهل ذلك المجلس، قال: لقد سكتوا فجأة بسبب دخول رجل شاب ذي طلعة بهية تنطبق عليه بالكامل الاوصاف التي نقلها ذلك العالم المصري قبل قليل عن استاذه الفقيه العلوي.
ثم بدأوا يغادرون المجلس تباعاً دون توديع؛ اما انا فعندنا رجعت الى داري لم استطع النوم في تلك الليلة لشدة سروري برؤيتي لامامي (روحي فداه) وكذلك لشدة تشوقي لانني قد حظيت بمشاهدة طلعته البهية.
وفي اليوم التالي ذهبت كالمعتاد الى مجلس درس الملا عبد الرحيم فخلا بي بعد الدرس في مكتبته وقال لي: هل لا حظت كيف تغيرت احوال الحاضرين في مجلس البارحة عندما دخل مهديكم عليهم!
حاولت انكار الامر اولاً لأرى مدى تصديقه بما رأى لكنه قاطعني قائلاً: كان الامر واضحاً للغاية فلا يمكن الانكار؛ لقد انتبه جميع الحاضرين الى دخوله المفاجيء وانطباق الاوصاف عليه!
ثم ذكر احباءنا المولى القندهاري قدس سره ان اخرين ممن حضر ذلك المجلس ومنهم قاضي القضاة قد سألوه في الايام التالية السؤال نفسه الامر الذي يكشف شدة تأثير ظهوره المفاجيء لهم في اتمام الحجة الالهية البالغة عليهم بشأن صحة عقيدة مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) في قائمهم المهدي المنتظر وغيبته (عجل الله فرجه).
ثبتنا الله واياكم على الايمان به والتمسك بولايته انه سميع مجيب، والى لقائنا المقبل نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة