البث المباشر

مدائح الكميت الاسدي وعلي الاربلي للامام الباقر (عليه السَّلام)

الأحد 8 ديسمبر 2019 - 10:30 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 236

بسم الله وله المجد والكبرياء والثناء، الحيّ القيوم تبارك وتعالى ربّ العالمين.
وأزكى الصلاة وأتم التسليم على مصابيح صراطه المستقيم والأدلاّء على نهجه القويم محمد وآله الطاهرين.
معكم في لقاء آخر من هذا البرنامج نخصّصه لبعض ما تفجرت به قرائح شعراء المؤمنين في مدح شبيه المصطفى وباقر علوم الأولين والآخرين مولانا محمد بن علي خامس أئمة العترة المحمدية الطاهرة (صلوات الله عليهم أجمعين).
نقرأ لكم في هذا اللقاء بعض ما أنشده في مدح مولانا الباقر (عليه السَّلام) شاعره الفارس والأديب الكميت بن زيد الأسدي، صاحب القصائد المشهورة بالهاشميات، والمتوفى سنة ثلاث وعشرين بعد المئة للهجرة، وبعدها نقرأ لكم مديحة باقرية من القرن الهجري الثامن للعالم الجليل علي بن عيسى الأربلي، أوردها في كتابه القيم: كشف الغمّة في معرفة الأئمة (عليهم السَّلام).
دخل الكميت الأسدي على مولانا الامام الباقر (عليه السَّلام) وكان لا يرى أحداً في هذه الدنيا في عصره يستحق الولاء والتقدير غيره (عليه السَّلام) فأنشأ يقول:

ذهب الذين يعاش في أكنافهم

لم يبق إلاّ شامت أو حاسد

وبقي على ظهر البسيطة واحد

فهو المراد وأنت ذاك الواحد

وللكميت رثاء للإمام أبي جعفر الباقر (عليه السَّلام) ضمن اللامية من هاشمياته إذ يقول فيها:

أموتاً على حق كمن مات منهم

أبو جعفر دون الذي كنت تأمل

وللكميت حبّ وولاء خاصّ لأهل البيت (عليهم السَّلام) وللامام الباقر (عليه السَّلام) حيث كان شاعره، ومثل مرّة بين يدي الإمام وأنشده قصيدة أعرب فيها عن تعطشه لرؤيا إمامه، وما جاء به من الكوفة إلى يثرب إلا لشدّة رغبته في لقائه (عليه السَّلام)، قال (رحمة الله)، فيها وهو يخاطب الباقر (عليه السَّلام):

كم جزت فيك من أحواز وأبقاع

وأوقع الشوق بي قاعاً إلى قاع

يا خير من حملت أنثى ومن وضعت

به إليك غدى سيري وإيضاعي

أمّا بلغتك فالامام بالغة

بنا إلى غاية يسعى لها الساعي

من معشر شيعة ثم لكم

صور إليكم بأبصاري وأسماعي

دعاة أمر ونهي عن أئمتهم

يوصي بها منهم واع إلى واعي

لا يسأمون دعاء الخير ربّهم

أن يدركوا فيلبّوا دعوة الدّاعي

وفي البيت الاخير يشير الكميت الأسدي الى الاستعداد الدائم الذي يتحلّى به الشيعة الصادقون لنصرة قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) ومنه ننقلكم الى أجواء مديحة باقرية أخرى من إنشاء العالم الجليل علي بن عيسى بن ابي الفتح ألاربلي، أوردها في خاتمة ترجمة الإمام الباقر (عليه السَّلام) من كتابه المشهور كشف الغمّة في معرفة الأئمة، قال:

يا راكباً يقطع جوز الفلا

على أمون جسرة ضامر

عرّج على طيبة وانزل بها

وقف مقام الضارع الصّاغر

وقَبِلَ الأرض وسف تربها

واسجد على ذاك الثرى الطّاهر

وعج على أرض البقيع الذي

ترابه يجلو قذى الناظر

وبلغنَّ عني سكانه

تحيَّة كالمثل السائر

 

قوم هم الغاية في فضلهم

فالأوّل السّابق كالآخر

وأشرقت في المجد أحسابهم

إشراق نور القمر الباهر

وبخلوا الغيث ويوم الوغى

راعوا جنان الأسد الخادر

بدا بهم نور الهدى مشرقاً

وميز البرّ من الفاجر

 

فحبّهم وقف على مؤمن

وبغضهم حتم على كافر

كم لي مديحٌ فيهم شايع

وهذه تختصّ بالباقر

امام حق فاق في فضله

العالم من باد ومن حاضر

 

ما ضرَّ قوماً غصبوا حقه

والظلم من شَنْشَنَةِ الجائر

لو حكَّموه فقضى بينهم

أبلج مثل القمر الزاهر

جرى على سنة آبائه

جري الجواد السابق الضامر

 

وجاء من بعد بنوه على

آثاره الوارد كالصادر

قد كثرت في الفضل أوصافه

وإنما العزة للكاثر

محمّد الخير استمع شاعراً

لولاكم ما كان بالشاعر

كانت هذه مديحة العالم الجليل علي بن عيسى الاربلي لمولانا الامام الباقر (عليه السَّلام) وقد ختم بها ترجمة باقر علوم الأولين والاخرين، ضمن كتابه كشف الغمّة في معرفة الأئمة (عليهم السَّلام) وبهذا ينتهي لقاؤنا بكم ضمن حلقة أخرى من برنامج مدائح الانوار قدمناها لكم من اذاعة طهران شكراً لكم و السَّلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة