البث المباشر

مفتاح كل باب

الأربعاء 18 ديسمبر 2019 - 13:50 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 668

بسم الله والحمد لله الذي جعلنا من أمة وشيعة سيد النبيين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم مستمعينا الأكارم وأهلاً بكم في لقاء اليوم من برنامجكم هذا نقرأ لكم فيه مقاطع أخرى من قصيدة (في محراب علي) للأديب المسيحي اللبناني الأستاذ المعلم (خليل فرحات) وهي من روائع ما أنتجه الأدب الإنساني العام في مدح صوت العدالة الإنسانية خليفة المصطفى ووصيه المرتضى عليهما وآلهما أفضل التحية والسلام، وقد عرفنا في حلقات سابقة شاعرها وإنشائه لها إثر معافاة الله له من مرض عضال ببركة توسله إليه بوليه أميرالمؤمنين – عليه السلام – نقرأ لكم في هذا ثلاثة من مقاطعها فكونوا معنا مشكورين.
في المقطع السابع من مديحة (في محراب علي) يشير الأستاذ فرحات إلى الفتح العلوي لأبواب مدينة العلم المحمدية فيقول تحت عنوان (مفتاح كل الأبواب).

أرى الفتنة كالأعصار ند شكائما

ولما نهضت انصاع كالريض المهر

أرى النحو في الديجور ضاعت دروبه

وقلت له: ينحو فماس بلا خمر!

كذلك كان الخط خطوا بعتمة

وأنت جعلت الخطو في ضحوة الفجر!

كذا اللغة السمحاء عندك نضرت

كما رقرق الإشعاع تبرا على تبر!

رفعت مغانيها وشدت بروجها

وكم فرج الأبراج مفتاحك السحري!

هو العالم المعلوم لولاك ما نما

ولم يفر مجهول لو أنك لم تفر


أيها الأطائب، وفي المقطع الثامن من قصيدته الغراء يستلهم هذا الأديب المسيحي أسمى قيم الإخلاص لله عزوجل في الجهاد الحق وهو يتأمل في واقعة قتل رمز الفتوة، المرتضى – عليه السلام – لعمر بن عبد العامري في معركة الخندق وهي الواقعة التي قال عنها الصادق الأمين محمد المصطفى – صلى الله عليه وآله – (ضربة علي يوم الخندق خير من عبادة الثقلين)؛ وقبل قراءة هذا المقطع نشير إلى معاني بعض مفرداتها فوصفه لإبن ود العامري بالعتر يعني الطاغية القوي، والسيف الناطر أي المنتظر، قال الأستاذ (خليل فرحات) تحت عنوان (منذور للغاية):

وفي مخزن الحفاظ من صور الوغى

فريداتها العجباء جحجاحة الذكر

طواها مناكيد ولم يطوها الردى

وهيهات أن تطوي مطاولة السدر

ولو نشر السلوان كل طيوبه

لظل حسيرا دونه طيب النشر

جثمت عليه العتر والسيف جاهز

وهل يملك السياف غير هدى الأمر؟

وكرت تهاليل وفي البال أنها

ستشرب قبل السيف من مهجة البكر

وطارت على الآفاق أدصاء حدوة

تقط ضلوع الشر قطاً بلا شفر

لئن كان مهوى العرب عمرو ووده

فشطب هوى ود وشطب هوى عمر

ولكن حسبانا تغير حسبه

وحلت حلال العجب تفرق من غدر

وفي الجو إرعاد وفي الأرض غضبة

وطير عقل القوم رأفك بالعتر

أيصرف عنه السيف؟ والسيف ناطر

يحاول معنى الكف عن عنق الكفر!

وجوبهت بالتسآل: ماذا؟ وما جرى؟

وجاوزت من جازوا الحدود من الهذر

وقلت رماني العتر غيظا ببصقة

فقالوا أضاف النذل وزرا إلى وزر

أجبت: جهادي في سبيل قضية

خشيت عليها أن يداخلها ثأري

أنانية الإنسان ما كان مزجها

بقدسية الإيمان إلا من النكر

وما غير ذاك السمت ترضى عدالة

إذا لم أسودها تزلزل بي قدري

فحق أنا والحق عندي طريقه

فإن لم أسر فيه فأي به يسري؟


مستمعينا الأفاضل، إختار الأديب اللبناني المسيحي الأستاذ خليل فرحات للمقطع التاسع من قصيدته (في محراب علي) عنوان (الجهاد الأعظم) وضمنه مقارنة غاية في الأهمية بين الإمام المرتضى – عليه السلام – وأعلام الإصلاح في الأديان والمدارس الأخرى، وهذا ما سنقرأه لكم أيها الأكارم في حلقة مقبلة بإذن الله في حلقة أخرى من برنامجكم (مدائح الأنوار)، نشكر لكم كرم المتابعة ولكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات، دمتم في رعاية الله سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة