العالم الجليل المولى محمّد باقر سبزواري في (مفاتيح النجاة لطلب الرزق) عن الإمام
أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) عن آبائه عن الحسين ابن علي (عليه السلام) قال: كنت جالساً عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فأتى أعرابي وقال: يا أميرالمؤمنين إنّي رجل معيل لا مال لي، فقال: يا أخا العرب لِم لا تستغفر حتى تحسن حالك؟ فقال الأعرابي: أنا استغفر كثيراً ولا أرى تغييراً في حاليفقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أخا العرب إن الله يقول:
{اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَال وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّات وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً}.
أنا اُعلمك استغفاراً تستغفر به عند المنام إن الله عزّ وجل يوسع في رزقك ثم كتب الاستغفار وأعطاه الأعرابي وقال: إذا أخذت مضجعك وأردت النوم فاقرأ هذا الاستغفار وابك وإن لم تبك فتباك
قال الحسين (عليه السلام): لما كان العام القابل جاء الأعرابي وقال: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى أسبغ عليّ النعمة حتى ليس لي مكان أجمع فيه أباعري وأغنامي لكثرتها, قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أخا العرب اعلم فومنْ أرسل محمداً بالنبوة ما من عبد يستغفر بهذا الدعاء إلاّ أن الله تعالى يغفر له ذنوبه ويقض حوائجه المشروعة ويزيد ماله وأولاده ببركة قراءة هذا الاستغفار وهو هذا وقسمته الى 20 قسم :
بسم الله الرحمن الرحيم
1- اللّهم إني أستغفرك من كل ذنب قويَ عليه بدني بعافيتك، أو نالته قدرتي بفضل نعمتك، أو بسطت إليه يدي بسابغ رزقك، أو احتجبتُ فيه من الناس بسترك، أو اتّكلتُ فيه عند خوفي منه على أناتك، أو وثقت من سطوتك عليّ فيه بحلمك، أو عوّلتُ فيه على كرم عفوك. اللّهم إني أستغفرك من كل ذنب خنت فيه أمانتي، أو بخست بفعله نفسي أو احتطبتُ به على بدني، أو قدَّمتُ فيه يدي، أو آثرت فيه شهوتي، أو سعيتُ فيه لغيري، أو استغويت إليه من تبعني، أو كابرت فيه من منعني، أو قهرت عليه من عاداني، أو غلبتُ عليه بفضل حيلتي، أو احلت عليك مولاي فلم تغلبني على فعلي إذ كنت كارهاً لمعصيتي فحلمت عني لكن سبق علمك فيّ بفعلي ذلك لم تدخلني يا ربّ فيه جبراً، ولم تحملني عليه قهراً ولم تظلمني فيه شيئاً فأستغفرك له ولجميع ذنوبي.
2- اللّهم إنّي أستغفرك لكل ذنب تبتُ إليك منه وأقدمتُ على فعله فاستحييتُ منك وأنا عليه, ورهبتك وأنا فيه تعاطيته وعدت إليه.
اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب كتبته عليّ بسبب خير أردتُ به وجهك فخالطني فيه سواك، وشارك فعلي ما لا يخلص لك، أو وجب على ما أردتُ به سواك، وكثير من فعلي ما يكون كذاك.
3- اللّهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب بورك عليّ بسبب عهد عاهدتك عليه، أو عقد عقدته لك أو ذمة واثقت بها من أجلك لأحد من خلقك، ثمّ نقضت ذلك من غير ضرورة لزمتني فيه; بل استزلني إليه عن الوفاء به الأشر، ومنعني عن رعايته البطر.
4- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب رهبت فيه من عبادك، وخفت فيه غيرك، واستحييت فيه من خلقك، ثم أفضيت به فعلي إليك.
5- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب أقدمت عليه وأنا مستيقن أنّك تعاقب على ارتكابه فارتكبته.
6- اللّهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب قدّمت فيه شهوتي على طاعتك، وآثرت محبّتي على أمرك، وأرضيت فيه نفسي بسخطك وقد نهيتني عنه بنهيك وتقدّمت إليّ فيه باعذارك، واحتججت عليّ فيه بوعيدك
7- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب علمته من نفسي، أو ذهلته أو نسيته أو تعمدته أو أخطأته مما لا أشك أنك سائلي عنه، وأن نفسي مرتهنة به لديك، وإن كنتُ قد نسيته أو أغفلت نفسي عنه.
8- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب واجهتك به وقد أيقنت أنك تراني، وأغفلت أن أتوب إليك منه، أو نسيت أن أستغفرك له.
9- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب دخلت فيه وأحسنت ظني بك ألاّ تعذبني عليه، أو رجوتك لمغفرته لي فارتكبته، وقد عوّلت على حسن ظني بك ألاّ تعذبني عليه وأنك تكفيني منه.
10- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب استوجبت به منك ردّ الدعاء، وحرمان الإجابة، وخيبة الطمع، وانفساخ الرجاء.
11- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب يعقب الحسرة، ويورث الأسقام، ويعقب الضنا، ويوجب النقم، ويكون آخره حسرة وندامة.
12- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب مدحته بلساني، أو هشّت إليه نفسي، أو اكتسبته بيدي، وهو عندك قبيح تعاقب على مثله وتمقت من عمله.
13- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب خلوت به في ليل أو نهار حيث لا يراني أحد من خلقك، فميلت فيه من تركه بخوفك أو ارتكابه بحسن الظنّ بك، فسوّلت لي نفسي الإقدام عليه فواقعته وأنا صارف بمعصيتي لك فيه.
14- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب استقللته أو استصغرته أو استعظمته وتورطت فيه.
15- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب مايلت فيه على أحد من بريّتك أو زيّنته لنفسي، أو أومأت به إلى غيري ودلّلت عليه سواي، وأصررت عليه بعمدي، أو أقمت عليه بحيلتي.
16- اللّهم إني أستغفرك لكلّ ذنب استعنت عليه بحيلتي بشيء مما يراد به وجهك، أو يستظهر بمثله على طاعتك، أو يتقرب بمثله إليك، وواريت عن الناس ولبّست فيه كأني مريدك بحيلتي والمراد به معصيتك والهوى فيه متصرف على غير طاعتك.
17- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب كتبته عليّ بسبب عجب كان بنفسي، أو رياء أو سمعة، أو خيلاء أو فرح أو مرح، أو أشَر أو بطر، أو حقد أو حمية، أو غضب أو رضى، أو شح أو بخل، أو ظلم أو خيانة، أو سرقة أو كذب، أو لهو أو لعب، أو نوع من أنواع ما يكتسب بمثله من الذنوب ويكون باجتراحه العطب.
18- اللّهم إني أستغفرك لكلّ ذنب سبق في علمك أنّي فاعله، فدخلتُ فيه بشهوتي واجترحت فيه بإرادتي وفارقته بمحبّتي ولذّتي ومشيّتي، وشئته إذ شئت أن أشاءه وأردته إذ أردت أن أريده، فعلمته إذ كان في قديم تقديرك ونافذ علمك أنّي فاعله، لم تدخلني فيه جبراً، ولم تحملني عليه قهراً، ولم تظلمني شيئاً، فأستغفرك له ولكلّ ذنب جرى به علمك عليّ وفيّ إلى آخر عمري.
19- اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب مال بسخطي فيه عن رضاك، ومالت نفسي إلى رضاها فسخطته أو رهبت فيه سواك، أو عاديت فيه أوليائك، أو واليت فيه أعدائك أو اخترتهم على أصفيائك، أو خذلت فيه أحبائك، أو قصّرت فيه عن رضاك يا خير الغافرين. اللّهم إني أستغفرك لكل ذنب تبت إليك منه ثم عدتُ فيه، وأستغفرك لما أعطيتك من نفسي ثم لَم أفِ به، وأستغفرك للنعمة التي أنعمت بها عليّ فقويت بها على معصيتك، وأستغفرك لكل خير أردت به وجهك فخالطني ما ليس لك، وأستغفرك لما دعاني إليه الترخص فيما اشتبه عليّ مما هو عندك حرام، وأستغفرك للذنوب التي لا يعلمها غيرك ولا يطّلع عليها سواك ولا يحتملها إلاّ حلمك ولا يسعها إلاّ عفوك، وأستغفرك وأتوب إليك من مظالم كثيرة لعبادك قبلي يا ربّ فلم أستطع ردها عليهم وتحليلها منهم أو شهدوا فاستحييت من استحلالهم والطلب إليهم واعلامهم ذلك، وأنت القادر على أن تستوهبني منهم وترضيهم عنّي كيف شئت وبما شئت يا أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين وخير الغافرين.
20- اللّهم إن استغفاري إياك مع الإصرار لومٌ، وتركي الاستغفار مع معرفتي بسعة جودك ورحمتك عجز، فكم تتحبّب إلي يا رب وأنت الغني عني، وكم
أتبغّض إليك وأنا الفقير إليك وإلى رحمتك، فيا من وعد فوفى، وأوعد فعفا، اغفر لي خطاياي واعفُ وارحم وأنت خير الراحمين.