البث المباشر

في مدح الإمام علي المرتضى حسن بن عبد الباقي الموصلي

الأحد 22 ديسمبر 2019 - 09:32 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 791

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الهداة الى الله.
السلام عليكم مستمعينا الأطائب وطابت أوقاتكم بكل خير ورحمة وبركة، معكم بتوفيق الله في حلقة جديدة من هذا البرنامج فأهلاً بكم ومرحباً.
أيها الأفاضل، كان من المظاهر الكريمة لرحمة الله بعباده تبارك وتعالى أن جعل لهم في بلاده منارات هداية وينابيع رحمة في بيوت مكرمة أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه عزوجل.
ومن أفاضل هذه البيوت الإلهية المشاهد المشرفة بمراقد أهل بيت النبوة – صلوات الله عليهم أجمعين – ومن مصاديق الحقيقة المتقدمة في المجال الأدبي أن كانت هذه المشاهد المشرفة دوماً مصادر إيحاء للقيم الإلهية الجميلة يجسدها الأدباء في مدائح إيمانية وهم يزورون هذه المشاهد ويتوسلون بأصحابها الى الله تبارك وتعالى.
في هذا اللقاء نقرأ لكم نموذج من هذه المدائح وهي من إنشاء أحد أشهر شعراء الموصل في عصره أي القرن الهجري الثاني عشر، وهو من أدباء العلماء من المذهب الحنفي، إنه الأستاذ حسن بن عبد الباقي بن أبي بكر العمري الموصلي الملقب بعبد الجمال، وهو ابن أخ الشاعر الموصلي الشهير عبد الباقي العمري صاحب ديوان الباقيات الصالحة، وقد وردت ترجمة مفصلة لهذا الشاعر في مقدمة ديوانه المطبوع في الموصل سنة ۱۳۸٦ للهجرة بتحقيق الأستاذ محمد صديق الجليلي، وقد ولد حدود سنة ألف ومئة للهجرة وتوفي ببغداد سنة ۱۱٥۷ رحمة الله عليه..
وقد أورد له الخطيب الحسيني البارع السيد جواد شبر في الجزء الخامس من موسوعة (أدب الطف) مديحتين علوية وحسينية أنشأهما عند زيارته المشهدين العلوي والحسيني نقرأ لكم مديحته العلوية بعد قليل فابقوا معنا مشكورين.
جاء في ديوان هذا الشاعر – رحمه الله – ما نصه:
ما أنشأه الأديب حسن عبد الباقي بن أبي بكر الموصلي يمتدح سيدنا ومولانا أميرالمؤمنين ويعسوب الدين الإمام علياً بن أبي طالب عليه السلام وذلك لما قادته السعادة الأزلية من غلالة التوفيق لزيارة المشهدين الشريفين في سلخ جمادي الآخرة من سنة ۱۱٤۳، وكتبها على باب الحضرة المنورة وهي:

نعم بلغت يا صاح نفسي سؤالها

وليس عليها كالنفوس ولا لها

فزمزم ودع ذكر الحطيم وزمزم

فقد جعلت ذكر المقام مقالها

مقام هو الفردوس نعتا ومشهداً

وجنة خلد قد سقيت زلالها

 

فيا قبة الافلاك لست كقبة

المقام مقاما بل ولست ظلالها

فكم هبطت للارض منك كواكب

لتلثم حصباء بها ورمالها

وكم ود بدر النم حين حجبتها

رجال حفاة ان يكون نعالها

فتلك سماء بالمصابيح زينت

وان فخرت كان الهلال هلالها

وتأمن عين الشمس كسفا ولا ترى

إذا اكتحلت ذاك التراب زوالها

فهاتيك في وجه الوجود كوجنة

وقبر ابن عم المصطفى كان خالها

 

وصي وصهر وابن عمر وناصر

وحامي الورى طرا وماح ضلالها

علي امير المؤمنين ومن حوى

مقاما محا قيل الظنون وقالها

فمن يوم اسمعيل بعد محمد

اذا عدت الاحساب كان كمالها

وضرغامها والمرتضى وامامها

وحيدرها والمرتضى وجلالها

واكرمها والمرتجى ويمينها

واعلمها والملتجى وشمالها

فكيف ترى مثلا لا كرم عصبة

اذا كنت تدري بالوضي اتصالها

فلا تسم الاعصاب من صلب آدم

وان سمت لا تسوي جميعا عقالها

لها السؤدد الاعلى على كل عصبة

ولم تر بين العالمين مثالها

لقد حازت السبطين بدري محمد

وبضعته الزهراء نورا وآلها

 

فيا خير من ارخت ازمة نوقها

اليه حداة زاجرات جمالها

ويا خير من حجت اليه من الورى

بنو آمل القت اليه رحالها

ويا خير مأوى للنزيل وملتجى

اذا ازمة ابدى الزمان عضالها

الا أيها الممتاز من آل هاشم

ومن كان فيهم عزها واكتمالها

ألا يا أبا السبطين يا خير من رقى

لمنزلة حاشا الورى ان ينالها

ازلت ظلام الثرك يا آية الهدى

وافنيت اصنام العدى ورجالها

واطلعت شمس الحق والكفر قد دجى

ولولاك يا فخر الوجود ازالها

 

أتيناك نسعى والذنوب بضائع

وقد حملت منا الظهور ثقالها

ولما تنافسنا ببذل نفائس

وانفسنا أهدت إليك ابتهالها

عفا اللّه عني لم أجد غير مهجة

وادرى اذا ما قد رضيت امتثالها

فواللّه مهما حل حضرتك التي

تحج بنو الآمال نال نوالها

 

اغتني اغتني من هوى النفس علني

أرى للتقى بعد الشفاء مآلها

أجرني أجرني من ذنوب تراكمت

فمالى سوى الالطاف منك ومالها

اعني اعني من عناء وازمة

ازلها ابا السبطين وأصرم حبالها

فدهم الليالي العاديات مغيرة

وقد اوسعت ايام عسرى مجالها

وضاق فسيح الأرض حتى كأنني

حملت على ضعفي الفلا وجبالها

كأن الدواهي حرة قد تزوجت

بقلبي ولم تبذل لغيري وصالها

بذلت لها عمري صداقا ولم تلد

سوى حرقة قد ارضعتها اشتعالها

وسوف اراها طالقا بثلاثة

على يدهم اني اعتقدت زوالها

أبا الحسنين المرتضى وحسينه

وفاطمة هبنى لمدحى عيالها

فمن مطلعي حتى الختام بمدحهم

نعم بلغت يا صاح نفسي سؤالها


كانت هذه مستمعينا الأكارم المديحة العلوية التي أنشأها عند زيارته مشهد أميرالمؤمنين – عليه السلام – الأديب الحنفي الأستاذ حسن بن عبد الباقي بن
أبي بكر الموصلي من أعلام أدباء الموصل في القرن الهجري الثاني عشر رحمة الله عليه.
وقد قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران شكراً لكم وفي أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة