البث المباشر

تخلقوا بأخلاق الله

السبت 21 ديسمبر 2019 - 14:59 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 758

بسم الله وله الحمد والمجد والعزة والكبرياء العالي الأعلى تبارك وتعالى أرحم الراحمين، وأزكى صلواته المتواترات على رحمته الكبرى للعالمين وآياته العظمى ونوره المبين سيدنا المصطفى الأمين سيد المرسلين وآله الطيبين الطاهرين.
سلام من الله عليكم إخوتنا المستمعين.. تحية الإيمان والولاء نهديها لكم ملؤها من الله الرحمة والبركات؛ فأهلاً بكم ومرحباً في لقاء اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأفاضل، ورد في الأحاديث القدسية أن الله تبارك وتعالى أمر أولياءه بالتخلق بأخلاقه السامية ويظهروا بها لعباده لكي يعرفوه بها، وهذا هو جوهر الحديث النبوي الشهير الذي يخاطب فيه النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – أمته بل جميع طالبي الحياة الكريمة والكمال الحق بقوله: (تخلقوا بأخلاق الله) فهذا الخطاب يمثل في واقعه تحقق هدف رسالته السمحة البيضاء كما يصرح بذلك قوله – صلى الله عليه وآله -: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
وهذه الحقيقة العقائدية المحورية تجسدها المديحة العلوية التي نقرأها لكم في هذا اللقاء ففيها جميل الإستلهام لأنوار الأخلاق الإلهية من خلال التأمل في خصال معرف العالمين بالأخلاق المحمدية أخو رسول الله ووصيه الإمام أميرالمؤمنين علي المرتضى – عليه السلام –؛ والقصيدة هي من إنشاء الأديبة القطيفية المبدعة أختنا أمل الفرج حفظها الله تقول فيه بلغة وجدانية موفقة ورقيقة.

الضوءُ أولى مفرداتِ الساقيه

والماءُ أحجيةٌ بقلبِ الآنيه

ما بين هذينِ الذَين استأنسا

روحي وقفتُ وأمنياتي القانيه

وجرحتُ منفايَ الذي آويتُهُ

أمي ليُغرقني الحنينُ كما هيه

نُعمى ترددُ والولاءُ يزفُها

لشريعتينِ من الهوى بسمائيه

جاءتْ بأسماء (القطيفِ) لكي ترى

عبقَ الترابِ على جبينِ الداليه

والنخلة الشمّاءُ آخرُ ما رأتْ

وتبسّمتْ كالنهرِ عندَ الضاحيه

لتفيضَ بالمدفونِ في آمالِها

مما سقتنيهِ الهوى بطواعيه

فقرأتُها ومناهلي مسكونةٌ

بالشوقِ والنجفُ الأغرُّ كتابيه

حتى رأيتُ اللهَ ساكنَ خطوتي

ومسائلي زلفى وروحي داعيه

يا أيها الأعلى وتلكَ زيارةٌ

أخرى وكعبةُ بيت ربي حانيه

ضمتْ لحون الغيم من عليائها

في فاطماتِ الحبِّ أماً باكيه

والزمزمُ المهدورُ شاطأ روحها

فاهتزَّ عرشُ الماءِ في ذي الناحيه

وانشقّ ذياكَ الجدارُ وصافحتْ

كلُّ السماءِ ولادةً متعاليه

وعلى تضاريسِ الرخامِ روايةٌ

كانت على مدِّ الحضارةِ راويه

زفرتْ جبينَ النورِ فاختطَّ السنا

في كلِّ متسعٍ يهزُّ القافيه

حتى تجمهرتِ الملائكُ سجّداً

ترمي اختيال العاشقين علانيه

شطرَ المدارات البهيّةِ ترتمى

والغيبُ كاهنُها يطوفُ بساريه

فيها عليٌ باصطفاءِ علّوهِ

تسَّاقطُ النجماتُ روحاً زاهيه

وعلى محمد أشرفَ الأملُ الذي

فيه انتظارُ الفجرِ يدعو ناديه

اللهُ يا هذا ال (عليّ) تسامرتْ

آياتُ هذا الكون باسمكَ آتيه

اللهُ يا هذا ال (عليّ) أرقتَ من

كاساتِ قلبِ الله عيناً جاريه

اللهُ يا هذا ال (عليّ) وأزهرتْ

زهراؤكَ الأعلى بروحٍ ثانيه

هذا ال (عليّ) الراحمُ الدنيا اعتلى

إيقاعةَ الفردوسِ نخبَ العافيه

هذا ال (عليّ) الواهبُ الروحَ العُلا

في روحهِ عددُ السماءِ ثمانيه

سبحانكَ الأنقى تراوحُ نهرنا

فنفيضُ عشقاً خمرةً متتاليه

خذنا نصلّي الطينَ فيك لأنهُ

ابنٌ لروحكَ والقرابةُ عاليه

خذنا نصلّي الماءَ فيك فماؤنا

كانتْ حواشيهِ الرقيقةُ ظاميه

خذنا على خمِّ نمارسُ خطونا

ما بخبخَ الحبُّ العليُ شفافيه

خذنا وفتِّحْ من هوانا كعبةً

فالعاشقون على الصراطِ سواسيه

يطوّفونَ مواسماً عَلَويةً

كانت كسيماءِ القلوبِ مواليه


سبحان الله ونحمده على أن هدانا للتقرب إليه بموالاة محمد وآله الطيبين – صلواته عليهم أجمعين – فهم أسماؤه الحسنى التي جعلها وسيلة لمعرفته وتوحيده تبارك وتعالى؛ وهذا هو التسبيح الذي إشتملت عليه هذه المديحة العلوية التي قرأناها لكم – مستمعينا الأكارم – في لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) وهي من إنشاء الأديبة القطيفية المبدعة أختنا أمل الفرج حفظها الله، شكراً لكم على طيب المتابعة ودمتم في رعاية سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة