البث المباشر

تفسير موجز للآيات 11 الى 15 من سورة الزخرف

الثلاثاء 22 نوفمبر 2022 - 12:58 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 909

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمد الشاكرين على نعمائه والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.. سلام من الله عليكم أحبتنا الأكارم ورحمة من لدنه تعالى وبركات.

ها نحن وإياكم وتفسير آيات أخرى من سورة الزخرف المباركة ضمن برنامجكم القرآني (نهج الحياة) حيث ندعوكم في مطلع هذه الحلقة من البرنامج الى الاستماع لتلاوة الآيتين الحادية عشرة والثانية عشرة من هذه السورة المباركة:

وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ{11} وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ{12}

أيها الأفاضل، كلمة (قدر) هنا بمعنى المقدار، أو بمعنى التقدير والتنظيم، أي إن المطر ينزل بمقدار محدد أو طبقاً لنظام محدد. والظاهر أن المراد من كلمة (أزواج) النباتات، لأن هذه الكلمة وردت بعد الحديث عن نزول المطر وإحياء الأرض، وطبقاً للآيات الأخرى من القرآن الكريم فإن قانون الزوجية يشمل حتى النباتات كما ورد في الآية الـ 53 من سورة طه المباركة.

وما تعلمه إيانا هاتان الآيتان أولاً: كل قطرات السماء تنزل بحساب خاص. ثانياً: الفعل الإلهي يتم وفقاً للأسباب التي جعلها الله عزوجل فالمطر هو سبب لحياة هذه الأرض.

ثالثاً: ما تصنعه يد الإنسان هو بإلهام من الله تعالى ومن خلال استخدام القوانين التي أودعها في خلقه.

ورابعاً: كل شيء هو من نعم الله عزوجل سواء أكان ذلك من المراكب الطبيعية كالحيوانات أو من وسائل النقل الصناعية، كالسفن مثلاً.

مستمعينا الأكارم، أما الآن ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآيتين الثالثة عشرة والرابعة عشرة من سورة الزخرف المباركة:

لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ{13} وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ{14}

مما نتعلمه من هاتين الآيتين، إخوتنا الأفاضل، هو أولاً: التنعم بالنعم الإلهية ينبغي أن يكون سبباً لذكر الله عزوجل، والتوجه بالشكر إليه، لا أن يكون سبباً للغرور والغفلة.

ثانياً: تناسب النعم مع الحاجات مظهر من مظاهر الربوبية الإلهية.

ثالثاً: تسخير الأرض والأنعام التي جعلها الله سبحانه وتعالى ليركب عليها الإنسان هي من النعم الإلهية الكبرى.

رابعاً: الإعتراف بالعجز هو بنفسه نموذج للشكر.

وخامساً: لابد عند ركوب آلة السفر بقصد السفر من أن نشكر الله عزوجل وأن نتذكر السفر الأخير.

والآن أيها الأحبة نشنف آذاننا بالإستماع الى تلاوة الآية الخامسة عشرة من سورة الزخرف المباركة

وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ{15}

مما تشيره هذه الآية المباركة هو أن المراد من كلمة (عباده) هو الملائكة الذين كان المشركون يعدونهم من الإناث، والمراد من (جزءا) هو اعتقاد المشركين بأن الملائكة كالأبناء جزء من الله سبحانه وتعالى.

وما تعلمه إيانا هذه الآية المباركة هو أولاً: لا مانع من نقل بعض الإعتقادات الخرافية إذا كان ذلك مع الرد عليها.

وثانياً: جعل المخلوق شريكاً في فعل الخالق هو كفر مبين.

إخوة الإيمان بهذا وصلنا وإياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامجكم (نهج الحياة) فحتى الملتقى وتفسير آخر من آيات سورة الزخرف المباركة نستودعكم الباري تعالى والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة