البث المباشر

مسؤولية حديثي الغدير والثقلين

الأربعاء 30 يناير 2019 - 11:37 بتوقيت طهران

الحلقة 153

قراءة منصفة للتعرف على فريد من النور الهادي الفسيح، انها قراءة في الهواء الطلق وها نحن نواصل معاً هذه القراءة الكاشفة.
المكان على الطريق بين مكة والمدينة على بعد ثلاثة اميال من الجحفة عند غدير ماء في وسط الصحراء يقال له غدير خم، هذا المكان ثم اختياره الهياً ليقيم الرسول (صلى‌ الله عليه وآله وسلم) الحجة على قريش ومن حولهم، بعد رجوعه من حجة الوداع في اواخر عمره الشريف على هذه الارض واختيار هذا المكان في هذه المنطقة الصحراوية الامن بعض الشجر انما كان لابلاغ حكم نازل على النبي (صلوات الله وسلامة عليه وعلى آله) فيكون المكان متميزاً للاعلان عن حكم متميز فريد، هو الذي تحمله الآية الكريمة من سورة المائدة «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ» الاية الشريفة تدل على ان امراً الهياً قد نزل على النبي، قال المفسرون قوله «وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ» تفيد التهديد في ظاهرها وتفيد اعلامه واعلام غيره بما لهذا الحكم من الاهمية، فالكلام في صورة التهديد في بيان اهمية الحكم بحيث ان هذا الحكم لو لم يصل الى الناس ولم يرع حقه كان كأن لم يرع حق اي شيء من اجزاء‌ الدين.

روى مسلم عن زيد بن ارقم قال، قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً فينا خطيباً في ماء‌ يدعى خماً بين مكة والمدينة فحمد الله واثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال «اما بعد الا ايها الناس فأنما انا بشر يوشك ان يأتي رسول ربي فأجيب وانا تارك فيكم ثقلين اولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: «اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي، اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي» اجل ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو موشك على الرحيل من هذه الدنيا اوصى بالطريق الذي يوصل الى الحق والسعادة الحقيقية.
وروى النسائي بزيادة: «اني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي فأنظروا كيف تخلفوني فيهما فأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»، ثم قال «الله مولاي وانا ولي كل مؤمن» ثم اخذ بيد علي وقال «من كنت مولاه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»وتفيد الروايات ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد ان اخذ البيعة لعلي (عليه السلام) عقب اعلان الغدير كان يعمد الى كل من دخل خيمته او من يراه في منطقة الغدير فيذكره قال جابر بن عبد الله الانصاري رضوان الله عليه: كنا بالجحقة بغدير خم وثم ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار فخرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من خبأ او فسطاط فأشار بيده ثلاثاً فأخذ بيد علي فقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه».
ان اعلان الولاية لعلي (عليه السلام) لم يقتصر على ظهيرة يوم غدير خم بل كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد خطبته ينتقل من قبيلة الى قبيلة على امتداد الغدير وهم ايضاً جاءوا اليه في خيمته وقد ذكرهم رسول الله (صلوات الله وسلامه عليه) وعلى آله واخذ البيعة لعلي وكما اقيمت الحجة على كل من شهد الغدير، كما اقيمت على من لم يشهده في مناسبات شتى ومواضع متعددة، ذكر الناس فيها بضرورة تولي امير المؤمنين علي (عليه السلام) وضرورة محبته والتسليم له.
عن بريدة الاسلمي قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) «يا بريدة الست اولى بالمؤمنين من انفسهم قلت بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه» وفي لفظ آخر «من كنت وليه فعلي وليه».
وفي رواية قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم «لا تقعوا في علي فأنه مني وانا منه وهو وليكم بعدي وانه مني وانا منه وهو وليكم بعدي» ومن اجل ان يكتمل تصور هو وليكم بعدي ويرسخ في الاذهان قال رسول الله من سورة المائدة في علي بن ابي طالب « إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ» والى لقاء آخر شكراً لحسن متابعتكم ودمتم بألف خير.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة