الجهاز الجديد، الذي يحمل اسم «المميز الكهربائي الكتلي بالمنظار»، يمثل إنجازاً نوعياً في مجال التشخيص الطبي، إذ يستطيع تمييز الأورام عالية الخطورة عن منخفضة الخطورة أثناء عملية التنظير، دون الحاجة إلى إجراءات إضافية أو خزعات متكررة.

ويهدف هذا الابتكار، الذي أُنجز بإشراف الدكتور محمد عبدالأحد والدكتورة ريحانة مهدوي من كلية الهندسة بجامعة طهران، والدكتور رضا تسليمي والدكتور روح الله ميري من كلية الطب بجامعة طهران للعلوم الطبية، إلى رفع دقة التشخيص وتقليل الأخطاء الناتجة عن الاعتماد على الملاحظة البصرية أو التحاليل النسيجية التقليدية.

وقالت الدكتورة مهدوي إن سرطانات الجهاز الهضمي العلوي غالباً ما تمر دون أعراض واضحة في مراحلها الأولى، ما يجعل التشخيص المبكر أمراً حاسماً لإنقاذ حياة المرضى. وأوضحت أن النظام الجديد يُستخدم بشكل مدمج مع المنظار التقليدي، ويتيح تحليلاً كهربائياً فورياً للأنسجة دون تعطيل سير العملية أو الحاجة لأدوات إضافية.

وأظهرت نتائج التجارب السريرية التي أجريت على 52 مريضاً دقة عالية للجهاز، إذ بلغت الحساسية 94.7% والخصوصية 93.9% والدقة الإجمالية 94.2%، ما يؤكد قدرته على تسريع التشخيص، وخفض عدد الخزعات غير الضرورية، وتعزيز فرص الكشف المبكر والعلاج الفعّال.

ويُعد هذا الابتكار خطوة متقدمة نحو توظيف الذكاء الهندسي والتقنيات الحيوية لخدمة التشخيص الطبي الدقيق، ويفتح آفاقاً جديدة لتطوير أدوات أقل تداخلاً وأكثر فاعلية في رصد السرطان مبكراً.