البث المباشر

قصيدتان في مدح ورثاء شهيدين الذي أستشهد مع الإمام الحسين

الأحد 22 ديسمبر 2019 - 14:11 بتوقيت طهران
قصيدتان في مدح ورثاء شهيدين الذي أستشهد مع الإمام الحسين

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 832

بسم الله والحمد لله الذي أنار قلوبنا بمودة صفوته المنتجبين وأبواب رحمته الكبرى للعالمين سيدنا محمد الهادي المختار وآله الطيبين الأطهار عليه وعليهم صلوات الله وتحياته وبركاته آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم ومرحباً في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأفاضل، لعل من أشد الشهداء مظلومية في التأريخ الإنساني، هم الشهداء من العترة المحمدية الذين قضوا نحبهم في طريق السبي الى الشام بعد واقعة عاشوراء الدامية، فلحقوا بركب الشهداء بعد أن تحملوا أقسى الجراحات في يوم عاشوراء وما بعد من وقائع السبي.
ولعل من مظاهر مظلوميتهم العميقة شدة تكتم مؤرخي السلطتين الأموية والعباسية على أخبارهم، الأمر الذي جعل الكثيرين لا يعرفون شيئاً عنهم، وبالتالي ندرت مدائحهم في سجل الأدب الولائي، من هنا خصصنا بعض حلقات هذا البرنامج لمختارات في رثاء هؤلاء الشهداء الأطهار نختارها مما أورده زملاؤنا في برنامج (شهداء السبي) الذي أعد للتعريف بهم صلوات الله عليهم.
وفي هذا اللقاء نقرأ لكم قصيدتين، الأولى في مدح ورثاء الشهيدين سعيد وعقيل سبطي الإمام أميرالمؤمنين – عليه وعليهما السلام – وولدي عبد الرحمان بن عقيل الذي أستشهد مع الإمام الحسين – عليه السلام – يوم عاشوراء، وقد استشهد ليلة الحادي عشر من شدة العطش.
والقصيدة الثانية هي في مدح ورثاء والدتهما العلوية الزكية السيدة خديجة بنت أميرالمؤمنين – عليهما السلام – وهي التي استشهدت عند وصول ركب السبايا الى الكوفة متأثرة بالجراحات التي أصيبت بها عند الهجوم السفياني على مخيم العيالات الحسينية.. تابعونا مشكورين
قال أحد أدباء الولاء تحت عنوان (شهيدا العطش):

هدر الزلال مؤبناً بعويل

يبكي لخطب سعيدهما وعقيل

يحكي ظليمة من قضوا قتلى الظما

من عترة المبعوث بالتنزيل

للمرتضى سبطان في عمر الصبا

لحقهما بخالهما بلا تغسيل

كأس الشهادة كان ريهما الذي

به يسقيان ببكرة وأصيل

عطشاً يفتت منهما كبد الصفا

بحصار لؤم أمية ونصول

 

طفلان من آل الحسين سباهما

في يوم عاشوراء شر قبيل

فدهاهما ريب المنون بليلة

من بعد عصر بالجراح ثقيل

يا آه زينب إذ رأت جسديهما

متعانقين على ثرى التقتيل

لهفي لأمهما خديجة حيدر

تسترجع الآهات بالتهليل

تهديهما وهما سكينة قلبها

لرضيع طهر ظامئ وقتيل

فتجيبها الثكلى الرباب بلوعة

تبكي لخطب سعيدها وعقيل

لنظل ننعى في أسى قتلى الظما

في ندبة للثائر المأمول


أيها الأفاضل، ولهذا الأديب قصيدة في رثاء أم هذين الشهيدين الزكيين شهيدة السبي مولاتنا السيدة خديجة بنت أميرالمؤمنين – عليه السلام – وهي – سلام الله عليها – صاحبة المرقد المعروف في مقابل المسجد الأعظم في الكوفة..
قال حفظه الله:

عرج الفؤاد الى ربى كوفان

ليزور قبر شهيدة الأحزان

أم الشهيدين اللذين لحيدر

سبطا وفاء للهدى غصنان

هي بنت حيد من شجاها فقده

ويتيمه قد صانها الحسنان

وسمية الكبرى خديجة أحمد

أخت الحسين ونبعة الإيمان

وحليلة الفادي بمهجة قلبه

في يوم عاشورا أبا الإحسان

هو عبد رحمان وشبل عقيلها

زوج الوفاء وزينة الأقران

 

قد سامها في الطف خطب هائل

متتابع الأحزان والأشجان

قطعاً توزع قلبها متقسماً

بمصارع الإخوان والولدان

وتأججت لوعاتها لما رأت

جسد الحسين فريسة العسلان

يا وجدها إذ يستبيح حريمها

شر الأبالس إنسها والجان

سلباً ونهباً والسياط نوازل

تدمي القلوب بلسعة الأبدان

والنار تلهب في الخيام حرائراً

والخيل ترفس خيرة النسوان

 

قد أثكلت بسعيدها وعقيلها

عطشاً تقطع فيهما الكبدان

كانا لها السلوى فبعدهما العفا

- قالت – على الدنيا بلا سلوان

حملت على الأقتاب في غل وهي

بنت الوصي وسيد الفرسان

وتساق سبياً والرماح قوارع

زجراً لدمعتها على العطشان

 

ويطاف إذلالاً بها في كوفة

كانت بحيدر زهرة البلدان

وتذيب مهجتها شماتة أرجس

شتم الوصي وسيد الفتيان

قد أثخنت فيها الرجاح وعمرها

عمر الربيع مآله العقدان

حتى مضت بجراحها مهضومة

فعيوننا عبرى مدى الأزمان

لشهيدة في السبي يرفع قبرها

صوت الظليمة في ربى كوفان


وبهذا نصل، أيها الأكارم، الى ختام حلقة أخرى من برنامج (مدائح الأنوار) خصصناها لقصيدتين في مدح ورثاء مولاتنا السيدة خديجة بنت أميرالمؤمنين صاحب المرقد المشهور في الكوفة وولديها الشهيدين الزكيين سعيد وعقيل إبني شهيد كربلاء المولى عبدالرحمان بن عقيل سلام الله عليهم أجمعين.
نشكركم عن كرم المتابعة ولكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات، دمتم في أمان الله

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة