واشار الجعفري إلى أن تحقيق أي تحسن في الوضع الإنساني يقتضي التعاون والتنسيق مع الدولة السورية والامتناع عن تسييس العمل الإنساني وعدول هذه الدول عن سياساتها القائمة على فرض إجراءات قسرية وشروط مسبقة على العمل الإنساني والتنموي.
وبين الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم عبر الفيديو حول الوضع الإنساني في سوريا أن سوريا قامت خلال الآونة الأخيرة منفردة تارة وبالتعاون مع عدد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تارات أخرى بتوجيه رسائل رسمية ونداءات إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء مجلس الأمن المتعاقبين للمطالبة بالعمل على رفع هذه الإجراءات الاقتصادية القسرية غير الشرعية التي تفرضها دول أعضاء في هذه المنظمة على الشعب السوري.
وأشار الجعفري إلى أنه في مقابل هذه المواقف فضلت الإدارة الأمريكية وحلفاؤها الإمعان في انتهاكاتهم للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وصكوك حقوق الإنسان وعمدوا خلال الشهرين الماضيين إلى إحباط أي مبادرات أو مشاريع قرارات تتضمن المطالبة بوضع حد للآثار السلبية التي تخلفها الإجراءات القسرية الانفرادية على إمكانية تصدي القطاع الصحي والخدمي في الدول المستهدفة لوباء كورونا.
وأوضح الجعفري أن سوريا أطلعت مجلس الأمن مراراً وتكراراً على مدى السنوات الماضية على الآثار الكارثية للإجراءات الاقتصادية القسرية على الحياة اليومية لـ 24 مليون سوري وعلى قدرة مؤسسات الدولة والقطاعات الصحية والاقتصادية والخدمية في سوريا على النهوض بمهامها بالشكل الأمثل وقد زاد وباء كورونا من جسامة الأعباء والتحديات التي تمثلها تلك الإجراءات وأبرز مجددا زيف الادعاءات التي تروج لها بعض الدول الغربية.
وأشار الجعفري إلى أن الإجراءات القسرية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة غير قانونية وهي محاولة للالتفاف على شرعية مجلس الأمن وتهدف إلى تقويض سيادة الدولة السورية، مبيناً أن آفاق الإمدادات الإنسانية والطبية الأوروبية والأمريكية إلى سوريا هي عند حدود الصفر بسبب فرض مجموعة واسعة من القيود والشروط المسبقة لهذه الإمدادات.
وجدد الجعفري التأكيد على موقف سوريا من مؤتمرات بروكسل للمانحين بأن هذه المؤتمرات مجرد فعاليات استعراضية دعائية تهدف لخدمة أجندات حكومات بعض الدول المنظمة لها والمشاركة فيها في تسييس العمل الإنساني وفرض شروطها المسيسة مشددا على أن سوريا لا تعترف بأي اجتماعات أو مبادرات تعقد حولها دون مشاركتها.
وبين الجعفري أن قوات الاحتلال التركي في شمال غرب سوريا وقوات الاحتلال الأمريكي في شمال شرق سوريا وفي منطقة التنف التي يقع ضمنها مخيم الركبان تواصل دعم التنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية العميلة لها وهو الأمر الذي أكدته اعترافات عدد من الإرهابيين المنتمين لتنظيم “داعش” والذين وقعوا في قبضة الجيش العربي السوري مؤخرا.
وأوضح الجعفري أن تنظيم “جبهة النصرة” والتنظيمات الإرهابية الشريكة له قاموا بإعادة تنظيم قواتهم في مناطق وجودها شمال غرب سورية لشن المزيد من الهجمات الإرهابية.
ولفت الجعفري إلى أن النظام التركي ينتهك مجددا التزاماته بموجب القانون الدولي والاتفاقيات الناظمة للمياه والأنهار الدولية من خلال إنشاء سد “اليسو” على مجرى نهر دجلة والبدء بملء بحيرة السد الصناعية وهو الأمر الذي سيحرم ملايين السوريين والعراقيين لسنوات من الاستفادة من مياه نهر دجلة
وأشار الجعفري إلى أن قوات الاحتلال الأمريكي حالت دون عمل الهلال الأحمر العربي السوري في مناطق شمال شرق سورية وسعت للاستعاضة عنه بتنظيمات غير شرعية لا يعترف بها الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر.
وقال الجعفري إن الأنكى من ذلك هو قيام النظام التركي بتأليب التنظيمات الإرهابية التابعة له ضد الهلال الأحمر العربي السوري وحثها على منع الوصول الإنساني من الداخل لخلق ذرائع لتمديد العمل عبر الحدود.