البث المباشر

فيه مقاطع حسان

السبت 21 ديسمبر 2019 - 08:07 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 682

بسم الله والحمد لله الذي هدانا لمعرفة سفن نجاته ومعادن حكمته وميزان موالاته خلفائه في بلاده وأمنائه في عباده حبيبه وحبيبنا الهادي المختار وآله الأبرار الأطهار صلواته وتحياته وبركاته عليهم آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم مستمعينا الأعزاء ورحمة الله وبركاته، بتوفيق الله نلتقيكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج، نتبع فيها قراءاتنا للنتاجات الأدبية الإستلهامية من قيم الملحمة الحسينية الغراء والتي تفجرت بها قرائح أدباء من مختلف الإتجاهات والإنتماءات والأقطار والأديان.
وفي هذا اللقاء إخترنا لكم مقطوعات من ديوان أحد أعلام الأدب الدمشقي الإيماني في القرن الهجري السادس، إنه العالم المؤدب والأديب المبدع فتيان بن علي الأسدي المولود في مدينة بانيس الشامية سنة ٥۳۳ للهجرة والمتوفى سنة ٦۱٥ في دمشق الذي قضى فيها أغلب عمره وفي حي (الشاغور) منها ولذلك إشتهر باسم فتيان الشاغوري، وقد مدح إبن خلكان وقال عن ديوان شعره: (فيه مقاطع حسان).
والمقطوعات التي إخترناها من ديوان هذا الأديب الدمشقي المبدع تمتاز بقوى تفاعله مع المظلومية الحسينية كمنطلق لترسيخ قيم البراءة من الظالمين.. تابعونا على بركة الله.
قال الأديب المبدع فتيان الشاغوري في قصيدة قصيرة مؤثرة:

الشَوقُ أَذكى النارَ في أَحشائي

وأَسالَ مِن عَينَيَّ عَينَي ماءِ

أعشارُ قَلبي قُطِّعَت فَتَقَطَّعَت

بِمُدى الأَعادي يَومَ عاشوراءِ

ضَحِكَ الأَعادي مِن تَشَتُّتِ شَملِنا

وَا خجلَتي مِن ضحكِهِم وَبُكائي


ونقرأ في ديوان هذا الأديب الشامي فتيان الشاغوري مقطوعة أخرى تكمل سابقتها في التفاعل الوجداني مع الملحمة الحسينية حيث قال في مقطوعة عاشورائية مستقلة:

لِمَ لا أَسُحُّ بِيَومِ عاشوراءَ

مِن مُقلَتَيَّ دَماً يُمازِجُ ماءَ

يَوماً بِهِ قُتِلَ الحُسَينُ بِكَربَلا

قَتلاً حَوى كَرباً بِهِ وَبَلاءَ

عافَ الوُرودَ فَماتَ مِن ظَمَأ بِهِ

لما أَتى يَتَنَفَّسُ الصُعَداءَ

وَالماءُ أَشكَلَ مِن دِماءِ جِراحِهِ

فَكِلاهُما في اللَونِ كانَ سَواءَ


أيها الإخوة والأخوات، ومن قصيدة طويلة في مدح أهل بيت النبوة وبيان منزلتهم – عليهم السلام – في الهداية إلى الله والشفاعة عنده تبارك وتعالى نقرأ طائفة من الأبيات يبين فيها الأديب الدمشقي محورية الولاء الحسيني على مر التأريخ الإسلامي في النجاة والفلاح مشيراً إلى دور البراءة من الظالمين أعداء الله وأعداء رسوله – صلى الله عليه وآله – قال رحمه الله:

هم القوم الألى سادوا وجادوا

وهم أزكى بني الدنيا أصولا

هم حصني الحصين وليس خلق

سواهم لي غداً ظلاً ظليلا

وهم يوم المعاد لنا غياث

بهم نرجو إلى الفوز الوصولا

وهل أحد بمكرمة يسامي

أبا حسن وفاطمة البتولا

وهل من خمسة يوماً سواهم

أتموا ستة مع جبريئلا

بهم في الجدب نستسقي فنسقى

ويصرف ربنا عنا المحولا

ألم يك الإبتهال بهم قديماً

على تعظيم شأنهم دليلا

علي هازم الأحزاب قدما

وقد هاجت له الهجيا الذحولا

تولاها وفارقها حميداً

ولك يظلم بها أحد فتيلا

ألهفي للحسين غداة أضحى

هناك بكربلا شلواً قتيلا

يمزق جسمه دوس المذاكي

وقد أعلت ولاياه العويلا

شكا ظمأً فما عطفوا عليه

ولا ألووا ولا أرووا غليلا

أيا ماء الفرات نضبت ماءً

لأنك منه لم تشف الغليلا

رسول الله سماه حسينا

وقبل ثغره زمناً طويلا

سيشقى الظالمون به ويسقى الـ

ـولاة المؤمنون السلسبيلا

محبوهم ببغضهم سواهم

عدمتهم لقد ساءوا سبيلا

سوى القوم الألى قتلوا حسيناً

وسبوا صنو أحمد والخليلا

ومدحهم أتى في هل أتى محـ

ـكما مدحاً كثيراً لا قليلا

وليس العروة الوثقى سواهم

فكن مستمسكاً براً وصولا

وإني سوف أدرك في معادي

بمدح بني رسول الله سولا

صلاة الله خالقنا عليهم

غدو الدهر تترى والأصيلا


كانت هذه – أيها الأخوات والإخوة – مقطوعات في المدح الرثائي لسيد الشهداء ورمز الكرامة والإباء أبي عبد الله الحسين – صلوات الله عليه – إخترناها لكم من ديوان أحد أعلام الأدب الدمشقي الإيماني في القرن الهجري السادس هو الشاعر المبدع فتيان بن علي الأسدي الشهير بالشاغوري رحمة الله عليه.
وقد قرأناها لكم ضمن حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) يأتيكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. شكراً لكم وفي أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة