في أحدث صوره المسربة من العناية المكثفة في مستشفى "كابلان" الاحتلالي، تحول جسد الأسير المضرب عن الطعام منذ 106 أيام، مقداد القواسمي (24 عاماً) إلى هيكل عظمي.
والدة القواسمي إيمان بدر علقت على الصورة: "صورة مقداد التي انتشرت اليوم ليست بحاجة لشرح أو تفصيل، صورته تتكلم وحدها عن وضعه، وما يمر به من وضع صحي شديد الخطورة".
وأضافت: "لم يبقَ بمقداد إلا العظام، لا حركة ولا كلام، وزنه اليوم أقل من 40 كيلوغراماً، بعد أن كان قبل شروعه بالإضراب 78 كيلوغراماً".
وتابعت: "مقداد يجابه الظلم الذي يتعرض له، ويدافع عن نفسه وسينتصر".
"رغم ما وصلت إليه حالته الصحية من تدهور خطير، إلا أنه يتمتع بمعنويات حديدية"، تقول القواسمي.
محامي الأسير مقداد، جواد بولس، قال : إن معاناة مقداد تزداد في كل لحظة، حيث يشعر بأوجاع مؤلمة جداً، خاصة في العظام والأطراف، "وأخبرتني والدته أنه لا يقوى على تحريك أطرافه".
وأضاف ان أوجاع مقداد تحرمه النوم، وانه يرفض أية فحوصات، كما يرفض حتى وصله بأية أجهزة طبية، حتى جهاز تخطيط القلب "المونتور".
وختم أن الوضع الصحي الحالي لمقداد القواسمي متأزم وأقل ما يمكن وصفه به هو "حرج للغاية القصوى".
يُشار إلى أن الأسير القواسمي من مدينة الخليل، معتقل منذ شهر كانون الثاني/ يناير 2021، ويقبع في سجن "عوفر"، وهو أسير سابق تعرض للاعتقال عدة مرات، وأمضى نحو أربعة أعوام في سجون الاحتلال بين أحكام واعتقال إداري، كان أولها عام 2015.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن الأوضاع الصحية للأسرى المضربين غاية في الخطورة، والتحذير من تفاقم الحالة الصحية للأسير الفسفوس، ووصولها لمرحلة صعبة وخطيرة للغاية قد تؤدي لاستشهاده في أية لحظة، حيث يعاني من آلام حادة في جميع أنحاء جسمه ويشعر بحرارة وسخونة بالعينين، ومن تعب شديد وعدم القدرة على الحركة، وانه لا يشعر بقدميه نهائياً.
وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال نقلت الأسير عياد الهريمي المضرب عن الطعام منذ 43 يوماً من سجن "عوفر" الى "عيادة الرملة"، لتدهور وضعه الصحي، وهو معتقل إداريا منذ شهر نيسان 2021، وأسير سابق تعرض للاعتقال المتكرر، وأعاد الاحتلال اعتقاله مجدداً بعد الإفراج عنه بفترة وجيزة، وكان قد أضرب سابقًا ضد اعتقاله الإداريّ عام 2016 استمر لمدة (45) يوماً. وبلغ مجموع سنوات اعتقاله نحو تسع سنوات.
كما يواصل الأسير مقداد القواسمة الاضراب منذ (106 أيام)، وعلاء الأعرج منذ (89 يوماً)، وهشام أبو هواش منذ (79 يوماً)، ولؤي الأشقر المضرب منذ (25 يوماً).
فيما يخوض الأسير راتب حريبات إضرابا عن الطعام منذ (27 يوماً)، تضامنا مع الأسرى السبعة.
وبخصوص الأسير القواسمة، أكدت أن وضعه مقلق جدا، ويعاني من تسمم بالدم، ومشاكل في القلب والرئتين، والكلى، والكبد، الأمر الذي يؤثر على قدرته على الحركة والكلام والرؤية. فيما يقبع بقية الأسرى في عيادة سجن الرملة.