البث المباشر

القضية المهدوية في الأشعار المروية عن الامام الصادق/ صفة التأهل لنصرة الامام المهدي / شأن دعاء الندبة/ الفائزون برؤية الامام

الإثنين 4 فبراير 2019 - 15:09 بتوقيت طهران

(الحلقة:42)

موضوع البرنامج:
القضية المهدوية في الأشعار المروية عن الامام الصادق (ع)
صفة التأهل لنصرة الامام المهدي (عج)
شأن دعاء الندبة
الفائزون برؤية الامام (عج)

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (والذي بعثني بالنبوة أنهم ليستضيؤن بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كالانتفاع بالشمس أن سترها سحاب).

أين الغياث المدّخر، أين الامام المنتظر، أين الغياث المدخر.
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله تعالى وبركاته اسعد الله اوقاتكم بكل ما يحبه تعالى لكم ويرضاه هذه هي اعزائنا الحلقة الثانية والثلاثون بعد الثلاثمائة من حلقات هذا البرنامج نفتتحها باستعراض سريع لفقراتها وبتذكير قبل ذلك بأننا بانتظار اقتراحاتكم ومساهماتكم واسئلتكم بشأن القضية المهدوية، في الفقرة الأولى نستكمل الحديث عن موضوع القضية المهدوية في الأشعار المروية عن الامام الصادق (عليه السلام) وفي الثانية نتعرف على صفة أخرى من صفات المهدويين هي الأهلية لنصرت امام زمانهم ارواحنا فداه اما في الثالثة نتابع الحوار مع ضيف البرنامج بشأن دعاء الندبة ونختم البرنامج كالمعتاد بأحدى روايات الفائزين بلقاء الأمام الموعود بالنصرة سلام الله عليه.
وقد نقلنا في الحلقة السابقة بيتاً من الشعر روته المصادر المعتبرة عن الامام الصادق عليه السلام يصرح فيه بأن اهل البيت عليهم السلام هي آخر الدول وفيه ينبه الى أن دولة المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) هي دولة اهل البيت النبوي كافة.
وفي ذلك اشارة الى تظافر جهودهم جميعاً في اقامتها والتمهيد لذلك هذا اولاً، وثانياً أن في ذلك اشارة الى رجعتهم عليهم السلام بعد ظهور المهدي وأقامة هذه الدولة المباركة التي وصفتها احاديث أخر بأنها دولة الله والأحاديث الشريفة المستفيضة التي تصرح برجعتهم (عليهم السلام) في ظل هذه الدولة تشير ايضا الى غيابهم بأدوار لايتسنى لغيرهم القيام بها فيما يرتبط بتحقق الاهداف الالهية من خلق الجن والإنس وننقل في هذه الحلقة ابيات أخرى مروية عن الامام الصادق (عليه السلام) لها ارتباط بهذا الموضوع.
روى ابن جبر في كتاب نهج الأيمان والفقيه البياض في الصراط المستقيم وابن شهراشوب الحلبي في المناقب وغيرهم عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال:

محالٌ وجودُ النارِ في بيت ظلمةٍ

وأن يهتدِ في ظل حيران حائر

فلا تطمع في العدل من غير أهله

ولا في هدىً من غير أهل البصائر

وجه ارتباط هذين البيتين بقضية الأمام المهدي ارواحنا فداه هو أن تنبيهاً الى أن الأهداف المكلفة بتحقيقها الامام المهدي وسائر أئمة اهل البيت (عليهم السلام) في دولتهم الالهية العادلة لا يمكن لغيرهم (عليهم السلام) تحقيقها لأن النور الألهي والعدل الألهي والهدى والهدايا الألهية عندهم لا عند غيرهم ولذلك فلا يمكن ان يكون المهدي المنقذ من غيرهم.
كما لا يمكن توقع ان يتمكن غيرهم (عليهم السلام) من أقامة الدولة الألهية العادلة وهذه الحقيقة تؤكدها اشعار أخرى مروية عن الامام الصادق (عليه السلام.(
وروى الصدوق في الآمال وابن ميثم البحراني في شرحه للكلمات العلوية المائة والحلبي في المناقب والمجلسي في البحار والفيض في الأصول الأصلية وغيرهم كثير أنه عليه السلام كان يقول:

عَلَمٌ المحجة واضح لمريده

وأرى القلوب على المحجة في عمى

ولقد عجبت لهالك ونجاته موجودةٌ

ولقد عجبت لمن نجا

كما روي عنه (عليه السلام) في البحار والمناقب وغيرهما أنه كان يقول:

في الأصل كنا نجوماً يستضاء بنا

وللبرية نحن اليوم برهان

نحن البحور التي فيها لغائصكم

درٌ ثمين وياقوت ومرجان

مساكن القدس والفردوس نملكها

ونحن للقدس والفردوس خزان

مَنْ شذ عنا فبرغوت مساكنه

ومن اتانا فجنات ورضوان

يشير الأمام الصادق عليه السلام بهذه الأبيات الشريفة الى أن كون الحق والهدى والعدل الالهي هو عند بيت اهل بيت النبوة (صلوات الله وسلامه عليهم) أمر واضح للعيان ولكن المشكلة تكمن في عدم استعداد الأمة قلبياً لمتابعتهم في أقامة العدل الالهي ولذلك وقعت الأمة في اشكال الأنحراف عنهم والسكوت تجاه ما انزله بهم الطغاة من تقتيل وتشريد الأمر الذي اوجب غيبة خاتمهم المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وانتظاره لأمر الله عزّ وجل ولتحقق استعداد الأمة بكل وجودها قلبياً وعقلياً لمناصرته واتباعه بعد أن تمر بالتجارب المريرة التي تتيقن عبرها عملياً من حقيقة عجز جميع المدارس الأخرى اسلامية وغير اسلامية عن تحقيق العدل المنشود وتؤمن قلبياً أن النجاة ودولة العدل لا يمكن الفوز بها بغير اتباع مدرسة اهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم) ومناصرة مهديهم الموعود (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
ننتقل مستمعينا الأكارم الى الفقرة الثانية وصفة اخرى من صفات انصار المهدي ارواحنا فداه هي صفة التأهل لنصرته.
تنبهنا الأحاديث الشريفة ايها الأخوة والأخوات الى أنه لا ينبغي للمؤمن ان يغفل عن أدائه السعي الجاد لترسيخ المعرفة السليمة بامام زمانهم واكتساب الكفاءات والمؤهلات اللازمة لنصرته (عجل الله تعالى فرجه الشريف) فيشغلهم التوهم انهم من انصار المهدي (عجل الله تعالى فرجه) او من المبشرين بحركته الاصلاحية وحملت اهدافها عن ذلك السعي الجاد فيقعون في شباك الغرور العجبي المحبط للأعمال ويغفلون عن حقيقة ان التوفيق لنصرة المهدي انما هو من نعم الله وفضله وقد صرحت الأحاديث الشريفة أن بعض الذي يرون أنهم من انصار المهدي سيخرجون من جبهة انصاره عند ظهوره (عجل الله تعالى فرجه الشريف) روى الشيخ النعاني في كتاب الغيبة مسنداً عن الأمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: اذا خرج القائم خرج من هذا الأمر، من كان يرى أنه من أهله، ودخل فيه شبهة عبدت الشمس القمر.
وعلى أي حال فأن مثل هذه الأحاديث الشريفة تلبي هنا ايضاً الى ضرورة ان نبعد عن انفسنا حجت اليأس من روح الله عزّ وجل مهما كنا بعيدين عن الاتصاف بصفات اصحاب المهدي ارواحنا فداه وتنعم قلوبنا بالأمل والرجاء الصادق والتوجه الى الله عزّ وجل للفوز بتوثيقه للتحلي بهذه الصفات المباركة والانضمام الى جبهة انصاره الصادقين (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ورزقنا موالاته.

المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم ـ سلام من الله عليكم أحبائنا ورحمة منه وبركاته. اهلاً بكم في هذه الفقرة من فقرات البرنامج نرحب في مطلعها بضيفنا الكريم سماحة الشيخ محمد السند اهلاً بكم سماحة الشيخ.
الشيخ محمد السند: اهلاً وسهلاً بكم.
المذيع: مستمعينا الأفاضل سماحة الشيخ محمد السند بيّن في حلقتين سابقتين من حلقات هذا البرنامج بعض القضايا المهمة فيما يرتبط بسند دعاء الندبة نبحث في هذا الدعاء استجابة لطلبات متعددة وردت للبرنامج سماحة الشيخ اكد على أن الدعاء معتبر روته المصادر المعتبرة وبسند وبأكد من سند لعله ثلاثه أسانيد اشار اليها ننتقل الى قضية متانة النص ومتن دعاء الندبة وكونه يمثل دليلاً مستقلاً على أنه لا يمكن صدوره عن غير المعصوم هذه نقطة محورية اشرتم اليها تفضل ببيانها.
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم ـ الصلوة والسلام على افضل الأنبياء والمرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين وبعد.
فان هذا وان كان محور مستقل دراسة في بحث دعاء الندبة لكنه مؤازر لما تقدم من اعتبار السند الملحوظ البديع المبهر في دعاء الندبة هو نضد فقراته بشكل مسلسل تدليلي استدلالي برهاني بحيث أن كل فقرة منه تبين بداية مبحث التوحيد بشكل عام ثم بحث فلسفة بعثة النبوات والأوصياء وتواصل سلسلة النبوات والأوصياء الى يوم القيامة ثم حقيقة العصمة وحقيقة النبوة ثم يسترسل الى أوج تفاضل النبوات بين بعضهم البعض الى أن يصل الى نبوة النبي الخاتم وما توسم به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أوسمة ساد بها على الخلق وعلى الانبياء وعلى الرسل وعلى الائمة ثم بعد ذلك في استخلاف علي مع ذكر وتدليل باقتباس من النصوص القرآنية والنبوية المتواترة الدالة على أمامته وامامة ولده ثم استعراض لمجرى ما جرى لأمير المؤمنين من مراحل وأدوار تاريخية واعتقادية ودينية وبعد ذلك ما جرى على بقية الأئمة الى أن يصل ندبة الحديث في الدعاء عن دور الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وثم كيفية ارتباط العقيدة والأمة به في زمان غيبته ثم في زمان ظهوره فترى اذن حلقات مترابطة متسلسلة مدللة ببراهين مفعمة هذا النضد بعضي خارج لا ريب عنه هذا النظم الاعجازي العلمي الذي فيه مضافاً الى الاعجاز الادبي فيه بسجع كأنما الكلمات تنقاد لقائلها وتنقاد للمعاني ولتسلسل المعاني هذه المطابقة لم نشهدها في تعابير العلماء على أية حال مهما كان أدبهم ومهما كان تفوقهم العلمي في نظم المطالب ألا أنه تجد هناك نوع من التلكؤ او نوع من الفتور في تسلسل المعنى او مناغمتها لأدب اللفظ أو العكس او ما شابه ذلك فهذه كلها على أية حال معاضدة الى أن المضمون انصافاً احتوى على منظومة كاملة من عقائد مدرسة اهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم) وهي بني الأيمان وعلى عقائد اصول الاسلام وهو اصول واقع الأسلام وهو اصول الأيمان فاذن نلحظ منظومة متسلسلة مطعمة هذه المنظومة في كل حلقة منها بموقعية تلك الحلقة العقائدية ودليلها القرآني والنبوي مما أجمعت عليه واتفقت عليه الأمة الاسلامية ثم أثار كل حلقة ثم البنية العقائدية كيف تؤثر في البنية التاريخية والبنية الفقهية يعني هذا أنصافا بالتأمل والامعان في أمر يذهل الناظر فيه وكم تدبرت وغيره على اية حال من طلبة علوم الدين فضلاً عن كبار العلماء والمراجع كم تدبروا أو امعنوا في مضامينه ورأوا فيه من لآلئ المعاني والمعارف ما يبهر الناظر انصافاً ويقول الحديث فيها.
المذيع: سماحة الشيخ بالنسبة لظاهرة انسجام مضامين الدعاء، ما في الدعاء من مضامين القسم الأعظم منها مشترك مع كثير من النصوص الشريعة والأحاديث الثابتة بل والمتواترة لا يمثل هذا ايضا عنصر آخر أو في الحقيقة قرينة أخرى تزيد من اعتبار الدعاء.
الشيخ محمد السند: نعم هذا في الواقع نقطة أخرى وليس بأخيرة كما ذكرنا ما مر ليس باستقصاء هذا ايضا مما يزيد ويعضد قوة وعلوم مضامين الدعاء.
المذيع: نعم شكراً جزيلاً لسماحة الشيخ محمد السند على هذه التوضيحات القيمة لديّ سؤال فيما يرتبط في الثمار العامة لدعاء وما اختص به هل ثمة امور اختص بها دعاء الندبة على باقي الأدعية والزيارات المروية عن اهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم) والثمار العامة له هذا وانشاء الله موضوع الحديث في الحلقة المقبلة.
وها نحن نصل الى الفقرة الأخيرة وقد أخترنا لهذه الحلقة رواية أخرى من رواياتٍ تشرف آية الله العظمى السيد القزويني بلقاء الأمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) نقلها آية الله الميرزا النوري في كتاب (جنة المأوى) وفيها عبرة مهمة تبين حماية الامام المهدي لزوار جدّه الحسين (عليه السلام) نستمع لهذه الرواية طبق المنقول عن السيد مهدي القزويني.

قال رضوان الله عليه خرجت يوم الرابع عشر من شهر رمضان من مدينة الحله قاصداً كربلاء لزيارة الامام الحسين (عليه السلام) فلما وصلت الى نهر الهندي وجدت الزوار متجمهرين هناك وقد وصلهم خبر هو ان عشيرة عنزة قد نزلت على طريق كربلاء لسلب الزوار ونهب اموالهم فبينما الناس حيارى وقد امطرت السماء توسلت الى الله تعالى بالنبي وآله الأطهار لأغاثة الزوار ونجاتهم فبينما أنا اتابع التوسل واذا بفارسٍ بيده رمح طويل يقف امامي سلم الفارس علينا فرددنا ثم سماني باسمي وقال ليأتي الزوار فان عشيرة عنزة قد رحلوا عن الطريق وصار الطريق مأموناً فخرجت مع الزوار وهو يرافقنا في الطريق ويمشي امامنا وكأنه الأسد وأثناء الطريق غاب عنا فجأة فقلت لمن معي ابقي شك في أنه صاحب الزمان فقالوا لا والله ويتابع آية الله العظمى السيد مهدي القزويني حديثه قائلاً: انني كنت أطيل النظر اليه وكأني رأيته قبل هذا فلما غاب تذكرت أنه هو الشخص الذي جاءني في الحلة ويشير السيد هنا الى قضية سابقة زار فيها الامام المهدي ارواحنا فداه مجلس درس السيد القزويني في الحلة ثم قال رضوان الله عليه اما عشيرة عنزة فلم نرى منهم أحدا بل رأينا غبرة شديدة مرتفعة في البر ووصلنا كربلاء خلال ساعة فوجدنا الحراس على ياب البلد فسألونا من اين جئتم وكيف وصلتم وأين صارت عشرة عنزة فقال أحد الفلاحين من اهل المنطقة بينما رجال عشيرة عنزة جلوس في خيامهم واذا بفارس بيده رمح طويل فصاح بهم وانذرهم بالدمار والهلاك ان تعرضوا لزوار فألقى الله الخوف في قلوبهم وتركوا المنطقة فوراً يقول السيد فسألت ذلك الفلاح عن وصف ذلك الفارس فوصفه لي فاذا هو نفسه الذي رأيته عند نهر الهندية.
المذيع: ولنختم هذا اللقاء ايها الأخوة والاخوات بهذا المقطع من دعاء الصادق لسليلة المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وكان يعقب به لصلاة الظهر، اللهم وأنجز لوليك وابن نبيك الداعي اليك وباذنك وأمينك في خلقك وعده اللهم أيده بنصرك وقوي اصحابه وصبرهم واجعل لهم من لدنك سلطاناً نصيراً وعجل فرجه يا أرحم الراحمين اللهم آمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

*يمكن الاستفادة من البرنامج مع ذكر المصدر

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة