احتجاجه
إن من وظائف الإمامة إدلاء الحجج والبراهين القويمة على الحقائق الناصعة تثبيتاً للعقائد وإقامة للبرهنة الصادقة على المعارف الأهلية وتدعيماً للحق الجلي ودحض الأباطيل واكتساح الشبه وقمع جذور التشكيك وقلع بذوره حتى لا تربك بهرجة الباطل وزبرجة التحوير ضعفاء الأمة فتوقعهم في مساقط الجهل وتتلاعب بهم الأهواء المردية وكل واحد من أئمة الهدى جاء من هذا النوع بالشيء الكثير اقتضته ظروفه والإمام السجاد (عليه السلام) مع احتفافه بسياسة قاسية وسيوف بني أمية تقطر من دمائهم الزاكية جاء عنه بما فيه بلغة المسترشد وهداية المتعنت بأوضح بيان وأجلى برهان ، ومن احتجاجه على خصومه:
1- شاجره رجل في مسألة من الفقه فقال له لو صرت إلى منازلنا لأريناك آثار جبرائيل في رحالنا أيكون أحد أعلم بالسنة منا(1).
2- سأله رجل عما فضلوا به على الناس وسادوهم فقال (عليه السلام) الناس كلهم لا يخلون من ثلاث رجل أسلم على يد جدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهو مولانا ونحن سادته وإلينا يرجع بالولاء ورجل قاتلنا فقتلناه ومضى إلى النار ورجل أخذنا منه الجزية عن يد وهو صاغر ولا رابع لهم فأي فضل لم نحزه وشرف لم نختص به(2).
3- مر عليه السلام على الحسن البصري وهو يعظ الناس بمنى فقال عليه السلام يا هذا أسألك عن الحال التي أنت عليها مقيم أترضاها لنفسك فيما بينك وبين الله تعالى إذا نزل بك الموت قال لا فقال (عليه السلام) أفتحدث نفسك بالتحول والانتقال عن الحال التي لا ترضاها لنفسك إلى الحال التي ترضاها فأطرق الحسن البصري ملياً ثم قال إني أقول ذلك بلا حقيقة فقال (عليه السلام) أفترجو نبياً بعد محمد (صلى الله عليه وآله) تكون لك معه سابقة قال لا فقال(عليه السلام) أفترجو داراً غير الدار التي أنت فيها ترد إليها فتعمل فيها قال لا فقال(عليه السلام) أرأيت أحداً به مسكة عقل رضي لنفسه من نفسه بهذا إنك على حال لا ترضاها ولا تحدث نفسك بالانتقال إلى حال ترضاها على حقيقة ولا ترجو نبياً بعد محمد(صلى الله عليه وآله) ولا داراً غير الدار التي أنت فيها فترد إليها وتعمل فيها وأنت تعظ الناس ثم انصرفَ(عليه السلام) عنه فسأل الحسن البصري عنه قيل له أنه علي بن الحسين فقال هو من أهل بيت علم وارتفع عن الوعظ(3).
4- روى علي بن هاشم بن البريد عن أبيه أن رجلاً سأل علي بن الحسين(عليه السلام) مسائل فأجابه عنها ثم عاد يسأل مثلها فقال (عليه السلام) له مكتوب في الإنجيل لا تطلبوا علم ما لا تعلمون ولما تعلموا بما علمتم فإن العلم إذا لم يعمل به لم يزدد صاحبه إلا كفراً ولم يزدد من الله بعداً(4).
5- روى أبو عبد الله الصادق(عليه السلام) أن عباد البصري لقي علي بن الحسين (عليه السلام) في طريق مكة فقال له يا علي تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحج ولينه وقد قال الله عز وجل: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم) فقال له علي بن الحسين أتم الآية فقال( التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين) فقال علي ين الحسين (عليه السلام) إذا رأيت هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج(5).
6- روى الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام) إن علي بن الحسين (عليه السلام) سئل عن الصمد فقال: الصمد الذي لا شريك له ولا يؤده حفظ شيء ولا يعزب عنه شيء والذي لا جوف له والذي قد انتهى سؤدده والذي لا يأكل ولا يشرب والذي لا ينام والذي لم يزل ولا يزال وروى عاصم بن حميد أن علي بن الحسين(عليه السلام) سئل عن التوحيد فقال أن الله عزوجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون فأنزل الله قل هو الله أحد والآيات من سورة الحديد إلى قوله عليم بذات الصدور فمن رام وراء ذلك فقد هلك(6).
7- روى العياشي أن رجلاً جاء إلى علي بن الحسين(عليه السلام) فقال له أنت علي بن الحسين قال نعم فقال أبوك الذي قتل المؤمنين قال (عليه السلام) ويلك كيف قطعت على أبي أنه قتل المؤمنين قال الرجل بقوله إخواننا قد بغوا علينا فقاتلناهم على بغيهم قال(عليه السلام) ويلك أما قرأت قول الله: (وإلى مدين أخاهم شعيباً وإلى ثمود أخاهم صالحاً فكانوا إخوانهم في دينهم أو في عشيرتهم فقال الرجل إنهم إخوانهم في عشيرتهم) قال (عليه السلام) هؤلاء كانوا إخوانهم في عشيرتهم وليسوا إخوانهم في دينهم فقال الرجل لقد فرجت عني فرج الله عنك(7).
8- روى الطبرسي أن رجلاً قال لعلي بن الحسين (عليه السلام) أنكم أهل بيت مغفور لكم فغضب(عليه السلام) وقال أن الله تعالى يقول يا نساء النبي مرتين من يأت منكم بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين إلى قوله نؤتها أجرها مرتين ثم قال أنه يجري فينا كما أجرى في أزواج النبي(صلى الله عليه وآله) لمحسننا ضعفين من الأجر ولمسيئنا ضعفين من العذاب(8).
9- روى الباقر(عليه السلام) انه قيل لعلي بن الحسين يا ابن رسول الله كيف يعاتب الله هؤلاء الأخلاف على قبائح أسلافهم وهو سبحانه يقول (ولا تزروا وازرة وزر أخرى) فقال(عليه السلام) إن القرآن نزل بلغة العرب فهو يخاطب أهل اللسان فإنك ترى الرجل التميمي يقول أغرنا على قوم كذا وإنما غار عليهم ويقول العربي نحن فعلنا بنبي فلان كذا ونحن سبينا آل فلان ونحن خرجنا البلد الكذائي ولا يريد أنهم باشروا ذلك بأنفسهم وإنما يريد هؤلاء بالافتخار إن قومهم فعلوا كذا وهكذا قول الله عز وجل في هذه الآيات إنما هو توبيخ لأسلافهم وتوبيخ عذل لهؤلاء الموجودين لان هؤلاء الأخلاف رضوا بفعل أسلافهم ومصوبون لهم فجاز إن يقول أنتم فعلتم كذا أي أنكم رضيتم بقبيح أفعالهم.
10- جيء إليه برجل يزعم أنه قاتل أبيه وقد اعترف به ووجب عليه القصاص فسأله علي بن الحسين(عليه السلام) العفو ليعظم ثوابه فلم تطب نفس ابن المقتول بالعفو فقال عليه السلام إن كان لهذا القاتل عليك حق فهب له هذه الجناية واغفر له ذنبه فقال يا ابن رسول الله له علي حق لم يبلغ العفو عن قتل أبي فقال عليه السلام فماذا تريد منه قال أريد القود فإن أراد المصالحة صالحته وتركت القود لأجل حقه فقال (عليه السلام) ما حقه عليك قال أنه علمني توحيد الله ونبوة رسوله وإمامة علي والائمة عليهم السلام فقال السجاد(عليه السلام) ألم تر أن هذا ليفي بدماء أهل الأرض كلهم من الأولين والآخرين سوى الأنبياء والأئمة أن قتلوا فإنه لا يفي بدمائهم شيء.
11- كان صلوات الله عليه يذكر حال من مسخهم الله قردة من بني إسرائيل ويحكي قصتهم فلما بلغ آخرها قال إن الله تعالى مسخ أولئك القوم لاصطيادهم السمك فكيف عند الله عز وجل حال من قتل أولاد رسول الله وهتك حريمه إن الله وإن لم يمسخهم في الدنيا فإن المعد لهم من عذاب الآخرة أضعاف عذاب المسخ فقيل له يا بن رسول الله فإنا قد سمعنا هذا الحديث فقال لنا بعض النصاب إن كان قتل الحسين باطلاً فهو أعظم عند الله من صيد السمك أفلا غضب الله على قاتليه كما غضب على صائدي السمك فقال (عليه السلام): قل لهم معاصي إبليس أعظم من معاصي من كفر بإغوائه فاهلك الله من شاء منهم كقوم نوح وفرعون ولم يهلك إبليس وهو أولى بالهلاك فما باله سبحانه وتعالى أهلك الذين قصروا عن إبليس في عمل الموبقات وأمهل إبليس مع إيثاره لكشف المحرمات أما كان ربنا سبحانه حكيماً في تدبيره أهلك هؤلاء بحكمته واستبقى فكذلك هؤلاء الصائدون يوم السبت والقاتلون الحسين(عليه السلام) يفعل في الفريقين ما يعلم أنه أولى بالصواب والحكمة لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
12- حديث ثابت البناني قال كنت حاجا مع جماعة من عباد البصرة فيهم أيوب السجستاني وصالح المري وعبتة الغلام وحبيب الفارسي ومالك بن دينار فلما دخلنا مكة وجدنا أهلها في شدة من قلة الماء ففزعوا إلينا يطلبون الاستسقاء فأتينا الكعبة وطفنا بها وتضرعنا إلى الله تعالى فلم يستجب لنا وبيننا نحن على هذا إذ أقبل فتى قد كربته أحزانه فقال لنا: أما فيكم أحد يحبه الرحمن. قلنا له: علينا الدعاء وعليه الإجابة. فقال: لو كان فيكم من يحبه لا جابه ثم أتى الكعبة وخرسا جداً وسمعناه يقول في سجوده سيدي بحبك لي إلى سقيتهم الغيث فما استتم كلامه حتى هطلت السماء كأفواه القرب فقلنا يا فتى من أين علمت أنه يحبك فقال لو لم يحبني لمن يستزرني فلما استزارني علمت أنه يحبني فسألته بحبه لي فأجابني ثم أنشأ:
من عرف الرب فلم تغنه
معرفة الرب فذاك الشقي
ما ضر في الطاعة ما ناله
في طاعة الله وماذا لقي
ما يصنع العبد بغير التقى
والعز كل العز للمتقي(9)
13- يتحدث أصحاب أبي جعفر الباقر(عليه السلام) أن محمد بن الحنفية أجتمع بمكة حتى علي بن الحسين وقال له إنك قد علمت أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أوصى بالإمامة من بعده إلى أمير المؤمنين ثم إلى الحسن ثم إلى الحسين(عليهم السلام) وقد قتل أبوك ولم يوص وأنا عمك و صنو أبيك ولولادتي من علي(عليه السلام) وتقدمي في السن أكون أحق بالإمامة فلا تنازعني في الوصية والإمامة فقال له زين العابدين اتق الله يا عم لا تدع ما ليس لك بحق إني أعظك أن تكون من الجاهلين أن أبي (عليه السلام) أوصى إلي قبل أن يتوجه إلى العراق وعهد إلي قبل أن يستشهد بساعة وهذا سلاح رسول الله(صلى الله عليه وآله) عندي فلا تتعرض لهذا الأمر فإني أخاف عليك نقص العمر وتشتيت الحال إن الله تعالى جعل الإمامة في عقب الحسين(عليه السلام) فإذا أردت أن تعلم صحة ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الأسود نتحاكم إليه ونسأله أن يقر بالإمام بعد الحسين(عليه السلام) فقبل محمد بن الحنفية وانتهيا إلى الحجر الأسود فقال زين العابدين لمحمد ابدأ أنت وابتهل إلى الله تعالى في أن ينطق الحجر فيشهد لك بالإمامة فتقدم محمد ابن الحنفية وابتهل إلى الله سبحانه في أن ينطق الحجر فلم يجبه بشيء أبداً وتقدم علي بن الحسين(عليه السلام) وقال اللهم إني أسألك باسمك المكتوب في سرادق المجد وأسألك باسمك المكتوب بسرادق البهاء وأسألك باسمك المكتوب في سرادق الجلال وأسألك باسمك المكتوب في سرادق العزة وأسألك باسمك المكتوب في سرادق القدرة وأسألك باسمك المكتوب في سرادق السر السابق والفائق الحسن الجميل رب الملائكة الثمانية ورب العرش العظيم والعين التي لا تنام وبالاسم الأكبر الأكبر وبالاسم الأعظم الأعظم الأعظم المحيط المحيط المحيط بملكوت السماوات والأرض وبالاسم الذي أشرقت به الشمس وأضاء به القمر وسجرت به البحار ونصبت به الجبال وبالاسم الذي قام به العرش والكرسي وبأسمائك المكرمات المقدسات والمكنونات المخزونات في علم الغيب عندك أسألك بذلك كله أن تصلي على محمد وآل محمد(10) لما أنطقت هذا الحجر بلسان عربي فصيح يخبر بالإمامة بعد الحسين بن علي(عليه السلام)(11) فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن مكانه ونطق بصوت فصيح عربي سمعه كل من حضر اللهم أن الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) لك يا علي بن الحسين على محمد بن الحنفية وعلى جميع من في الأرض والسماء وإنك مفترض الطاعة فاسمع يا محمد وأطع.
فقال محمد بن الحنفية سمعاً وطاعة يا حجة الله في أرضه وسمائه وانصرف ابن الحنفية مذعناً بإمامة زين العابدين على الناس أجمعين(12).
وفي حديث آخر أن السجاد(عليه السلام) فيما احتج به على ابن الحنفية أن يأتيا المقابر فمضياً معاً وانتهيا إلى قبر صاحبه قريب العهد فقال(عليه السلام) لمحمد سل صاحب هذا القبر عمن يستحق الإمامة بعد الحسين(عليه السلام) فلم يفعل ابن الحنفية وطلب من الإمام أن يسأله فدعا علي بن الحسين ربه تعالى ثم دعا صاحب القبر فانكشف القبر عن رجل ينفض التراب عن رأسه وهو يقول الحق لعلي بن الحسين(عليه السلام) دونك يا محمد فوقع ابن الحنفية على رجل علي بن الحسين يقبلها ويلوذ به ويطلب منه العفو عما صدر منه(13).
أن جلالة ابن الحنفية وتبصره في الدين لم تكن محل التشكيك فإنه ممن شهد وصية أبيه أمير المؤمنين بأن الإمام بعده الحسن ثم الحسين وبعده ابنه زين العابدين ثم ابنه لم تخف عليه نصوص الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) ووصيه المقدم وأخويه الإمامين على من يستحق هذا الأمر بعد الحسين ولكنه في هذه المخاصمة وغيرها أراد أن يعرف الأمة طريق رشدها بشهادة مثل هذه الصخرة الصماء التي لا تبصر ولا تسمع لكونها أوقع في النفوس وأبلغ في دفع الريب بعد أن كانت من الله تعالى يختارها لمن شاء من عباده معلناً به على لسان رسوله الأمين.
أجوبته
1- سئل (عليه السلام) عن العصبية فأجاب:
العصيبة هي التي يأثم عليها صاحبها فيرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه ولكن العصبية أن يعين قومه على الظلم(14).
العصبية هي التي فرقت بين العرب في الماضي وما زالت موجودة عند العرب وعند غيرهم في عصرنا الحاضر، عند الدول التي تسمي نفسها متحضرة حيث تجدها بأبشع صورها وأشكالها.
ففي أمريكا مثلاً تمثلت العصبية البغيضة بين البيض والسود فصاحب البشرة السوداء محروم من كافة حقوقه التي يتمتع بها المواطن الأمريكي الآخر صاحب البشرة البيضاء، وكل ذنبه أن خلقه وشكله يختلفان عن خلق وشكل المواطن الأمريكي الأبيض كل ذلك بسبب العصبية البغيضة التي لا تقيم وزناً للإنسان في إنسانيته وكرامته وحريته.
أين هؤلاء من تعاليم الإسلام الإنسانية النبيلة؟ أين هؤلاء من الأخوة التي نادى بها الإسلام وطبقها المسلمون المؤمنون؟ يعتمد الإسلام في ميزانه العادل على مقياس تشريعي إلهي يقدر ما للمخلوق من حقوق فردية لا ينازعه فيها منازع، ويفرض عليه واجبات عليه تأديتها كاملة غير منقوصة.
قال الله تعالى في كتابه العزيز: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوة بين أخويكم)(15).
وقال الرسول الأكرم: (لا فرق بين عربي وأعجمي ولا بين أسود وأبيض إلا بالتقوى) فالتقوى في الإسلام هي الميزان فقط.
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لمالك الأشتر قبل أن يتجه والياً على مصر: (... فإن لم يكونوا إخوة لك في الدين فهم أسوة لك في الخلق).
والإمام زين العابدين هو حفيد أمير المؤمنين سار على خطى أبيه وجده (عليهما السلام)، فقد رفض العصبية لأنها تفرق بين الناس وتوهن العلاقات الاجتماعية في المجتمع الواحد.
أما العصبية لقومه عندما يعينهم على الظلم فيبعدهم عنه ويمنعهم ليكونوا من الظالمين. لكن إذا أحبهم فهذا ليس من العصبية في شيء لأن بالمحبة تعمر الأوطان ويسعد بنو الإنسان ويعيش كل فرد وجماعة بسلم وأمان.
2- وسئل (عليه السلام): أي الأعمال افضل عند الله تعالى؟ فقال (عليه السلام): ما من عمل بعد معرفة الله ومعرفة رسوله أفضل من بغض الدنيا، وإن لذلك شعباً كثيرة وإن للمعاصي شعباً، فأول ما عصي الله به الكبر، وهو معصية إبليس حتى أبى واستكبر وكان من الكافرين.
والحسد وهو معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله، فتشعب من ذلك حب النساء، وحب الدنيا، وحب الرئاسة، وحب الراحة، وحب الكلام، وحب العلو، وحب الثروة، فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا، فقال الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك: حب الدنيا رأس كل خطيئة، والدنيا دنيا بلاغ ودنيا ملعونة(16).
والمراد من حب الدنيا الانغماس فيها والتلهي بملذاتها عن عبادة الله تعالى؛ علماً أن فيها ما يحصل به مرضاة الله عز وجل ويبلغ به إلى الآخرة وتدفع به الضرورة والكفاف لكل من عمل عملاً متقناً صالحاً يفيد نفسه ويفيد الآخرين.
والمراد من لعن الدنيا عندما تبعد الإنسان عن نيل السعادة وكسب الرحمات الإلهية.
وما أكثر الذين يحبون الدنيا في أيامنا هذه فانغمسوا بملذاتها ونسوا نعم الله، وجمعوا المال وبنوا الدور والقصور وعاشوا ليومهم فإذا أتت ساعتهم ندموا وتحسروا، ولات ساعة مندم.
3- الأخذ بالجوهر وليس بحسن المنظر:
سئل عن ذلك (عليه السلام) فأجاب: إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه وتمادى في منطقة وتخاضع في حركاته فرويداً لا يغرنكم فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا وركوب الحرام منها لضعب نيته ومهانته وجبن قلبه، فنصب الدين فخاً لها فهو لا يزال يختل الناس بظاهره فإن تمكن من حرام اقتحمه، وإذا وجدتموه يعف عن المال الحرام فرويداً لا يغرنكم فإن شهوات الخلق مختلفة فما أكثر من يتأبى عن الحرام وإن كثر ويحمل على نفسه شوهاء قبيحة فيأتي فيها محرماً.
فإذا رأيتموه كذلك فرويداً لا يغرنكم حتى تنظروا عقدة عقله فما أكثر من ترك ذلك أجمع ثم لا يرجع إلى عقل متين فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله.
فإذا وجدتم عقله متيناً فرويداً لا يغرنكم حتى تنظروا أيكون هواه على عقله أم يكون عقله على هواه وكيف محبته للرياسة الباطلة وزهده فيها فإن في الناس من يترك الدنيا للدنيا ويرى أن لذة الرياسة الباطلة أفضل من رياسة الأموال والنعم المباحة المحللة، فيترك ذلك أجمع طلباً للرياسة حتى إذا قيل له: اتق الله، أخذته العزة بالإثم! فحسبه جهنم وبئس المهاد فهو يخبط خبط عشواء يقوده أول باطله إلى أبعد غايات الخسارة ويمد به بعد طلبه لما لا يقدر في طغيانه، فهو يحل ما حرم الله ويحرم ما أحل الله لا يبالي ما فات من دينه إذا سلمت له الرياسة التي شقي من أجلها فأولئك الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذاباً أليماً.
بعد أن حذرنا (عليه السلام) من هذا النوع من الرجال الذين أحبوا الرياسة الباطلة وأخذتهم العزة بالإثم فغضب الله عليهم ولعنهم دعانا لنقتدي بالرجل الذي جعل هواه تبعاً لأمر الله فقال: ولكن الرجل كل الرجل الذي جعل هواه تبعاً لأمر الله وقواه مبذولة في قضاء الله يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الأبد مع العز في الباطل ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها يؤديه إلى دوام النعيم في دار لا تبيد ولا تنفد وإن كثيراً ما يلحقه من سرائها إن اتبع هواه يؤديه إلى العذاب.
4- وسئل (عليه السلام) عن يوم القيامة فقال:
(إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين، وجمع ما خلق في صعيد واحد، ثم نزلت ملائكة السماء الدنيا وأحاطت بهم صفاً، وضرب حولهم سرادق من النار، ثم نزلت ملائكة السماء الثانية فأحاطوا بالسرادق، ثم ضرب حولهم سرادق من نار، ثم نزلت ملائكة السماء الثالثة فأحاطوا بالسرادق، ثم ضرب حولهم سرادق من نار، حتى عد ملائكة سبع سماوات وسبع سرادقات، وصعق الرجل فلما أفاق قيل له: يا بن رسول الله فأين علي وشيعته؟.
قال: على كثبان المسك يؤتون بالطعام والشراب، لا يحزنهم ذلك(17).
ولما بين (عليه السلام) أهوال يوم القيامة والقصاص من الظالم للمظلوم قام رجل وقال: يا بن رسول الله إذا كان للمؤمن على الكافر مظلمة فأي شيء يأخذ منه وهو من أهل النار؟ فقال (عليه السلام): يطرح عن المسلم من سيئاته بقدر ما له على الكافر، فيعذب الكافر بها مع عذابه بكفره.
قال: فإن كان للمسلم على المسلم مظلمة فما يأخذ منه؟ فقال (عليه السلام): يؤخذ من حسنات الظالم ويدفع للمظلوم وإن لم يكن حسنات يؤخذ من سيئات المظلوم على الظالم(18).
جواب مسدد كامل شامل لا يشوبه شائبة يعبر تعبيراً سليماً عن رأي قائله، والإمام السجاد كعادته في كل أجوبته، ولا غرو فهو إمام معصوم من جامعة أهل البيت مؤهل بعلوم خاصة علوية تزود بها من أبيه وجديه (عليهم السلام)، وهكذا كان شأن الأئمة المعصومين الذين أتوا بعده. لقد أوجدهم الله جل شأنه رحمة للعالمين وقيضهم أعلاماً يقتدى بهم ويقتفى أثرهم، فبهم قامت الدعوة الإسلامية وبهم تطورت الحياة الاجتماعية.
5- سئل (عليه السلام): لم أوتم النبي (صلى الله عليه وآله) من أبويه؟ فقال (عليه السلام): لئلا يوجب عليه حق لمخلوق(19).
وقيل له: ما أشد بغض قريش لأبيك؟ فقال (عليه السلام): لأنه أورد أولهم النار، وألزم آخرهم العار(20).
6- وبعد وقعة كربلاء رجع (عليه السلام) إلى المدينة فوقف عليه إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله فقال متشمتاً: من الغالب؟ قال (عليه السلام): إذا دخل وقت الصلاة فأذن وأقم تعرف الغالب(21).
7- روى الإمام الباقر (عليه السلام) أن الزهري، محمد بن مسلم بن شهاب، دخل على الإمام زين العابدين (عليه السلام) كئيباً حزيناً فقال له: ما بالك مغموماً؟ قال: يا بن رسول الله فما امتحنت من حساد نعمي والطامعين فيّ ممن أرجوه ومن أحسنت إليه فيخلف ظني.
فقال علي بن الحسين (عليه السلام): احفظ عليك لسانك تملك به إخوانك, قال الزهري: إني أحسن إليهم بما يبدر من كلامي.
فقال (عليه السلام): هيهات، هيهات إياك أن تعجب بذلك وإياك أن تتكلم بما يسبق إلى القلوب إنكاره وإن كان عندك اعتذاره فليس كل ما تسمعه شراً يمكنك أن توسعه عذراً.
يا زهري من لم يكن عقله من أكمل ما فيه كان هلاكه من أيسر ما فيه. يا زهري عليك أن تجعل المسلمين منك بمنزلة أهل بيتك، فكبيرهم بمنزلة والدك وتربك منهم بمنزلة أخيك فأي هؤلاء تحب أن تظلم، وأي هؤلاء تحب أن تدعو عليه، وأي هؤلاء تحب أن تهتك ستره. وإن عرض لك إبليس لعنه الله بأن لك فضلاً على أحد من أهل القبلة فانظر إن كان أكبر منك، فقل قد سبقني بالإيمان والعمل الصالح، فهو خير مني، وإن كان أصغر منك فقل قد سبقته بالمعاصي والذنوب فهو خير مني، وإن كان تربك فقل أنا على يقين من ذنبي وفي شك من أمره، فما لي أدع يقيني لشكي. وإن رأيت المسلمين يعظمونك ويوقرونك ويبجلونك فقل هذا فضل أخذوا به، وإن رأيت منهم جفاءً وانقباضاً فقل هذا لذنب أحدثته فإنك إذا فعلت ذلك سهل الله عليك عيشك وكثر أصدقاؤك وقل أعداؤك وفرحت بما يكون من برهم ولم تأسف على ما يكون من جفائهم.
ثم تابع قائلاً (عليه السلام):
واعلم أن أكرم الناس من كان خيره عليهم فائضاً وكان عنهم مستغنياً متعففاً، وأكرم الناس عليهم من كان مستعففاً عنهم وإن كان إليهم محتاجاً فإنما أهل الدنيا يتعقبون الأموال فمن لم يزدحمهم فيما يتعقبونه كرم عليهم ومن لم يزاحمهم ومكنهم من بعضها كان أعز وأكرم(22).
8- قال الزهري: دخلت على علي بن الحسين فقال لي: يا زهري من أين جئت؟
قلت: من المسجد.
قال: فيم كنتم؟
قلت: تذاكرنا أمر الصوم، فاجتمع رأيي ورأي أصحابي على أنه ليس من الصوم واجب إلا صوم شهر رمضان. فقال: يا زهري ليس كما قلتم، إن الصوم على أربعين وجهاً. فعشرة أوجه منها واجبة كوجوب شهر رمضان وعشرة أوجه منها صيامهن حرام، وأربعة عشر وجهاً منها صاحبها بالخيار، إن شاء صام وإن شاء أفطر وصوم الإذن على ثلاثة أوجه: صوم التأديب وصوم الإباحة وصوم السفر والمرض.
