| .. رحيقُكِ بدايةُ كربلاء .. |

رَحيقُكِ يا زَهْرَ السماءِ يسيلُ
و قلبي عليهِ مُكْمَدٌ و عَليلُ

فضُمِّي إليكِ ذَوْبَ روحي فإنني
حُسَيْنُكِ يا طُهراً بَراها الجَليلُ

أَرى خَلْفَ بابِ الحُزنِ تجري مدينةٌ
مِنَ الذِّكْرِ حيثُ الباءُ مِنْها هَطُولُ

و أضلاعُكِ من نُورِ طه تَبَلْوَرَتْ
تَعَدَّى عليها مُجرِمٌ وَ جَهُولُ

أيا مَنْ صَنَعْتِ رَكْبَ عِشْقي وَ جَنَّتي
حَنانَيْكِ، قُومي فالفؤادُ عليلُ

فما زالَ طَعمُ الخُبزِ و الضوءِ في فَمي
و تَحنانُكِ في الرُّوحِ أَضْحَى يَجُولُ

أَيا أُمُّ بِالله احْضِنِيني وَ سَكِّنِي
بَراكينَ حُزْنِي فَالعَذابُ طَويلُ

مِنَ الأَضْلُعِ النَّوْرَاءِ كَانَتْ وِلادةٌ
لِأَقْسَى الحَكايا فالفِراقُ مَهُولُ

نَسَجْتِ دُروبَ الضَّوْءِ مِنْ طَيْفِ زَهرةٍ
عَلى البابِ لَمَّا الوَرْدُ كانَ يَسِيلُ

وَ سِرْتُ وَ أَبْعَادُ الرَّحِيقِ البَهِيِّ في
رِحابِ السَّما تَزهو و فينا تَجولُ

على مَصرَعِي حيثُ انعِتاقي إلى العُلا
تَراءى بعينيكِ أسىً و عَويلُ

و هذا قميصي في يديكِ و شَعَشَعَتْ
بِهِ ذِكْرَياتي فالمُصابُ جَليلُ

وَدِيعَتُكِ عِطْرٌ بِشِرْيانِ نَهْضَتِي
رَوَتْني بِتِبرٍ فَالمُعِينُ قَليلُ

وَ إِنِّي لَأَدرِي أَنَّ جِبريلَ حائرٌ
مَرُوعٌ وَ دمعُ الوَجْدِ مِنهُ يسيلُ

أَتاكِ بِجِنْحانِ الأَسى إذ تَوَقَّفَ ال_
_زَّمانُ و قَدْ حَانَ الصُّعودُ المَهُولُ

وَ لَمَّا أتتني الخيلُ تعلو أضالِعي
رأيتُ ضُلوعًا منكِ أَمْسَتْ تقولُ

(بِعَيْنِ الإلهِ الوِتْرِ هَانَتْ مُصيبتي
و لَوْنُ الرِّضا و الصبرِ فيهِ جَميلُ)

نَدىٰ محمد الخابوري اللواتي (أم حسين) 
ذكرى شهادة فاطمة الزهراء ع 
مسقط - جمادي الأولى ١٤٤٠ هـ