البث المباشر

العلامة الباكستاني الذي سرقوا عياله

الإثنين 29 أكتوبر 2018 - 10:59 بتوقيت طهران

السلام عليكم مستمعينا الأكارم تحية مباركة طيبة نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج ومع حكاية مؤثرة لأحد المهتدين الى الصراط المستقيم من الباكستان-، شملته الألطاف الإلهية وتعرّف – وهو وهابي- الى ضريح أبي الفضل العباس – عليه السلام- في عالم الرؤيا ثم كان أن رآه في عالم اليقظة فوجده كما رآه في المنام، وليعلم بذلك عظيم كرامة الحسين وآل الحسين على الله جل جلاله. تابعونا على بركة الله.

مستمعينا الأعزاء، الحكاية والتي نشرتها عدة من المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت كتبها شاهد عيان هو سماحة السيد جلال الحسيني ووضع لها عنوانين هما: «البكاء على الحسين سرالفلاح»، و«سرقوا زوجتي وأولادي». ننقلها لكم مختصرة مما كتبه سماحة السيد الحسيني وبما يتناسب مع وقت البرنامج وموضوعه. قال- حفظه الله-:-
كان السيد محمد باقرالصدر-قدس الله روحه- عادة يجلس قبل أذان الظهر بساعة في غرفة بيته المطلة على الشارع حيث يستقبل الضيوف، وكان الناس بدون أي قيد وشرط بسمةٍ او بمقام يحضرون للزيارة اوالسؤال وغيره، وانا كنت أستثمر هذه الفرصة مهما أمكنني ولا أدع الحضور في تلك الساعة تذهب من يدي فكانت لي مدرسة...وأي مدرسة اقتطفت منها أزهار معطرة من الذكريات النافعة، وسأنقل لكم هذه القصة التي عشتها بنفسي.

ففي يوم من الايام كنت جالسا في تلك الساعة واذا بشيخ يدخل الى المجلس ومعه رجل باكستاني يعلوه الوقار الحزين … قال الشيخ لسماحة السيد: سيدنا هذا الرجل ماجستير واستاذ في جامعة باكستان وهو حافظ للقرآن الكريم فقاطع الاستاذ الباكستاني كلام الشيخ بكمال الأدب معتذرا منه ثم قال للشيخ أتأذن لي أن اتكلم بنفسي مع سماحة السيد؟؟
 

فقال له الشيخ: تفضل قال الاستاذ: سيدنا أنا من عائلة وهابية وكنت أنا وهابي أيضا فقرأت كتابكم فدك في التاريخ واقتنعت بما فيه وتشيعت وحينها كتبت كتابا باسم ((كشف الغطاء)) فلما علم والدي بذلك هددني بأنواع التهديدات إن لم أرجع للوهابية. فقلت له: لا يمكن ذلك أبدا، لاني اعتنقت هذا المذهب باقتناع وعلم وفهم.

فقال والدي: إذن احرمك من العيش مع أولادك وزوجتك، وبالفعل عزلوا كل شئ عني، الأواني والملابس و... ولكنني لم اهتم بتهديداته وكتبت كتابي الآخر واسمه ((علي واعدائه السياسيون)) وترجم الكتاب الى عدة لغات وهذا ما سبب إثارة غضب والدي فسرق أولادي وزوجتي وحرمني من النظر اليهم، فحزنت حزنا سرمدا، وكأن الشفرات المسمومة تغرز في قلبي من الشوق الى رؤية عائلتي، ولكن والدي أصر في عدائه لي.
وأخيرا قدم شكوى مزوّرة الى الدولة فحكمت الدولة عليّ بالاعدام.
 

