البث المباشر

الذبح العظيم

السبت 21 ديسمبر 2019 - 07:42 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 678

بسم الله والحمد لله منير القلوب بمحبته ومودة أحبائه المنتجبين المبعوث رحمة للعالمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الأعزة ورحمة الله وبركاته.. وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج.
أيها الإخوة، (الذبح العظيم)، هو العنوان الذي إخترناه لمديحة هذا اللقاء وهي قصيدة حسينية غراء، تعد من بدائع الأدب الحسيني لجميل جمعها بين المديح والرثاء عبر صور بليغة مستلهمة من كثير من النصوص الشريفة المبينة لدور ملحمة سيد الشهداء في الحياة الإسلامية وفي حفظ الرسالة المحمدية.
ولهذه الميزة إخترنا لها عنوان (الذبح العظيم) الذي تتمظهر فيه هذه الميزة.
أما منشؤ هذه القصيدة البديعة فهو المؤرخ العالم عبد الباقي بن سليمان العمري الموصلي وهو من أتباع المذهب الحنفي الذين خصص أغلب شعره في مدح أهل البيت – عليهم السلام – وجمعه في ديوان مستقل سماه (الباقيات الصالحات).
وهذا الأديب المبدع هو مواليد مدينة الموصل العراقية سنة ۱۲۰٤ للهجرة وتوفي ببغداد سنة ۱۲۷۹ هـ وقد كتب بخط يده مؤرخاً عام وفاته قبيل وفاته وقال – رحمه الله:

بلسان يوحد الله أرخ

ذاق كأس المنون عبد الباقي


بدأ الأديب المرحوم عبد الباقي العمري مديحته الحسينية بنسبة سيد الشهداء إلى (الحاشر) وهو أحد ألقاب أبيه المرتضى – عليهما السلام – وهو لقب يشير إلى شجاعته الفريدة، قال رحمه الله:

قضى نحبه في كربلاء ابن حاشر

ولن ينقضي نحبي عليه إلى الحشر

قضى نحبه في نينوى وبها ثوى

فعطر منها الكائنات ثرى القبر

قضى نحبه في الطفِّ من فوقه طفا

نجيع كسا الآفاق بالحلل الحمر

قضى نحبه في حائر فتحيرت

دموع بكا الدنيا على وجنه الدهر

قضى نحبه من راح للحرب خائضا

ببحر دم فانصبَّ بحر على بحر

قضى نحبه والبيض تكتب أحرفا

بها نطقت في الطعن ألسنة السمر

قضى نحبه من للقضا كان سيفه

فراح على افرنده دمه يجري

قضى نحبه الذبح العظيم بشفرة

بها الموت يوم الحشر يبطح للنحر

قضى نحبه والشمس فوق جبينه

تحرر بالأنوار سورة والفجر

قضى نحبه والكون يدمي بنائه

ويخدش منه الوجه بالسن والظفر

قضى نحبه والنائحات عليه من

رعابيب فهر تلدم الصدر بالفهر

قضى نحبه والحور محدقة به

كما أحدقت في بدرها هالة البدر

قضى نحبه والدين أصبح بعده

إلى الله يشكو ما عراه من الضرِّ

قضى نحبه طود به طار نعشه

إلى الملأ الاعلى بأجنحة النسر

قضى نحبه من للقوارير قد وقى

وما قد وقتها آل صخر عن الكسر

قضى نحبه من يتبع الضيم بالظما

ويجرع في الهيجاء مرًّا على مرٍّ

قضى نحبه روح الوجود وسرَّه

ومرقده في كربلا موضع السرِّ

قضى نحبه والامر لله عالم

بما يقتضيه الحكم من عالم الامر

قضى نحبه ريحانة المصطفى التي

تفوح ليوم النشر طيبة النشر

قضى نحبه ابن الانزع البطل الذي

أذاق الردى عمرا وأعرض عن عمرو

قضى نحبه ابن الطهر سيدة النسا

سليلة فخر الكائنات أبى الغرِّ

قضى نحبه الوتر الحسين فمن قضى

بمأتمه نحبا قضى واجب الوتر

قضى نحبه الفرد الذي هو خامس

لأهل كسا منه اكتسى الفخر بالفخر

قضى نحبه والثغر يفترَّ باسما

بوجه المنايا وهي فاغرة الثغر

قضى نحبه من فرَّ من بعد كرِّه

إلى الله فاسترضاه بالكرَّ والفرَّ

قضى نحبه ابن الصنو شبير من غدا

أبوه حريا في أخي اشدد به أزري

قضى نحبه في جنة الخلد ثاويا

ومتكئا فيها على رفرف خضر

قضى نحبه في عبقري من الرضا

مسجى ومدفونا ببحبوحة البشر

قضى نحبه والناديات عليه لي

جلبن الاسى من حيث أدري ولا أدري

قضى نحبه أزكى السلام عليه ما

تكرر في أنداء مأتمه شعري


جزى الله خير الجزاء المؤرخ الموصلي العالم والأديب الأستاذ عبد الباقي بن سليمان العمري على هذه المديحة الحسينية الغراء... وقد قرأناها لكم في لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار)، نشكر لكم طيب المتابعة ولكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران أصدق الدعوات، دمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة