وحذر وزير الخارجية الايراني بأن الدعم الاميركي لاستمرار الحرب يعني احتمال وقوع انفجار هائل في المنطقة لا يمكن التنبؤ به، وسيعود بالضرر على الجميع وعلى الاميركيين وعلى باقي الدول بالمنطقة، ولذلك ينبغي ان تحل المفاوضات والحل السياسي بدلا عن الحرب.

الوزير امير عبداللهيان الذي شارك مساء الاثنين في مؤتمر الامن المنعقد في الدوحة عبر الفيديو، قال ردا على اسئلة "بكي اندرسون" الذي يدير الحوارات في هذا المؤتمر، ان حرب غزة قد توسعت الى جبهة لبنان وجبهة اليمن، واعتبر الفيتو الاميركي على قرار وقف الحرب في غزة فضيحة سياسية للبيت الابيض.

وكشف بأن ايران تتلقى رسالة اميركية في كل اسبوع تقريبا يدعي فيها المسؤولون الاميركيون، بان القواعد الاميركية في سوريا والعراق استهدفت من قبل بعض الفصائل، وهذه الفصائل غير مرتبطة بايران بل تشكلت منذ سنوات لقتال "داعش" والان تدافع عن العرب ومسلمي غزة، فالحرب قد توسعت في اجزاء من سوريا والعراق، مشيرا بأن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قال له خلال زيارته الاخيرة لبيروت "اننا سنتخذ في كل لحظة قرارا جديدا وفق الظروف"، وهذا يؤكد بأن انفجارا يمكن ان يحدث في المنطقة ولن يسيطر عليه أي طرف.

واشار وزير الخارجية الايراني ان ايران حذرت اميركا بضرورة ايقاف تدفق السلاح الى تل ابيب لقتل النساء والاطفال والمدنيين، واضاف "دعوني اقول بصراحة، انه لو استمرت اميركا واسرائيل في هذه الحرب في غزة حتى 10 سنوات، فانهما ستعجزان عن القضاء على حماس لأن حماس متجذرة في واقع الشعب الفلسطيني".

وفيما شدد امير عبداللهيان بان ايران ردت على اميركا بان لا وجود لجماعات تقاتل نيابة عن طهران بالمنطقة، قال بأن الكيان الصهيوني هو عبارة عن مجموعة تقاتل نيابة عن اميركا بالمنطقة، واضاف: لقد بعثنا برد على بعض الرسائل الاميركية ونعتقد بأن على اميركا ان توقف دعمها المطلق لكيان الاحتلال لان الحرب لا يمكنها ان تقضي على "حماس" ولن يطلق سراح أي اسير في غزة عبر الحرب، بل يجب ان تستمر الهدنة التي تم الاتفاق عليها والتي بذل اصدقاؤنا في قطر جهدا كبيرا لأجلها.

وردا على سؤال حول موقف ايران من تطبيع بعض الدول علاقتها مع تل ابيب، قال امير عبداللهيان ان هذه الدول لم تنتفع ابدا من هذه العلاقة، بل تأثر أمنها بسبب نشاط أجهزة المخابرات الاسرائيلية، وان اسرائيل تهدد امن المنطقة انطلاقا من هذه الدول، ونحن عرضنا على بعض هذه الدول وثائق ليعلموا بأن "اسرائيل" ليست صديقة لهم، بل هي عدوتهم، ونحن لا نعتبر التطبيع حلا.

واعتبر امير عبداللهيان ان "اسرائيل" لا تريد حل الدولتين بل تريد تهجير اهالي غزة قسرا الى مصر، وتهجير اهالي الضفة الى الاردن، لكن اميركا تفكر بكيفية ادارة غزة بعد الحرب، واذا تحلت اميركا بالواقعية فيمكن ايقاف الحرب والمجازر وعمليات الابادة، ويشهد المنطقة هدوءا، لكن استمرار دعم الحرب يعني احتمال وقوع انفجار هائل بالمنطقة، لا يمكن التنبؤ به، يتضرر منه الجميع ونحن واميركا وباقي الدول بالمنطقة ايضا، ويجب ان تحل المفاوضات والحل السياسي محل الحرب.