قلت: فسرهن لي جعلت فداك.
قال (عليه السلام): أما الواجب: فصيام شهر رمضان، وصيام شهرين متتابعين لمن أفطر يوماً من شهر رمضان متعمداً. وصيام شهرين متتابعين في قتل الخطأ لمن لم يجد العتق واجب، قال عز وجل: (ومن قتل مؤمناً خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله.. فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله) (النساء: 92)، وصيام شهرين متتابعين في كفارة الظهار لمن لم يجد العتق واجب، قال الله تبارك وتعالى: (والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من بل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير) (المجادلة: 2)، وصيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين واجب لمن لم يجد إلا طعام، قال الله تبارك وتعالى: (فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم) (المائدة: 79)، كل ذلك متتابع وليس بمتفرق.
وصيام أذى الحلق واجب، حلق الرأس. قال الله تبارك وتعالى: (فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) (البقرة: 196)، وصاحبه فيها بالخيار وإن صام ثلاثاً.
وصوم دم المتعة واجب لمن لم يجد الهدي، قال الله تبارك وتعالى: (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة) (البقرة: 196).
وصوم جزاء الصيد واجب. قال الله تبارك وتعالى: (ومن قتله منكم متعمداً فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هدياً بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياماً ليذوق وبال أمره..) (المائدة: 95).
ثم قال (عليه السلام): أوتدري كيف يكون عدل ذلك صياماً يا زهري؟ فقلت: لا أدري.
قال: تقوّم الصيد قيمة، ثم تفض تلك القيمة على البر، ثم يكال ذلك البر أصواعاً فيصوم لكل نصف صاع يوماً.
وصوم النذر واجب وصوم الاعتكاف واجب.
وأما الصوم الحرام: فصوم يوم الفطر، وصوم الأضحى وثلاثة أيام من أيام التشريق، وصوم يوم الشك أمرنا به ونهينا عنه، أمرنا به أن نصومه مع شعبان ونهينا أن ينفرد الرجل بصيامه في اليوم الذي يشك فيه الناس.
قلت: جعلت فداك فإن لم يكن صام من شعبان شيئاً كيف يصنع؟
قال: ينوي ليلة الشك أنه صائم من شعبان، فإن كان من أشهر رمضان أجزأ عنه، وإن كان من شعبان لم يضر.
قلت: وكيف يجزي صوم تطوع عن فريضة.
قال: لو أن رجلاً صام يوماً من شهر رمضان تطوعاً وهو لا يدري ولا يعلم أنه من شهر رمضان، ثم علم بعد ذلك أجزأ عنه، لأن الفرض إنما وقع على اليوم بعينه وصوم الوصال حرام، وصوم الصمت حرام، وصوم النذر للمعصية حرام، وصوم الدهر حرام(23).
وأما الصوم الذي صاحبه فيه بالخيار: فصوم يوم الجمعة والخميس والاثنين، وصوم أيام البيض، وصوم ستة أيام من شوال بعد شهر رمضان، ويوم عرفة، ويوم عاشوراء كل ذلك صاحبه فيه بالخيار، إن شاء صام، وإن شاء أفطر.
وأما صوم الإذن: فإن المرأة لا تصوم تطوعاً إلا بإذن زوجها والعبد لا يصوم تطوعاً إلا بإذن سيده، والضيف لا يصوم تطوعاً إلا بإذن صاحبه، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فمن نزل على قوم فلا يصومن تطوعاً إلا بإذنهم.
وأما صوم التأديب: فإنه يؤمر الصبي إذا راهق بالصوم تأديباً وليس بفرض، وكذلك من فطر لعلة من أول النهار ثم قوي بعد ذلك أمر بالإمساك بقية يومه تأديباً وليس بفرض وكذلك المسافر إذا أكل من أول النهار ثم قدم أهله أمر بالإمساك بقية يومه تأديباً وليس بفرض؟
وأما صوم الإباحة: فمن أكل أو شرب أو تقيأ من غير تعمد فقد أباح الله ذلك له وأجزأ عنه صومه.
وأما صوم السفر والمرض: فإن العامة اختلفت فيه، فقال قوم: يصوم. وقال قوم: لا يصوم، وقال قوم: إن شاء صام وإن شاء أفطر. وأما نحن فنقول: يفطر في الحالين جميعاً فإن صام في السفر أو في حال المرض فعليه القضاء في ذلك لأن الله عز وجل يقول: (فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر)(24) (البقرة: 184).
9- ومن تفسيراته لآي الذكر الحكيم قال في تفسير قوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) (البقرة: 179).
(ولكم) ينادي أمة محمد، (في القصاص حياة) ذلك أن من هم بالقتل وعرف أنه يقتص منه يكف عن القتل، فكان ذلك حياة للذي هم بقتله، وحياة لهذا الجاني الذي أراد أن يقتل، وحياة لغيرهما من الناس إذا علموا أن القصاص واجب فلا يجسرون على القتل مخافة القصاص.
(يا أولي الألباب) يا ذوي العقول. لعلكم تتقون: لعلكم ترجعون إلى الخط السليم وتتقون الله تعالى.
10- قال سعيد بن المسيب: سألت علي بن الحسين (عليهما السلام) عن رجل ضرب امرأة برجله فطرحت ما في بطنها ميتاً.
فقال (عليه السلام): إذا كان نطفة فإن عليه عشرين ديناراً، وهي التي وقعت في الرحم، واستقرت فيه أربعين يوماً.
وإن طرحت وهو علقة، فإن عليه أربعين ديناراً، وهي التي وقعت في الرحم واستقرت فيه ثمانين يوماً.
وإن طرحته مضغة فإن عليه ستين ديناراً، وهي التي وقعت في الرحم واستقرت فيه مائة وعشرين يوماً.
وإن طرحته وهو نسمة مخلقة، له لحم وعظم، مرتل الجوارح وقد نفخ فيه روح الحياة والبقاء، فإن عليه دية كاملة(25).
لقد ذكر (عليه السلام) جميع الأحوال التي يمر بها الجنين من النطفة إلى الولادة ولم يترك واحدة منها، ولا غرو فهو إمام معصوم لا يسهى ولا ينسى.
وسئل (عليه السلام): من أعظم الناس خطراً؟
فقال: من لم ير الدنيا خطراً لنفسه(26).
11- وعن أبي مالك قال: قلت لعلي بن الحسين (عليه السلام): أخبرني بجميع شرائع الدين.
قال: قول الحق، والحكم بالعدل، والوفاء بالعهد(27).
فتأمل معي هداك الله إلى هذا الإيجاز وهذه البلاغة وهذا التكثيف في المعنى والبعد في الدلالة، والإحاطة الشاملة بتسديد الجواب، والتسلسل المنطقي.
فالذي يقول الحق ويعرف حدوده لابد وأن يحكم بالعدل ويعلم أصوله وقواعده لابد وأن يفي بالعهد.
والذي يفي بالعهد ويحكم بالعدل ويقول الحق لابد وأن يكون من المؤمنين الصالحين الذين كسبوا رضا الله بأعمالهم الصالحة. وسمعوا قوله تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) (التوبة: 105).
1- نزهة الناظر ص 33.
2 - الفصول المختارة للسيد المرتضى ص 7 ج 1 ط أولى.
3 ـ نزهة الناظر ص 33.
4-الاحتجاج للطبرسي ص 171.
5- أصول الكافي على هامش مرآة العقول ج 1 ص 30.
6- الوافي ج 1 ص 81.
7 - تفسير البرهان ج 1 ص 361.
8- تفسير البرهان ج 2 ص 843.
9- الإحتجاج للطبرسي ص 170 ص 172.
10- الصحيفة الثانية ص 216 للحر العاملي.
11- كشف الغمة للأربلي ص 208.
12- حديث المخاصمة عند الحجر متكرر في الكتب رواه في الكافي باب ما يفرق المحق والمبطل في أمر الإمامة وبصائر الدرجات ص 147 ودلائل الإمامة ص 153 ومناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 249 إيران وأعلام الورى ص 153 وروضة الواعظين ص 169 والخرايج ص 47 ومختصر البصائر ص 14 و ص 170.
13- مدينة المعاجز ص 319 عن ثاقب المناقب.
14\ - كشف الغمة ص 207.
15 ـ الحجرات: الآية 10.
16 - أصول الكافي في باب ذم الدنيا وزين العابدين للمقرم ص 152 وأئمتنا لعلي محمد علي دخيل ص 304.
17 - بحار الأنوار ج 3 ص 242.
18 - زين العابدين للمقرم ص 145.
19 - كشف الغمة ص 207.
20 - أعيان الشيعة ج 4 ص 527 وكشف الغمة ص 207.
21 - زين العابدين للمقرم ص 370.
22 - زين العابدين للمقرم ص 160.
23 - صوم الوصال: أي يصوم يوماً وليلة، وصوم الصمت: أن ينوي أن يصوم ساكتاً، وصوم الدهر: محرم لأنه يتضمن صيام الأيام المحرمة كالأعياد.
24 - الخصال ص 537.
25 - المناقب ج 2 ص 259.
26 - فضائل الإمام علي للشيخ محمد جواد مغنية ص 219.
27 - الخصال ص 113.