هذا الفن هو عبارة عن زخرفة سطوح الأشياء بمثلثات صغيرة ذات تصاميم منوعة وأشكال هندسية منتظمة ودقيقة، ويتم ترصيف هذه الأشكال الهندسية من خلال وضع مثلثات صغيرة بعضها إلى جانب بعض، وبعبارة اخرى يمكن القول إن فن التطعيم على الخشب هو عبارة عن أشكال ونقوش هندسية متكونة من المثلثات المتساوية الأضلاع التي تصنع من العاج والعظام والخشب والغلاف المعدني ونحو ذلك، ومن بعدها يتم تلصيقها الى السطوح الداخلية والخارجية للأشياء الخشبية على سماكة تصل الى ميليمترين.
تدل الأعمال والأشياء التي بقيت من العصور الماضية مثل أبواب القصور وصناديق المقابر ورحل القرآن الكريم المزخرفة بفن التطعيم، تدل على الانتشار الواسع لهذا الفن في سالف القرون وخاصة العهد الصفوي، وكانت مدينة اصفهان من أحد المراكز الرئيسية لهذا الفن، غير أن الدراسات التاريخية ان دلت على شيء فإنما تدلّ على تغيير مركز هذه الصناعة فيما بعد من اصفهان الى مدينة شيراز.
يذكر أن فن التطعيم على الخشب كان في البداية يتم عن طريق استخدام مثلثات كبيرة جداً ووضعها على جانب بعضها البعض، بيد أنّ تكامل الذوق البشري وتطوره ومهارة فناني هذه الصناعة وبراعتهم أدّت تدريجياً الى استخدام مثلثات أصغر حجماً وبعداً. ومهما كان، شهد هذا الفن تطورات شتى منذ نشوئه الى يومنا هذا.
يستفيد فنانو هذه الصناعة من الخامات المختلفة قلما نجد نظيراً لها في باقي الصناعات والأشغال اليدوية، نذكر منها على سبيل المثال: الخشب من نوع فوفل وخشب أشجار الجوز والأترج والعناب وعظام الإبل والغلاف المعدني والألياف وزيت الزينه والخشب المكبوس ونحو ذلك. ولهذا الفن استخدامات مختلفة في صنع منتوجات وصناعات يدوية مثل إطار الصورة وعلبة السيجارة والعصى والغليون وعلبة مستحضرات التجميل ومحفظة المفاتيح ومحفظة الأفلام وجلد الألبوم.
ويجدر بالاشارة الى ان الفنانين في مدينة اصفهان فضلاً عن صنع أشياء خشبية على نمط التطعيم الشيرازي، يصنعون مصنوعات يدوية أخرى مزخرفة بفن التطعيم على الخشب ويمزجونها بالفضة والمينا قلما نجد شبيهاً لها في شيراز مثل علب مزخرفة بالتطعيم على الخشب، تغطي سطوحها رسوم المنمنمات الزيتية.