البث المباشر

قصة سكينة الفرنسية التي طهرتها دمعة على الحسين (عليه السلام)

الإثنين 29 أكتوبر 2018 - 12:37 بتوقيت طهران

بسم الله وله الحمد إذ هدانا لمعرفته وعبوديته عزوجل ببركة معرفة خاصة أوليائه وأبواب رحمته واتباعهم ومحبتهم محمد وآله الطاهرين صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين. السلام عليكم أحبتنا إخوة الإيمان ورحمة الله وبركاته... تحية طيبة ندعوكم بها لمرافقتنا في حلقة أخرى من هذا البرنامج نثير فيها روح الحمد لله على نعمة الهداية من خلال مطالعة بعض قصص الذين هداهم الله عزوجل لدينه الحق ببركة تعريفهم بمصباح هدايته وباب رحمته الواسعة أبي عبد الله الحسين – صلوات الله عليه –.. ولنا في هذا اللقاء ثلاث قصص قصيرة من فرنسا والعراق والجزائر، كل منها تحمل لنا درسا عظيما، تابعونا على بركة الله:

القصة الأولى مستمعينا الأطائب، كتبها الأخ علي الحلي على موقع (الخالدون) في شبكة الإنترنت وهو موقع مؤسسة الشهداء التابعة لرئاسة الوزراء العراقية، بتاريخ (۲۷/۲/۲۰۰۹) ميلادية، وقد نقلها مختصرة عن مجلة (الطاهرة) الصادرة بالعربية في إيران، من مقابلة أجرتها المجلة مع فتاة فرنسية هداها الله لدينه الذي ارتضاه لعباده، وأجاب عن جميع أسئلتها الحائرة ببركة اطلاعها على الملحمة الحسينية، جاء في هذه المقابلة التي أجريت مع هذه الفتاة الفرنسية أثناء زيارة لمشهد الإمام الرضا – عليه السلام –: (تقول الفتاة الفرنسية بانها كانت مسيحية (كثوليك) ولكنها لم ترتح لهذا المذهب (كثوليك) فلم يجب على أسئلة كثيرة في ذهنها فانتقلت الى ( الانجيلية) ولم تستفد أيظا فلا زالت أسئلة كثرة بدون إجابة واخذت تتمنى ان تهتدي الى العقائد الحقة التي لا تترك إستفهامات لديها معطلة بدون جواب وأخذت تبحث في المكتبات، وفي تلك الفترة كانت هي طالبة تدرس في الجامعة وكان معها في نفس الجامعة شاب افريقي (سوداني) يحمل كتابا عن حادثة كربلاء باللغة الفرنسية و قد شدها العنوان بحسب ما قالت فطلبت الكتاب من الشاب لتقرأه وتطلع عليه)
 

أيها الإخوة والأخوات.. وكان التعرف على مجريات ملحمة عاشوراء نقطة التحول الكبيرة التي شهدتها حياة هذه الفتاة الفرنسية، حيث إنتقلت بها الى رحاب الحياة الآمنة الكريمة، فكانت البداية دمعة على المصاب الحسيني غسلت قلبها لكي يستقبل الحسين ونور الحسين –عليه السلام -، تقول هذه الإخت الكريمة عن هذا المنعطف المبارك في حياتها: ( أخذت الكتاب وسهرت تلك الليلة على قرائته وقد تفاعلت مع مصيبة الإمام الحسين (ع) وبكيت كثيرا، لم أبك في حياتي كلها كما بكيت تلك الليلة وتوصلت الى ان هذا الشخص عظيم ويحمل مبدأ عظيما وعقائد عظيمة وحقة، وأنا أقرأ احسست بأنه مسدد من قبل الله فقررت الإطلاع على عقائد هذا الشخص تعني ( الامام الحسين ) فقد شدتني هذه الحادثة كثيرا وزلزلتني من الداخل حتى عرفت بانه ينتمي الى دين الاسلام، فبحثت عن كتب تتكلم عن الاسلام (ع) فوجدتها ووجدت انها تجيب عن كثير من اسئلة كانت حائرة لدي فانفتح قلبي لهذه العقائد السمحة وارتحت كثيرا لهذا المذهب فدخلت في الاسلام وأبدلت اسمي الى سكينة نسبة الى سكينة بنت الامام الحسين (ع) وشعرت بسعادة عظيمة لم أكن أشعر بها في ما مضى )
لقد دخلت السكينة الإيمانية قلب هذه الفتاة الفرنسية وهي ترافق سكينة بنت الحسين – عليهما السلام – التي دخلت محبتها قلب الفتاة فأزالت عنه الحيرة والقلب وملأته طمأنينة وقوة واستقامة جعلتها تتغلب على كل الصعاب التي واجهتها وهي تعتنق دين الحسين -عليه السلام –، تقول هذه الأخت الفرنسية في تتمة حكايتها: ( قررت أن أتحجب لأنه من واجبات الفتاة المسلمة، لكن عندما رأوني أهلي اُصلي وقد تحجبت تضايقوا كثيرا وطلبوا مني أن أترك كل هذا ولكني رفضت طبعا وتكلمت معهم بأسلوب لين فلم يسمعوا لي وكانت تلك الأيام توافق يوم عيد ميلادي وقد اعتدنا أن نعمل حفلة صاخبة في كل سنة ندعو الأهل والأصدقاء إلا أني هذه المرة أفهمت أمي بأني لا أريد هذه الحفلة فهي عبث وستحدث فيها أشياء يحرمها ديني الجديد فما كان من أمي إلا أن غضبت وأخذوا يضيقون علي في حياتي حتى أرجع عن ديني. إلا أنني صمدت ثم قرروا طردي من البيت وحرماني من مصروفات الجامعة كنوع من الضغط علي فخرجت من البيت واستأجرت غرفة صغيرة وأخذت أدرس وأعمل لأوفر مصاريف الجامعة وكنت أزور أهلي بين فترة وأخرى لأطمأن عليهم ولأن الإسلام يدعو إلى صلة الرحم فأعجبهم ذلك كثيرا. فقرروا ارجاعي للمنزل وتركي وشأني ما دمت سعيدة وها أنا الآن أزور ثامن الأئمة عليه السلام وأنا سعيدة جدا بهذا الدين. )
 

مستمعينا الأفاضل، أما القصة الثانية في هذا اللقاء فهي قصة الطفل (برهان الحسين) وهي تشتمل على كرامة أظهرها الله لعائلة مسيحية ليعرفهم بمنزلة الحسين عليه السلام عنده تبارك وتعالى، وقد نشرت هذه الحادثة عدة من المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت ننقلها من موقع العتبة العباسية المقدسة، كتب الأخ أحمد الحلي وهو شاهد هذه الكرامة يقول: (في تمام الساعة ۳ وعشرين دقيقة من بعد الظهر في اليوم المصادف ((۳/٥/۲۰۱۲)) توجهت أنا أحمد الحلي إلى مستشفى الراهبات في منطقة الكرادة.. في محافظة بغداد... مع أحد الأصدقاء والإخوة المسيح.. مع جثة ولده الطفل الرضيع الذي فارق الحياة بسبب الإختناق الشديد الذي كان سببها الجو المترب وهذا الطفل الرضيع المسمى ( بكنعان ) والبالغ من العمر (أربعة أشهر) كان قد توقف قلبه بسبب الغبار الكثيف وفي داخل المستشفي.. بعد أن يأس الأطباء عن إعادة تشغيل قلبه.. قال لي الرجل المسيحي.. وهو باكي ودموعه جارية: (أخي أحمد لقد كنت دائما تحدثني عن الإمام الحسين (ع) وكراماته ومعجزاته..

فهل تدعو لي الإمام الحسين (ع) عسى أن يعيد لي ولدي الوحيد ) يقول الأخ أحمد الحلي: فوالله دمعت عيناي.. ورفعت يدي.. وفعل هو أيضا.. و قمنا بالدعاء معا، قلت متوسلا إلى الله عزوجل: ( إلهي بحق دمعة الحسين (ع) على أمه الزهراء.. ارحم هذا الطفل..إلهي بحق شيبة الإمام الحسين (ع) المخضبة بدمه وما جرى عليه إلهي بحق قلب الحسين المكسور.. لا تكسر قلب هذا المسيحي.. وأرنا كرامات الحسين (ع) بحق محمد وآل محمد ) ويتابع الأخ أحمد الحلي ناقلا تتمة الحكاية بقوله: ( والله والله.. ماهي إلا لحظات.. وإذا بالطفل يشهق شهيق عالي وقد عادت إليه أنفاسه ) وهو الآن حي يرزق.. وقد أسلم هذا الرجل المسيحي وقد غير اسم ولده إلى – برهان الحسين – (ع).
 

وأخيرا مستمعينا الأفاضل ننقل لكم قصة قصيرة ومجملة جدا ولكنها تحمل رسالة عظيمة جدا من موقع مركز الأبحاث الإسلامية في نافذة مساهمات المستبصرين، وهي قصة الأخت الجزائرية المهندسة فيروز المولودة سنة ۱۹۸۱ والتي هداها الله لإتباع مدرسة أهل بيت النبوة – عليهم السلام – سنة ألفين وثلاثة ميلادية، فقد قالت باختصار عن سبب اختيارها التشيع لأهل بيت النبوة – عليهم السلام –: (السبب الوحيد الذي تشيعت لأجله هو حب آل البيت عليهم السلام وخاصة الحسين – عليه السلام –) وصدق رسول الله – صلى الله عليه وآله – حيث قال (أحب الله من أحب حسينا) رزقنا الله وإياكم إخوة الإيمان المزيد والمزيد من حب الحسين وآل الحسين عليهم صلوات الله عليه.
 

اللهم آمين، وبهذا ننهي حلقة اليوم من برنامجكم (بالحسين اهتديت) استمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران شكرا لكم وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة