ونقلا عن المعاونية العلمية، التكنولوجية والاقتصاد القائم على المعرفة التابعة لرئاسة الجمهورية الإيرانية إن شركة "أبرين سما فارميد" القائمة على المعرفة جعلت إيران ثاني دولة تمتلك تكنولوجيا متقدمة لتشخيص السرطان من خلال إنتاج المادة الفعالة في دواء التكنيشيوم التشخيصي الإشعاعي. .

ويعد هذا المنتج المعروف باسم "تيلمانوسيبت" خطوة كبيرة في مجال تشخيص وعلاج السرطان ويمكن أن يحدث تحولا كبيرا في خفض تكاليف تشخيص السرطان.

يذكر بأن إحدى الطرق الرئيسية لانتشار السرطان (النقائل) هو نقل الخلايا السرطانية عبر الجهاز الليمفاوي. وفي حالات السرطان مثل سرطان الثدي، الرئة والجهاز التناسلي، فإن التشخيص الدقيق لمدى إصابة الغدد الليمفاوية أمر بالغ الأهمية بالنسبة للجراحين.

وعليه إذا لم يتمكن الجراحون من تحديد الغدد الليمفاوية المصابة في الوقت المناسب، فإنهم يضطرون إلى إزالة أجزاء كبيرة من الجهاز الليمفاوي. ولا يقتصر الأمر على أن هذا الإجراء له العديد من الآثار الجانبية على المرضى، بل قد يؤثر أيضًا بشكل خطير على نظامهم المناعي والدورة الدموية.

ومن خلال حقن مادة "تيلمانوسيبت" المشعة، وهي واحدة من أكثر المواد المشعة المستخدمة في تشخيص الغدد الليمفاوية تحديداً، يمكن للجراحين تحديد الموقع الدقيق ومدى الغدد الليمفاوية المصابة بالسرطان. وتعمل هذه التقنية الإيرانية على زيادة دقة التشخيص وتمنع العمليات الجراحية غير الضرورية ومضاعفاتها.

لقد كان إنتاج هذه المادة الصيدلانية الإشعاعية المتقدمة حكراً على الولايات المتحدة منذ عام 2013م، ولكن بفضل جهود المتخصصين الإيرانيين، تم الحصول على المعرفة التقنية لإنتاجها محلياً بالكامل. ولقد دخل هذا المنتج المرحلة السريرية بعد اجتياز المراحل ما قبل السريرية بنجاح.

إن "تيلمانوسيبت" (Tilmanocept) هو عبارة عن جزيء بوليمر معقد يمكنه، بالإضافة إلى قدرته على حمل النظائر المشعة التشخيصية للتكنيشيوم، الارتباط بمستقبلات على سطح الخلايا السرطانية. وتتيح هذه الميزة لهذا الدواء التعرف على الخلايا السرطانية بدقة عالية.

من أهم فوائد إنتاج هذه المادة الصيدلانية المشعة في إيران هو الانخفاض الكبير في تكاليف التشخيص. وانخفضت تكلفة رسم الخرائط الليمفاوية باستخدام "تيلمانوسيبت" إلى عُشر الأسعار العالمية. ولا يؤدي هذا الخفض في التكلفة إلى زيادة قدرة المرضى على الوصول إلى هذه التكنولوجيا فحسب، بل يخلق أيضًا قدرة تصديرية مناسبة لإيران. وبما أن الجهاز الليمفاوي هو أحد الطرق الرئيسية لانتشار الخلايا السرطانية، فإن استخدام هذا الدواء المشع يمكن استخدامه لدى حوالي 90% من مرضى السرطان.

على عكس المواد الصيدلانية المشعة الأخرى، والتي تستخدم عادة للكشف عن نوع معين من السرطان، فإن "تيلمانوسيبت" قادر على مسح انتشار السرطان في جميع أنحاء الجهاز الليمفاوي بأكمله. وهذه الميزة تجعل هذا الدواء مفيدًا لمجموعة واسعة من أنواع السرطان.

يساهم هذا الإنجاز التكنولوجي في تحسين نوعية حياة مرضى السرطان، كما يعزز مكانة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجال الطب وتكنولوجيا النانو على المستوى العالمي.

ونظراً للقدرة التصديرية لهذا المنتج، يمكن لإيران أن تصبح أحد اللاعبين الرئيسيين في سوق الأدوية المشعة.