البث المباشر

الثبات بالحسين (ع) في قصة المستبصرة الإماراتية

الأحد 28 أكتوبر 2018 - 13:58 بتوقيت طهران

سلامٌ من الله الرؤوف الرحيم عليكم إخوة الإيمان والولاء على بركة الله نلتقيكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج ونحن ننقل لكم فيها اثنتين من قصص المهتدين الى الصراط الإلهي القويم ببركة ملحمة سيد الشهداء والمظلومين أبي عبد الله الحسين- عليه السلام-. القصة الأولى هي لأخت من الأمارات والثانية لأخٍ من لبنان وكلاهما تحملان أكثر من عبرة ودرس لطالبي الهداية الإلهية…تابعونا مشكورين.

نبدأ أحباءنا بقصةٍ أخت كريمة رمزت لنفسها باسم ( مستبصرة إماراتية) وإختارت لقصتها عنوان (سكاكين غرست في جسدي)
والقصة منشورة على موقع (شبكة الدفاع عن القرآن والسنة) ومواقع إسلامية أخرى على شبكة الانترنت
 

تقول أختنا الاماراتية في بداية قصتها: أروي لكم قصة استبصاري ولا تدرون بالسعادة التي تغمرني، كلما كتبت وكتبت في هذا الخصوص أشعر بأن الله شملني بعنايته ورحمته بأن هداني لصراطه المستقيم
 

وقصتي هي يا إخوتي، ابتدأت وأنا في السنة الثالثة بالجامعه كنت أحمل ما أحمل في عقلي البسيط الساذج الهراءات والتفاهات عن مذهب الشيعة وما أسمعه عند أسرتي من أشرطه صوتية لشيوخ الوهابية يفترون على هذا المذهب الطاهر بأكاذيب ورثوها عبر أسلافهم من بني أمية لعنهم الله.
 

المهم إنني تطوعت للعمل مع مرشد جامعي كنت احضر لمساعدته في عمله بعد الفراغ من حصصي الدراسية كان أستاذي هذا إنسانا ذا خلق وعلم وله خلفية دينية غنية، كنا نجلس عندما ننهي العمل ونأخذ بتبادل الأحاديث كنت دائمة السؤال عن الأمور الدينية ولم يكن هو ممن يحاول فرض سيطرته او فكره على أو على المحيطين به بل كان إن سئل يعطي الشخص على قدر إجابته وفي يوم من الأيام فاتحت معه حديثا عن المذهب الشيعي وأخبرته عن المعتقدات الخاطئة التي صدقتها، ابتسم لي وقال، هذا كله كذب وإفتراء نحن لسنا هكذا و يوما بعد يوم أخذت نقاشاتنا تطول في هذا الصدد، كان يكلمني عن ظلم الزهراء وواقعة إحراق منزلها ومأساة الطف وغيرها من الأمور التي لم أسمع بها مطلقا، وكانت بمثابة سكاكين يغرسها في جسدي كلما أخذ يلقي علي بالدلائل ليأكد لي قوله ومصادرها من أمهات كتب أهل السنة، عشت معلقة بين السماء والأرض لا أدري ما أقول وما عساي قوله كلما حاولت أن أدافع عن مذهبي السابق لا أجد سوى براهين أكثر وأدلة موثقة بقيت على حالي هذا أشهرا أبحث في المواقع والكتب وكلما حاولت أن أهرب…أفر…فقط لكي أريح عقلي المجهد من كل هذا …أتذكر الحديث الشريف لرسول الله (صلى الله عليه وآله، "من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية"، اعوذ بالله من شر هذه الميتة.
(أختكم المستبصرة)
 

نعم أيها الأخوة والأخوات…لقد أثارت مأساة كربلاء ومظلومية الزهراء- عليها السلام- لواعج التعاطف الفطري في قلب أختنا الإماراتية فبدأت أنوار هذا التعاطف الفطري مع الحق المظلوم تنير فؤادها وتزيج عنه ركام الأفكار المحرفة التي بثها أشياع من ظلموا الزهراء وارتكبوا مأساة كربلاء لكي يطفأوا أنوار الإمامة والولاية الحقة التي جعلها الله أعلام هدايته
 

وكان مما أعان هذه الأخت الإماراتية على السير في رحلتها الى معرفة الحق…أن الأمر يرتبط بمفتاح النجاة من ميتة الجاهلية وهو معرفة الإمامة الإلهية الحقة
 

تقول هذه الأخت الكريمة في تتمة قصتها:-
(سألت أستاذي المرشد سؤالا وقلت له: لما إذن لا أجد صوتا لشيعة لما هذه الأعداد الهائلة من السنة مقابل القلة القليلة من أتباع مذهبكم؟ وطرحت أسئلة أخرى مماثلة.
فقال: إن أعداء هذا المذهب سعوا منذ فجر التأريخ لمحاربة كل من يتبع هذا المذهب الكريم بل صارت هناك حروب إبادة سجلت في العهدين الأموي والعباسي، وذلك يرجع في أساسه لخوفهم على السلطة وذهابها لأصحابها الحقيقيين الأئمة سلام الله عليهم، ومن الوسائل المستخدمة للطعن في المذهب الشيعي، إحراق مئات الأحاديث المروية عن الرسول الكريم في حق اهل البيت عليهم السلام ووجوب اتباعهم، وشراء رواة الأحاديث والطلب منهم إختلاف احاديث تمتدح أعداء أهل البيت وتحيطهم بهالة القدسية التي تنزل من شأن الرسول صلى الله عليه وآله وترفع من منزلة هذا وذاك وغيرهم في بعض تلك الأحاديث الشيطانية.
 

لا أريد أن أطيل عليكم أكثر لقد كنت أشعر بالضياع وسط كل هذا فأنا خفت ترك مذهبي للأذى الذي سوف يلحق بي لو تم كشف أمري من قبل أسرتي رغم علمي في قرارة نفسي بصدق مذهب آل البيت عليهم السلام.
 

كنت أعيش حالة من الحزن والآسى لشهور عدة لم أكن أريد أن أموت وأنا لم أضع قدمي بعد على الطريق الذي يفرض بي أن اختاره للسير إلى الله، وفي إحدى الليالي جائتني رؤيا كريمة فقد شاهدت رجلاً بعمامة سوداء وكنت لا أستطيع رؤية وجهه بسبب النور القوي المشع منه ورأيت أسطرا من الآيات القرآنية المضيئة نزلت أمام عيني ولم أستطع كذلك قرائتها لنورها الوضاء، ومن ثم سمعت الرجل يقول لي: هذه الآيات تدل على أن مذهب آل البيت هو المذهب الحق، فاتبعيه وتبين لي ان ذلك الرجل كان الإمام الحسين عليه السلام / وفور إفاقتي من نومي ذهبت لأستاذي وأخبرته برؤياي الكريمة فتبسم وقال أخيرا وجدتي طريقك يا ابنتي!
 

أحسست كأن ماءً بارداً قد صب على صدري الملتهب منذ شهور وها أنا الآن أعيش في كرامة سيدي الحسين عليه السلام رغم غربة هذا الدين بين أسرتي وعشيرتي فلا حيله لي إلا الصمت والدعاء لهم بالهداية وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
 

وهكذا مستمعينا الأفاضل…كانت معرفة مظلومية الزهراء – عليها السلام- ومأساة بل ملحمة سيد الشهداء- سلام الله عليه- هي قبسة النور التي أنارت قلب هذه الأخت الإماراتية لكي تنطلق في رحلة البحث عن الحق والحقيقة والصراط المستقيم…وكانت تلك الرؤيا الصادقة التي تجلى لها فيها نور سيد الشهداء- عليه السلام- هي النفحة الإلهية الكريمة التي أثمرت اليقين في قلبها وهدتها الى الإستقامة والثبات على الصراط الإلهي المستقيم ومنهج الولاية القويم
 

أيها الأخوة والأخوات أما القصة الأخرى في هذا اللقاء فهي قصة إهتداء الأخ اللبناني مصطفى محمد كمال الدرزي المولود في مدينة صيدا سنة ۱۹۸۰ للميلاد والذي عرف الحق فاتبعه هو وعائلته سنة ۱۹۹۹ للميلاد، وهو يومذاك طالب جامعي في الجامعة اللبنانية وقد كتب قصته ونشرها على موقع مركز الأبحاث العقائدية صديقٌ له وزميلٌ في الجامعة لشقيقته، هيأه الله ليكون وسيلة لهداية الأخ مصطفى وعائلته…وقد نشر القصة في شهر ربيع الأول سنة ۱٤۲٤ للهجرة ودون أن يذكر اسمه وتحت عنوان ( حادثة كربلاء كانت البداية)…قال فيها عن صديقه مصطفى الدرزي: - إليكم قصة جديدة ونورا جديدا دخل إلى قلب إنسان مستبصر جديد، جعل الله نور محمد وآل محمد يدخل إلى قلوب جميع الناس.
 

إن هذا الشاب كانت أسباب استبصاره غريبة بعض الشيء، فقد كانت أخته زميلة لي في الجامعة اللبنانية كلية الحقوق وكانت هذه الفتاة متعلقة بحزب الله كثيراً لما يقوم به من أعمال بطولية في مقاومة الاحتلال في الجنوب.
قلت لها: أتعلمين ما هو الحافز لجهاد هؤلاء في سبيل الله؟
فقالت لي: ما هو؟
قلت: قصة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ثم أهديتها كتاب عن واقعة الطف.
أعجبت كثيرا بهذه القصة وبدأت تسألني عن عقائد الشيعة، وقالت لي إن أخاها معجب بهذه القصة وقد طلبت مني زيارتهم في منزلهم وبالفعل قمت بزيارتهم وتعرفت على أهلها، وكانوا أناسا في منتهى اللطف.
 

وقد جلست أنا وأخوها وأخوتها البنات الأخريات وبدأ التكلم عن مذهب أهل البيت (ع) وعقائدهم، ودخلنا في عدة مواضيع وكنت أنا مجهزا نفسي لمثل هذه الجلسة وقد أعطيتهم عدة كتب من حياة مستبصرين وكتب مناظرات وقد امتدت الجلسات إلى حوالي اثني عشر يوما وبعدها أعلن كل الأولاد في البيت التشيع وهم على الشكل التالي: مصطفى، براءة، سماح، وبقي اسم ولكن لا أتذكره وهو أسم أخته الصغيرة، أما مصطفى فقد تطوع في الجامعة العربية في بيروت في التعبئة التربوية في بيروت، وهو الآن من العاملين الناشطين في مجال عمله.
 

وقد سألته يوما عن أصل تسمية عائلتهم بالدرزي، فقال لي إن أصل عائلتهم كان من الدروز وقد سكنوا في مدينة صيدا منذ أكثر من مئة وخمسين عاما.
 

نشكرلكم إخوتنا وأخواتنا طيب الإستماع للقاء اليوم من برنامج (بالحسين إهتديت) قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران…الى لقاء آخر بإذن الله وتوفيقه دمتم في رعايته سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة