وأوضح لاريجاني أن الجزء الأول من الجولة مخصص للعراق، مشيداً بالعلاقات الوثيقة والممتازة بين البلدين، وبالتعاون الفعّال للحكومة العراقية في إطار مراسم الأربعين، معلنًا أن اتفاقية أمنية بين طهران وبغداد قيد الصياغة.
وشدد على أن أمن المواطنين الإيرانيين يشكل محور العلاقات مع الجيران، مع التأكيد على احترام أمنهم واستقرارهم، لافتًا إلى أنه سيلتقي مختلف المسؤولين والتيارات العراقية للاستماع إلى آرائهم وتعزيز التعاون المشترك.
أما في ما يتعلق بلبنان، فأكد لاريجاني أن هذا البلد يمثل دولةً محورية بالغة الأهمية في المنطقة، وأن لإيران علاقات تاريخية عميقة مع شعبه وحكومته، مشددًا على دعم الوحدة الوطنية اللبنانية واستقلالها، وعلى سعي طهران لتعزيز التعاون التجاري معها.
وأشار إلى أن هذه الزيارة تأتي في ظل ظروف إقليمية حساسة، وتشكل خطوة مهمة لتعميق التعاون الأمني والاقتصادي بين إيران وكلٍّ من العراق ولبنان.
ترتبط إيران والعراق بعلاقات استراتيجية عميقة، خاصة في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية، إذ يلعب البلدان دوراً مهماً في أمن المنطقة واستقرارها، وتجمعهما حدود طويلة وتعاون وثيق في مكافحة الإرهاب وحماية الزوار خلال المناسبات الدينية الكبرى، وعلى رأسها مراسم الأربعين.
كما تم في السنوات الأخيرة توقيع عدة اتفاقيات أمنية واقتصادية لتعزيز التنسيق المشترك، ويجري حاليًا إعداد اتفاقية أمنية جديدة لتعميق هذا التعاون.
أما لبنان، فيعد من الدول العربية التي تتمتع إيران بعلاقات تاريخية معها، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، خاصة من خلال دعمها للمقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني. وتشدد طهران على أهمية استقرار لبنان ووحدته الوطنية، وتعمل على تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري معه، لا سيما في ظل الأزمات التي يمر بها.
تأتي جولة لاريجاني إلى العراق ولبنان في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات أمنية حساسة، ما يمنح الزيارة بعداً استراتيجياً في إطار سياسة إيران القائمة على دعم الدول الصديقة وتعزيز التعاون الإقليمي.