البث المباشر

قبل إمامة الإمام الحسن العسكري عليه السلام ( 1)

الثلاثاء 20 نوفمبر 2018 - 13:24 بتوقيت طهران
قبل إمامة الإمام الحسن العسكري عليه السلام ( 1)

علاقة الإمام الحسن العسكري عليه السلام بأخيه محمد

كان للامام علي الهادي عليه السلام من الذكور أربعة وبنت واحدة، والذكورهم‎:‎

‏1.‏ السيد محمد وكنيته أبو جعفر‎.‎
‏2.‏ الإمام الحسن العسكري‎.‎
‏3.‏ جعفر (المعروف بالتوّاب أو الكذّاب).‏
‏4.‏ الحسين‎.‎

والسيد محمد هو أكبر أولاد أبيه، وكان سيداً جليلاً ومجمعاً للكمالات(1) وكانت الشيعة تتصوّر ‏أنه الإمام بعد ابيه، لما كان يتميّز به من ذكاء وخلق رفيع وسعة علم وسمو آداب‏‎.‎
وتحدّث العارف الكلاني عن وقاره ومعالي أخلاقه قائلاً‎:‎
صحبت أبا جعفر محمد بن علي الرضا وهو حدث السن فما رأيت أوقر ولا أزكى ولا أجلّ ‏منه... وكان ملازماً لأخيه أبي محمد عليه السلام لا يفارقه. (2)
‎«‎ولما خرج الإمام الهادي عليه السلام من المدينة الى سامرّاء ترك ابنه السيد محمد في المدينة ‏المنوّرة وهو طفل، وبعد سنوات التحق بأبيه ومكث عنده مدّة، ثمّ أراد الرجوع الى المدينة وفي ‏الطريق وصل الى مدينة بلد فمرض هناك وفارق الحياة في سنة (252هـ). وعمره قد تجاوز ‏العشرين سنة(3)‏‎.‎
ولا يعلم سبب مرضه الشديد ; فهل انه كان قد سقي سُمًّا من قبل أعدائه وحسّاده من العباسيين ‏الذين كانوا يظنّون كغيرهم أنه الإمام بعد أبيه وعزّ عليهم أن يروا تعظيم الجماهير إيّاه أم أنّ ما ‏مني به كان مرضاً مفاجئاً؟
وتصدّع قلب أبي محمد عليه السلام فقد فقد شقيقه الذي كان عنده أعزّ شقيق وطافت به موجات ‏من اللوعة والأسى والحسرات، وخرج وهو غارق في البكاء والنحيب وتصدّعت القلوب ‏لمنظره الحزين وألجمت الألسن وترك الناس بين صائح ونائح قد نخر الحزن قلوبهم(4)‏‎.‎ ‎

علاقته بأخيه الحسين‎:‎
‎( ‎وكان الحسين بن علي الهادي فذاً من أفذاذ العقل البشري وثمرة يانعة من ثمرات الإسلام، وقد ‏تميّز بسموّ أدبه وسعة أخلاقه ووفرة علمه، وكان شديد الاتصال بشقيقه الإمام الحسن عليه ‏السلام، وكانا يسمّيان بالسبطين، تشبيهاً لهما بجدّيهما ريحانتي رسول الله صلى الله عليه وآله ‏الحسن والحسين عليهما السلام‎.‎
وقد شاعت هذه التسمية في العصر الذي نشأ فيه، فقد روى أبو هاشم فقال: «ركبت دابة فقلت: ‏‏(سبحان الّذي سخّر لنا هذا وما كنا له مقرنين ) فسمع منّي أحد السبطين، فقال: لا بهذا اُمرت، ‏اُمرتَ أن تذكر نعمة ربّك إذا استويت عليه »(5).‎‎

علاقته بأخيه جعفر‎:‎
لم نعثر على نص خاص يصوّر لنا نوع علاقته بأخيه جعفر ما قبل إمامته. ولكن هناك نصوصاً ‏تفيد أنّ جعفراً كان لا يتورّع عن السعاية الى السلطان حول أخيه الحسن كما لم يكن متورّعاً ‏عن شرب الخمر، وقد سجن مع الإمام ثم اُفرج عن الإمام ولم يفرج عنه ولكن الإمام عليه ‏السلام لم يخرج من السجن حتى أخرج معه أخاه جعفر بالرغم من انه كان مسجوناً من أجل ‏السعاية على الإمام الحسن ومن أجل تظاهره بشرب الخمر، وكان بمنادمته للمتوكل يريد الغض ‏من أخيه الحسن عليه السلام. ولقب عند الامامية بالكذاب لأنه ادعى الامامة بعد أخيه الحسن ‏وقيل انه تاب بعدئذ ولقب بالتوّاب. (6)‏

المصدر:

- اعلام الهداية، الامام الحسن بن علي العسكري (ع)، المولف: لجنة التأليف، تاريخ النشر: 1422 هـ، الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)

‏1- ‎الإمام الهادي من المهد الى اللحد: 136 ـ 137‏‎.‎
2- ‎حياة الإمام الحسن العسكري: 24 ـ 25 عن المجدي في النسب (مخطوط‎).‎
3- ‎الإمام الهادي من المهد الى اللحد: 137‏‎.‎
4- ‎حياة الإمام الحسن العسكري (دراسة وتحليل):25 وراجع الكافي: كتاب الحجة، باب النص ‏على أبي محمد عليه السلام. الحديث رقم 8‏‎.‎
5- ‎سفينة البحار: 1 / 259‏‎.‎
6- ‎راجع منهاج التحرك عند الإمام الهادي عليه السلام: 8، وراجع أيضاً الإمام الهادي من المهد ‏الى اللحد: 138 وراجع أيضاً مسند الإمام الحسن العسكرى: 52 ـ 61 و130‏‎.‎

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة