ونُشر في العدد الأخير من مجلة Viruses، الدراسة التي قادتها الدكتورة جولي مكولي من جامعة ملبورن، الباحثة الأولى في معهد بيتر دوهرتي للعدوى والمناعة (Doherty Institute)، وهي واحدة من الدراسات الأولى التي تركز على الاختبار على المواد الكيميائية  للتنظيف الشائعة، الموجودة عادة في المنزل وتستخدم لتطهير الأسطح.

وفي حين أن التطعيمات هي المفتاح للوقاية من المرض الشديد ودخول المستشفى الناجم عن عدوى SARS-CoV-2، لا يزال الفيروس قادرا على إصابة الأفراد الملقحين.

ومع استمرار استخدام العزلة المنزلية كأداة لتقليل انتقال "كوفيد-19" في استجابات الصحة العامة على مستوى العالم، نشأت حاجة لجعل النتائج العلمية في متناول الجمهور بشكل أكبر من خلال اختبار فعالية منتجات التنظيف المنزلية الشائعة.

وكشفت دراسة استقصائية أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بالولايات المتحدة أن أكثر من 80% من المستجيبين لم يشعروا أنهم يعرفون كيفية تطهير منازلهم وتنظيفها بأمان لمنع انتقال SARS-CoV-2، على الرغم من زيادة جهود تنظيف منازلهم.

ولمعالجة هذه المشكلة، اختبر فريق البحث التابع للدكتورة ماكولي قدرة منتجات التنظيف المنزلية الرخيصة والمتاحة بسهولة على جعل SARS-CoV-2 غير معد، بما في ذلك الخل والمبيض ومنظفات غسل الأطباق والإيثانول لتمثيل الكحوليات المتوفرة في المنزل.

وقالت الدكتورة ماكولي: "تظهر نتائجنا أن المنظفات والمبيضات والكحول فعالة للغاية في جعل SARS-CoV-2 غير معد، لكن الخل لا يعمل على الإطلاق".

وتكشف نتائج الدراسة عن الحد الأدنى من التركيز الذي يمكن للمستخدمين تخفيفه بمنتج التنظيف المنزلي مع استمرار تعطيل SARS-CoV-2.

وأوضحت الدكتورة ماكولي: "لصنع محلول تنظيف فعال، يكون الأمر بسيطا مثل إضافة كمية مماثلة من المنظف إلى الماء كما تفعل مع أطباقك (2 مل في 1 لتر)، ثم مسح السطح المحتمل الملوث بـ SARS-CoV-2 والسماح له بالجفاف".

وتابعت: "بالنسبة للمبيض، تُظهر نتائجنا أنه يمكن إضافة 5 مل من الماء إلى لتر واحد من الماء ويمكن أن تكون مثالية لتطهير أسطح الحمامات. ويجب أن تحتوي غسولات اليد التي تتضمن الكحول، أو المحاليل المستخدمة لتنظيف الأسطح، على أكثر من 40% من الكحول ليكون فعالا".

واختبرت الدراسة أيضا ما إذا كان الجمع بين المنتجات المنزلية من شأنه أن يزيد من فعاليتها ووجدت أنه لا توجد فائدة.

وأشارت الدكتورة ماكولي: "من المثير للدهشة، عندما قمنا بدمج مواد التبييض والمنظفات، لم نشهد زيادة في إمكانات المبيدات الفيروسية لتعطيل SARS-CoV-2 مقارنة باستخدام كل مكون بمفرده".

وأضافت: "يجب علينا أيضا التحذير من الجمع بين المواد الكيميائية في محاولة لزيادة نشاطها القاتل للفيروسات، حيث تحتوي بعض المطهرات المنزلية على عوامل عازلة وجدنا أنها قد تعارض التركيز الفعال للمبيد الفيروسي للمادة الكيميائية الأخرى التي تم خلطها معها".

وكشفت الدكتورة ماكولي: "أردنا توفير جميع المعلومات المطلوبة لمساعدة الناس على تنظيف الأسطح التي يحتمل أن تكون ملوثة، ما يقلل من احتمالية انتقال العدوى في منازلهم وأماكن عملهم".