فجزاهم الله خيرا الشباب الاصدقاء الشيعة في باكستان حيث هربوني للهند وبقيت هناك مشغول بالتأليف والترجمة والحمد لله رب العالمين وأخيرا وفقت لأمنيتي الكبرى في زيارة أئمتي سلام الله عليهم في العراق وكانت من أمنياتي ايضا أن أوفق لمشاهدة السيد المؤلف لهذا الكتاب والحمد لله أن وفقني لرؤيتكم.
 

مستمعينا الأعزاء...ثم يتحدث سماحة السيد جلال الحسيني عن تعلق قلبه بهذا العالم الباكستاني الصبور وتأثره لما عاناه نتيجة إتباعه مدرسة الثقلين وتمنيه أن يصادقه، وهذا ما حققه الله عزوجل له حيث إلتقاه في مدينة قم المقدسة التي أصبحت مهجراً لكليهما وكان معه ولده الذي إستطاع المؤمنون تهريبة إليه وقد فرح كلامها بهذا اللقاء، خاصةً وأن العالم الباكستاني الذي لقبه الباكستانيون والهنود المقيمون في قم بلقب العلامة...

وجد شاهداً على قصة لقائه بآية الله الشهيد محمد باقر الصدر-رضوان الله عليه- يقول سماحة السيد جلال الحسيني في تتمة قصته:- شكرت الله كثيراً حيث حقق لي ما أردت منه وهو اللقاء بسماحة العلامة الإستاذ الجليل، وبدأت العلاقة الأخوية بيننا تشتد أواصرها ويكثر الحب بيننا...وكنت أساله عن حياته وطريقة عيشه وهو لا يبخل في الكلام معي لتلك الذكريات الجميلة التي قضاها في العراق الحبيب وكلما امتنع لسبب من الأسباب عن الإجابة قلت له: إنني صاحبك الذي شهدت لك في لقاءك مع سماحة السيد الصدرف كيف تبخل عليّ في الإجابة فيسرع في اجابتي الى أن سألته يوما قائلاً:- الأستاذ العلامة: أريد أن أسالك سؤالاً وأرجو أن لا تخيبني في جوابك لي بكل صراحة قال: تفضل سل ما أحببت..
 

فقلت له: هل شاهدت أهل البيت عليهم السلام بالرؤيا والمنام أو شعرت بلطف خاص لهم عليهم السلام بحيث احسست أنه لك ولترحيبهم بتشيّعك واستبصارك؟؟ صمت قليلا.......... وأنا أحدق النظر الى محيّاه منتظرا لما سيقول، وإذا بلسان الدموع تحركت في حدقات عينيه، فازداد شوقي لما يريد أن يقوله لأن الإنسان الذي تجري دموعه لولائه لآل الرسول صلى الله عليهم اجمعين فيه كل الخير، لأن أرض قلبه هشة تستقبل بذور الايمان والحب والعلم والفهم والتدبر، بينما العين الجافة إنما تجف حينما يجف بئرالرفق والحنان في قلبه فلا تتوقع منه الخير لانها أرض صلبة لا تستقبل الخير، وهنا يكمن بركات الدموع على الإمام الحسين عليه السلام حيث كانت الأمة قبل شهادة الامام الحسين عليه السلام قاسية القلب لا تبكي للخواء والخيانه، وأرض الحق فيها مجدبة، فحرثها الإمام الحسين وحرثها بنياط قلبه وسقاها بدمه فاهتشت وربت وأنبتت من كل زوج كريم ثم قال لي: انما شملتني رحمة آل محمد عليهم السلام وانا لازلت وهابي؟؟
فقلت له: عجيب أستاذي العلّامة وانت وهابي ؟؟!!
قال: نعم وهذا ما دعاني أن أتاثر كلما ذكرت اللطف والرحمة منهم أبكي شوقا لهم والى اللقاء بهم.
 

أعزاءنا المستمعين، ثم نقل سماحة السيد جلال الحسيني ما حكاه له العلامة الباكستاني وفيه إشارة جميلة الى لطف إلهي هداه الى كرامة الحسين وآل الحسين عليهم السلام
 

قال سماحة السيد الحسيني في تتمة حكايته وهو ينقل عن العلامة الباكستاني قوله:- شاهدت في ليلة من الليالي في المنام كأني في مكان عجيب وبالنسبة لي جدا غريب حيث شاهدت مكانا يشبه المسجد ولكنه ليس كما عهدته من المساجد وأنا وهابي، حيث أن الناس فيه وجوههم نورانية وهم بين باك ولاطم ومنهم من يصلي ومنهم ومن يدعو ثم وجدت مكانا فيه قطع ترابية، وقبر في ضريح فضّي وذهبي فاستيقظت ولأنا بين رعب الدهشة لما رأيت والاستغراب للمناظر الجميلة والجديدة التي شاهدتها ولكن كلما فكرت ما هي؟ واين هي؟ ولماذا شاهدت ما رأيت؟
 

لم اوفق لحل اللغز، فتركت المنام ولكنه بقي في حاستي السادسة تراودني في كل مدة حيث أسال نفسي اين كان ذلك المقام؟ الى ان جئت للعراق وزرت في تلك المرة التي شاهدتني فيها عند السيد الشهيد الصدر رحمة الله عليه ثم بعد زيارة الامام أمير المؤمنين عليه السلام والمراقد والأماكن المقدسة هناك زرت كربلاء وبها عرفت السر المكنون المكتوم في رؤياي. قلت له: وكيف تبين لك سر رؤياك في كربلاء؟
قال: لانني عندما زرت الامام الحسين عليه السلام وتذكرت تلك الذكريات المرّة أخذت أبكي… وأبكي… الى أن نفذت جميع دموعي بحيث فكرت أن لا أذهب لزيارة أبا الفضل العباس عليه السلام خجلا منه لأنني لا أملك دمعا لأمطره هناك فكيف أقف أمامه كقساة القلوب، لكنني فكرت إن لم اذهب قد لا أوفق للزيارة مدى عمري فذهبت على استحياء وخجل ولما وصلت الى الحرم الشريف اجهشت بالبكاء باعلى صوتي، أتعلم كيف؟ ولماذا؟؟ قلت: لا ولكنه مدهش حقا أن تبكي وأنت لا تملك الدموع؟ قال: نعم لأن الرؤيا التي شاهدتها كانت حنان…حنان من أهل البيت لي وكأنهم وأنا وهابي يعلمون حرجي بموقفي هذا فرقّةً منهم لي أروني حرم أبا الفضل العباس عليه السلام لأني حينما وصلت الى الحرم وجدته هو نفسه بالضبط وبمناظره، حرم سيدي العباس عليه السلام فعرفت اللغز في المنام حيث انهم يعلمون بموقفي وحرجي فأروني الحرم في تلك الأيام لتكون لي مجلس تعزية لادرار الدمع مني لانقاذي من خجلي فقلت:
سبحان الله ما هذه الشفقة منكم والى أي مدى أنتم رحماء بحيث وأنا عدو شملني عطفكم حيث انقذتموني من موقفي المحرج هذا فازدادت حبا لآل محمد عليهم السلام.
 

أعزاءنا المستمعين…الوقت المخصص للبرنامج أوشك على نهايته، لذا نختمه بأشارة لما ذكره سماحة السيد جلال الحسيني حفظه الله بشأن عاقبة صديقه العلامة الباكستاني، فقد قدرالله عزوجل أن يلتحق بالحسين _عليه السلام_ مخضباً بدم الشهادة فقد إغتاله الوهابيون – وكانوا يترصدونه- عند دخوله الحدود الباكستانية في عودته لبلده حيث قررأن يعيش في بعض قراه… فرحمة الله ورضوانه عليه- وبهذا ينتهي ايها الأعزاء لقاء اليوم من برنامج (بالحسين إهتديت) إستمعتم له من صوت الجمهورية الاسلامية في ايران شكراً لكم وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة