البث المباشر

من الشعر الإحتجاجي للصنوبري الحلبي و تميم الفاطمي

الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 - 10:27 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 355

بسم الله وله الحمد أن هدانا إلى معرفة و مودة أعلام صراطه المستقيم وخزائن فضله العميم النبي المصطفى وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم إخوتنا المستمعين، من الأغراض المهمة في الشعر الولائي الإحتجاج التوثيقي المدعم بالبراهين الساطعة قرآنا وسنة في مناصرة حق العترة المحمدية عليهم السلام. وقد اشتملت مدائح الأنوار المحمدية على كثير من هذه الإحتجاجات القوية، نختار منها في هذا اللقاء نموذجين من القرن الهجري الرابع هما أحمد الصنوبري وتميم الفاطمي رحمة الله عليهما.
قال العلامة الشيخ الأميني في موسوعة الغدير القيمة عن الشاعر الأول في هذا اللقاء: هو أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الجزري الرقي الضبي الحلبي، الشهير بالصنوبري، شاعر مجيد، جمع شعره بين طرفي الرقة والقوة، ونال من المتانة وجودة الأسلوب حظه الأوفر. ولد سنة (۳۰۳ هجري)، وتوفي سنة (۳۳٤ هجري)، قال رضوان الله عليه في إحدى قصائده الإحتجاجية مدافعا عن حق سيد الوصيين الإمام علي عليه السلام:

أليس من حل منه في أخوته

محل هارون من موسى بن عمران

صلى إلى القبلتين المقتدى بهما

والناس عن ذاك في صم وعميان

ما مثل زوجته أخرى يقاس بها

ولا يقاس إلى سبطيه سبطان

فمضمر الحب في نور يخص به

و مضمر البغض مخصوص بنيران

هذا غدا مالك في النار يملكه

وذاك رضوان يلقاه برضوان

قال النبي له: أشقى البرية

يا علي إن ذكر الأشقى شقيان

هذا عصى صالحا في عقر ناقته

وذاك فيك سيلقاني بعصيان

ليخضبن هذه من ذا أبا حسن

في حين يخضبها من أحمر قاني

نعم الشهيدان رب العرش يشهد لي

والخلق إنهما نعم الشهيدان

من ذا يعزي النبي المصطفى بهما

من ذا يعزيه من قاص ومن دان

من ذا لفاطمة اللهفى ينبؤها

عن بعلها وابنها أنباء لهفان؟

من قابض النفس في المحراب منتصب

وقابض النفس في الهيجاء عطشان

نجمان في الأرض بل بدران قد أفلا

نعم وشمسان أما قلت شمسان

ونبقى أيهاالإخوة والأخوات في القرن الهجري الرابع ونموذج آخر من الشعر الإحتجاجي المناصر لحق أهل بيت الرسالة المحمدية عليهم السلام، وهو للأديب العالم أبي علي تميم ابن الخليفة المعز لدين الله معد بن إسماعيل الفاطمي وهو أديب شاعر من بيت الملك في أبان عزه و مجده. فكان تميم والجميع قد أجمعوا أو كادوا يجمعون على عرش الإمارة في الشعر كما كان أبوه وأخوه على عرش الخلافة في مصر، توفي سنة (۳٦۸ للهجرة). قال رحمه الله في رده على عبد الله بن المعتز في قصيدته التي يفضل فيها العباسيين على العلويين:

ليس عباسكم كمثل علي

هل تقاس النجوم بالأقمار

من له الفضل والتقدم في

الإسلام والناس شيعة الكفار

من له الصهر والمواساة والنصرة

والحرب ترتمي بالشرار

من دعاه النبي خدنا وسماه

أخا في الخفاء والإظهار

من له قال لا فتى كعلي

لا ولا منصل سوى ذي الفقار

وبمن بأهل النبي؟ أأنتم

جهلاء بواضح الأخبار؟

أبعبد الإله أم بحسين

وأخيه سلالة الأطهار


ويخاطب تميم الفاطمي خلفاء بني العباس مشيرا إلى خصائص الوصي المرتضى عليه السلام في الدفاع عن الإسلام ورسوله صلى الله عليه وآله، قائلا:

يا بني عمنا ظلمتم وطرتم

عن سبيل الإنصاف كل مطار

كيف تحوون بالأكف مكانا

لم تنالوا رؤياه بالأبصار

من توطا الفراش يخلف فيه

أحمداً وهو نحو يثرب ساري

أين كان العباس إذ ذاك في

الهجرة أم في الفراش أم في الغار

ألكم مثل هذه يا بني

العباس مأثورة من الأثار

أجعلتم سقي الحجيج كمن

آمن بالله مؤمنا لا يداري

أو جعلتم نداء عباس في الحرب

لمن فر عن لقاء الشفار

كوقوف الوصي في غمرة الموت

لضرب الرؤوس تحت الغبار

حين ولى صحب النبي فرارا

وهو يحمي النبي عند الفرار

واسألوا يوم خيبر واسألوا

مكة عن كره على الفجار

واسألوا يوم بدر من فارس

الاسلام فيه وطالب الأوتار

واسألوا كل غزوة لرسول الله

عمن أغار كل مغار

يا بني هاشم أليس علي

كاشف الكرب و الرزايا الكبار

فبماذا ملكتم دوننا

إرث نبي الهدى بلا استظهار

أبقربى فنحن أقرب للموروث

منكم ومن مكان الشعار

أم بإرث ورثتموه فإنا

نحن أهل الآثار والأخطار

لا تغطوا بحيفكم واضح الحق

فيفضي بكم لكل دمار

كانت هذه أيها الإخوة والأخوات أبيات من قصيدة إحتجاجية أنشأها الأديب تميم الفاطمي من أعلام القرن الهجري الرابع في الرد على قصيدة المعتز العباسي في تفضيل خلفاء بني العباس على العلويين وإدعائه أنهم خلفاء رسول الله صلى الله عليه و آله. وبهذا ينتهي لقاء آخر من برنامج (مدائح الأنوار)، استمعتم له من إذاعة طهران تقبل الله منكم حسن الإصغاء والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة