البث المباشر

عقيل اللواتي النور المحمدي

السبت 21 ديسمبر 2019 - 14:53 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 755

بسم الله وله الحمد متصلاً متواتراً إذ أنعم علينا بالتقرب إليه بمناري هدايته للعالمين عروته الوثقى ورحمته الكبرى قرآنه الكريم وعترة حبيبه المبعوث رحمة للخلائق أجمعين سيدنا المصطفى الأمين – صلوات الله عليه وآله الطيبين الطاهرين -.
سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات، أطيب التحيات ملؤها من الله الرحمات والبركات نهديها لكم شاكرين لكم تخصيصكم هذه الدقائق للإستماع لحلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار).
أيها الأطائب، النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – هو مصدر جميع أنوار أهل بيته الطاهرين فهو الشمس التي تستمد بدورهم أنوارهها منها، لذلك لا يمكن الفصل بين النور المحمدي وبين أنوارهم فهم عليهم السلام نور واحد هو نور الله ورسوله صلى الله عليه وآله.
هذه الحقيقة العقائدية دلت عليها كثير من النصوص الشريفة التي روتها مصادرنا الحديثية المعتبرة، ونلتقي بتصوير أدبي بليغ لها، فاضت به قريحة الإيمان في قلب الأديب العماني المبدع الأستاذ عقيل اللواتي، فأنشأ القصيدة التالية التي وضعنا لها عنوان (النور المحمدي)، تابعونا مشكورين.
قال الأخ عقيل بلغة وجدانية مؤثرة:

قد أخرسَ الشُّعراءَ نُطقُ المبسَمِ

واللحظُ يُروي كُلَّ كونيَ إنْ ظمي

والليلُ يضحكُ و النجومُ تراقصتْ

فرحاً سما، أَسَمَاءَنا فلتبسمي

ما بالُ ليلتِنا يشعُّ ضياؤُها

منْ ذا يُجبْ؟ فالشعرُ عربَدَ في دمي

فبعثتُ أخيلتي وقلتُ لها: اذهبي

فتحسَّسي أنباءَها ليَ و اعلِمي

فمضَتْ تجوبُ المشرقين كأنَّها

روحُ الطَّهارةِ في كيانِ الأكرَمِ

وقَفتْ على عَتَباتِ مكَّةَ فارتوتْ

منها العُصورُ و غيرَ ذا لمْ تُلْهَمِ

وأتتْ إلى أطيابِ يثربَ و انثَنتْ

حيرى تُسائلُ أحمَداً بتَرنُّمِ

يا سيِّدَ الأكوانِ أيَّ كرامَةٍ

بَزَغَتْ فأضحَتْ في المقامِ الأعظَمِ

فبدا الضِّياءُ من البقيعِ مُجاوباً

أكرمْ بنورِ بقيعِنا المُتكلِّمِ

قُمْ وارمُقْ النَّجَفَ الأغَرَّببسمَةٍ

إنَّ الجوابَ لفي كتابٍ مُحكَمِ

ومضى الضِّياءُ مُجلْجِلاً في كربلا

فهي المنارُ لكُلِّ عِزٍّ مُعْلَمِ

وأقامَ هذا النُّورُ يرفُلُ بالهَنا

ملأ الدُّنا مجداً لطه ينتمي

ولهُ ببغدادَ القداسةِ أنجُمٌ

لَمَعَتْ كفجرٍ بالكرامَةِ مُفْعَمِ

وبطوسَ عاشَ النُّورُ يحتضنُ الشَّذا

في كلِّ قلبٍ طاهِرٍ و مُكرَّمِ

وهناكَ سامراءُ قهقَهَ مجدُها

فرَحَاً بليلتنا بثغرِ مُتيَّمِ

يا نورَ عرشِ اللهِ مهلاً إنَّني

أبغي الصَّفاءَ لعالِمٍ و مُعلِّمِ

إنِّي رأيتُ الكونَ يبسَمُ بالضِّيا

بفمِ الخُلودِ كلحنِهِ المُتَرنِّمِ

وإذا الجوابُ من السَّماءِ سحائِبٌ

هَطَلَتْ على دارِ العليِّ الأعظَمِ

غيثُ الإمامَةِ و المكارمُ نبعُها

من كوثرِ الجنَّاتِ كانَ كزمزمِ

أنوارُ قُدسٍ قد أحاطَتْ كونَنَا

هي لا تزالُ بكُلِّ قلبٍ ترتمي

أنوارُ قُدسٍ والمشاعرُ والنُّهى

جاءتْ تُسلِّمُ للزَّكي و تحتمي

في ليلةِ الميلادِ يُشرقُ كونُنا

كشُعاعِ شمسٍ للطَّهارةِ ينتمي

هذا الجوابُ يَصكُّ آذانَ الدُّنا

جبريلُ يهتفُ بالضِّياءِ و بالفَمِ

وُلِدَ الزَّكيُّ العسكريُّ وإنَّهُ

نورُ الإلهِ بكوننا المُتبسِّمِ

مولايَ ذكرُكَ للقُلوبِ سعادةً

لا تنتهي و مَعينَ فكرٍ مُلْهَمِ

إنِّي عجبتُ لشانئيكَ وقولُهُمْ

إنِّي موالي، فاستباحوا لي دمي

قد كفَّرونا ويلهمْ فشعارُنا

لا يُنكِرُ النُّورَ العظيمَ سوى العمي

سيظلُّ هذا النُّورُ نورُ هدايةٍ

وتظلُّ أنتَ على جِراحي بلسمي

ويظلُّ حرفي كالسِّهامِ بقلبهمْ

فاحكمْ إلهي في فعالِ المجرمِ

هدمُ القِبابِ نذالةٌ من طبعِهمْ

هدمُ القِبابِ وسيلةٌ للمُعدِمِ

وتظلُّ قُبَّتكَ المُنيرةُ مسجدي

فالأصلُ يبقى والفروعُ ستنتمي


شكراً لكم مستمعينا الأكارم على كرم المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، وقبل أن نودعكم نذكركم بأن القصيدة التي قرأناها لكم كانت من إنشاء الأديب العماني المبدع الأخ عقيل اللواتي أنشأها في الإستنارة بالأنوار المحمدية الوضاءة..
تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير ورحمة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة