كما انتشرت مظاهرُ الحزن والحداد في كافّة أرجاء العتبات المقدسة، حيث توشّحت بالسواد، بدورها أعلنت قيادة شرطة كربلاء، تنفيذ عمليات استباقية تحضيراً لزيارة العاشر من المحرم الحرام.

مع اقتراب حلول شهر الأحزان ذكرى شهادة الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه، بدأت استعداداتُ أهالي كربلاء المقدّسة عاصمة الشعائر الحسينيّة ومواكبها لإحياء هذه المناسبة على كافّة الصُّعُد الخدميّة والعزائيّة، حيث بدأ السوادُ يخيّم على مدينة الشهادة رويداً رويداً، والكثيرُ من المواكب والهيئات الحسينيّة قامت بحجز مواقعها وإنشاء السرادق والخيام وإجراء الأعمال اللازمة التي تمكّنها من تقديم أفضل الخدمات للزائرين الكرام.

بالسياق رئيسُ قسم الشعائر والمواكب الحسينيّة التابع للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية الحاج رياض نعمة السلمان، تحدّث عن هذه الاستعدادات ودور القسم فيها قائلاً: “أهالي كربلاء المقدّسة بدأوا باستعدادهم لاستقبال شهر الأحزان شهر محرّم الحرام، وهذه الاستعدادات التي ابتدأت كعُرفٍ كربلائيّ بعد أيّام عيد الغدير وبوتيرةٍ عاليةٍ وتصاعديّة، من تحضيراتٍ أمنيّة ولوجستيّة وميدانيّة على الأرض، وأخذت تتّسع سريعاً في مدينة كربلاء لإحياء هذه الذكرى التي تختصّ بأيّامها العزائيّة بأهالي المحافظة”.

وأضاف: “سبق هذه الاستعدادات عقدُ اجتماعاتٍ مكثّفة بين أصحاب المواكب والأطراف العزائيّة الكربلائيّة، بالإضافة الى عقد اجتماعٍ تداوليّ جمع أصحاب المواكب الحسينيّة الكربلائيّة بقسم الشعائر التابع للعتبتين المقدّستين وممثّلين عن الدوائر الأمنيّة والخدميّة الحكوميّة، وتمخّض عنه الاتّفاق على أمورٍ عديدة من شأنها أن تخرج بنتائج طيّبة تعكس قيمة إحياء هذه المناسبة الأليمة وإبراز الصورة الناصعة لنهضة الإمام الحسين عليه السلام”.

وتشهد شوارع وأزقّة مدينة كربلاء المقدّسة وبالأخصّ المنطقة المحيطة بالمرقدين المطهّرين أعمالاً يوميّة لنصب المواكب والتكيات المخصّصة لإقامة العزاء وتقديم الطعام والخدمات المتنوّعة، ومن العلامات العزائيّة الفارقة التي دأب على إقامتها الكربلائيّون هي نصب التكايا الحسينيّة التي تُعتبر من الإرث العاشورائيّ الذي امتازت به مدينةُ كربلاء المقدّسة.

اما العتبة العباسية وحالها حال بقيّة العتبات المقدّسة والمزارات الشريفة في داخل العراق وخارجه إضافةً الى المساجد والحسينيّات، انتشرت مظاهرُ الحزن والحداد في كافّة أرجاء صحن أبي الفضل العبّاسعليه السلام، حيث توشّح بالسواد تعبيراً عن الحزن والأسى بهذا المصاب الأليم.

هذا وقد أخذ قسمُ رعاية الصحن الشريف مهامّ إظهار هذه المعالم العزائيّة، بعد أن أتمّت شعبةُ الخياطة في العتبة المقدّسة كافّة أعمالها الخاصّة بهذه المعالم، والتي شملت اللافتات وقطع السواد وأعلام العزاء التي بدأت تأخذ مكانها حسب ما هو مخطّط له، وبما يعكس أجواء الحزن والأسى، وقد باشرت الشعبةُ بهذه الأعمال منذ أكثر من ستّة أيّام، ومن المؤمّل أن تنتهي منها قبيل مراسيم رافع راية الحزن الحسينيّ.

بدورها أعلنت قيادة شرطة كربلاء، “ترجمةً لمقررات الخطة الامنية المبكرة التي تنفذ تحت اشراف القادة الأمنيين وفي إطار الاستعدادات الأمنية لزيارة العاشر من محرم الحرام، شرعت صنوف وتشكيلات قيادة شرطة كربلاء والاجهزة الامنية الأخرى بعمليات استباقية متنوعة في مناطق متفرقة من المدينة”، مضيفا “قد أثمرت الجهود من القاء القبض على مطلوبين ومخالفين ومشتبه بهم فضلا عن ضبط عشرات العجلات والدراجات النارية المخالفة مع شاحنة محملة بدراجات نارية جديدة أدعى صاحبها على انها مواد كهربائية”.

كما شارك وفد هيئة المواكب التابعة للأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة متمثلا بمسؤول هيئة المواكب السيد عباس الشرع بالمؤتمر السنوي الخاص بتنظيم وتنسيق عزاء المواكب الحسينية في قضاء الدجيل.

وايضا شارك أمين مسجد الكوفة والمزارات الملحقة به السيد محمد مجيد الموسوي ورئيس قسم حفظ النظام الحاج علي الرماحي في الاجتماع الأمني والخدمي في مبنى ديوان المحافظة واكد على التنسيق والتعاون مع الجهات كافة لتسهيل حركة الزائرين وتوفير اجواء إيمانية لهم خلال شهر محرم الحرام.

إلى ذلك أعلن محافظ ذي قار رئيس اللجنة الامنية العليا، عادل الدخيلي، عن وضع الخطة الأمنية الخاصة بشهر المحرم الحرام والتي سيشارك فيها أكثر من 20 الف عنصر امني من مختلف التشكيلات الامنية من الجيش والشرطة، لافتا ان “الخطة تتضمن نشر دوريات آلية وراجلة ومفارز امنية لحماية المشاركين بإحياء مراسم عاشوراء، يرافقها تفعيل الجانب الاستخباري والمعلوماتي في هذا المجال”، مبينا ان ”تطبيق الخطة الأمنية يجري بالتنسيق مع المؤسسات والدوائر الحكومية وهيئة المواكب الحسينية ومنظمات المجتمع المدني بالمحافظة، ودوائر الصحة والنفط والكهرباء والبلديات”.