وقد لوحظ ان رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي التقى ترامب أمس الثلاثاء في واشنطن، لم يستطع أن يكبح ابتسامته وظل يتبسم بعد أن قدم الرئيس الأميركي اقتراحه بالاستحواذ على غزة وطرد الفلسطينيين منها، وبالطبع فإن هذا الامر ليس مفاجئا على الاطلاق.
ووفقا لما كتبته شبكة الـ "سي أن أن " على موقعها الالكتروني ، ان ترامب وفي هذا اللقاء ،عرض أغرب تدخل أمريكي في تاريخ الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني الطويل، كما اصر عدة مرات على نقل ما يقرب من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة إلى الدول المجاورة، حتى تتمكن الولايات المتحدة من إرسال قوات إلى القطاع لتتولى السيطرة عليه، والحصول على الملكية وبناء "ريفييرا الشرق الأوسط".
واوردت شبكة الـ سي ان ان :" ان ترامب و في بضع كلمات، استحضر تحولا جيوسياسيا مذهلا في الشرق الأوسط وشريان حياة سياسي لنتنياهو ــ موضحا لماذا كان رئيس الوزراء، على الرغم من التوترات السابقة، يشجع عودة مضيفه الى البيت الابيض في انتخابات عام 2024."
ووفقا لهذه الشبكة الامريكية ،فان تعليقات ترامب ، التي ألقيت على مدار الايام التي تلت توليه ادارة البيت الابيض، أولا في حفل توقيع الإجراء التنفيذي، ثم في وقت لاحق إلى جانب نتنياهو في المكتب البيضاوي وفي مؤتمر صحفي مشترك ؛ بمثابة لحظة تاريخية في التاريخ الأميركي في الشرق الأوسط.
ورأى كاتب المقال :"ان إن رؤية رئيس أميركي يؤيد ما يمكن أن يكون طردا قسريا للفلسطينيين من ديارهم، في نزوح جماعي من شأنه أن يقوض عقودا من السياسة الأميركية والقانون الدولي والإنسانية الأساسية، كانت بمثابة لحظات تقطع الانفاس".
واشار الكاتب ايضا الى ان ترامب أتبع ذلك برد الفعل الأكثر إمبريالية حتى الآن خلال فترة ولايته الثانية،والذي هدد فيه بالفعل بضم قناة بنما وغرينلاند وكندا.كما اضاف الكاتب بأن ترامب قد تصور نفسه يدير صفقة عقارية ويتولى بموجبها المسؤولية عن غزة ويكون العقل المدبر لمشروع التجديد الحضري الذي يخلق فرص العمل.
وتابع الكاتب انه وعلى الرغم من ان ترامب اعتبر هذا الاقتراح بأنه نوع من "مكانة الملكية الأمريكية؛ الا ان العبارة الأفضل له هي "الاستعمار في القرن الحادي والعشرين".
وفي الختام ذكرت شبكة الـ سي ان ان، أن الهجرة القسرية للفلسطينيين ومغادرة غزة تشير إلى الفهم السطحي من الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني الطويل. لأنه منذ قيام "إسرائيل" عام 1948، أصبح الأمل عديم الجدوى في نقل آلاف الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين إلى لبنان والأردن، ، ولن يغادر سكان غزة هناك أبدا.