البث المباشر

دعاؤه عليه السلام في التحميد لله تعالى (5)

الأحد 31 مايو 2020 - 10:02 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- إشراقات من الصحيفة العلوية


اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا تَأْخُذُ وَتُعْطِي، وَعَلَى مَا تُعَافي وَتَبْتَلي. حَمْداً يَكُونُ أَرْضَى الْحَمْدِ لَكَ، وَأَحَبَّ الْحَمْدِ إِلَيْكَ، وَأَفْضَلَ الْحَمْدِ عِنْدَكَ.
حَمْداً يَمْلاَُ مَا خَلَقْتَ، وَيَبْلُغُ مَا أَرَدْتَ. حَمْداً لاَ يُحْجَبُ عَنْكَ، وَلاَ يُقْصَرُ دُونَكَ. حَمْداً لاَ يَنْقَطِعُ عَدَدُهُ، وَلاَ يَفْنَى مَدَدُهُ.
فَلَسْنَا نَعْلَمُ كُنْهَ عَظَمَتِكَ إِلاَّ أَنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ: حَيٌّ قَيُّومٌ، لاَ تَأْخُذُكَ سِنَةٌ (۱) وَلاَ نَوْمٌ، لَمْ يَنْتَهِ إِلَيْكَ نَظَرٌ، وَلَمْ يُدْرِكْكَ بَصَرٌ، أَدْرَكْتَ الاَْبْصَارَ، وَأَحْصَيْتَ الاَْعْمَالَ، وَأَخَذْتَ بِالنَّواصِي وَالاَْقْدَامِ.
وَمَا الَّذِي نَرَى مِنْ خَلْقِكَ، وَنَعْجَبُ لَهُ مِنْ قُدْرَتِكَ، وَنَصِفُهُ مِنْ عَظِيمِ سُلْطَانِكَ (۲)، وَمَا تَغَيَّبَ عَنَّا مِنْهُ، وَقَصُرَتْ أَبْصَارُنَا عَنْهُ، وَانْتَهَتْ عُقُولُنَا دُونَهُ، وَحَالَتْ سَوَاتِرُ الْغُيُوبِ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ أَعْظَمُ.
فَمَنْ فَرَّغَ قَلْبَهُ، وَأَعْمَلَ فِكْرَهُ، لِيَعْلَمَ كَيْفَ أَقَمْتَ عَرْشَكَ، وَكَيْفَ ذَرَأْتَ خَلْقَكَ (۳)، وَكَيْفَ عَلَّقْتَ فِي الْهَوَاءِ سمَـاوَاتِكَ، وَكَيْفَ مَدَدْتَ عَلى مَوْرِ (٤) الْمَاءِ أَرْضَكَ، رَجَعَ طَرْفُهُ حَسِيراً (٥)، وَعَقْلُهُ مَبْهُوراً (٦)، وَسَمْعُهُ وَالَهِاً (۷)، وَفِكْرُهُ حَائِراً.

(۱) السنة: اوائل النوم.
(۲) شأنك (خ ل).
(۳) ذرأت: خلقت.
(٤) المور: الموج.
(٥) حسيراً: متعباً.
(٦) المبهور: المغلوب ومنقطع نفسه من الاعياء.
(۷) الواله من الوله، وهو ذهاب الشعور.

 

المصدر: الصحيفة العلوية

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة