البث المباشر

صفية بنت عبد المطلب المؤمنة الباسلة

الثلاثاء 12 نوفمبر 2019 - 12:32 بتوقيت طهران
صفية بنت عبد المطلب المؤمنة الباسلة

إذاعة طهران- من أعلام المؤمنات: الحلقة 14

السلام عليكم مستمعينا الأفاضل
نستلهم معاً في هذا اللقاء قيم الشجاعة في سبيل الله والوفاء لرسول الله والرضا بقضاء الله من سيرة سيدة جليلة من أعلام المؤمنات هي عمة المصطفى والمرتضى عليهما و آلهما السلام مولاتنا صفية بنت عبدالمطلب رضوان الله عليها.
وهي من المؤمنات اللواتي بادرت فور إسلامها الى دعوة أهلها الى الإسلام وتوجهت الى عدوه المعاند اللدود عسى أن يهديه الله، فقد روى البلاذري قال: قالت صفية لأبي لهب: " أي أخي لا يحسن بك خذلان ابن أخيك وإسلامه، فوالله! ما زال العلماء يخبرون أنه يخرج من ضئضئ عبدالمطلب نبي.
فهو هو " فقال ابو لهب: هذا والله الباطل والأماني وكلام النساء في الحجال إذا قامت بطون قريش كلها وقامت معها العرب فما قوتنا بهم، فوالله! ما نحن عندهم إلا أكلة رأس.

 

وعبرت هذه المؤمنة الباسلة عن قيم الإسلام الجديدة بمختلف المجالات فقد أخرج البزار: إن صفية بنت عبدالمطلب مرت على ملا من قريش فإذا هم يتفاخرون ويذكرون الجاهلية، فقالت: منا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقالوا: إن الشجرة لتنبت في الكبا – أي الكناسة – فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرته، فقال: [ يا بلال، هجّر بالصلاة، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: على المنبر بغضب يا أيها الناس من أنا؟ فقالوا: أنت رسول الله. قال: انسبوني. قالوا: محمد بن عبدالله بن عبد المطلب]. قال: ( أجل، أنا محمد بن عبدالله،وأنا رسول الله) فما بال أقوام ينقصون أهلي؟ فوالله لأنا أفضلهم أصلا، وخيرهم موضعا.
 

وللسيدة صفية مواقف يتجلى فيها إيمانها القوي وعظيم تسليمها لأمر الله منها ما روي أنها أقبلت لتنظر إلى أخيها لأبويها – حمزة بن عبدالمطلب – بأحد، وقد مثّل به، فقال النبي صلى الله عليه وآله لابنها الزبير: " إلقها فأرجعها لا ترى ما بأخيها " فقال لها: يا أماه، إن رسول الله صلى الله عليه وآله يأمرك أن ترجعي، قالت: ولم، وقد بلغني أنه قد مثّل بأخي؟ وذلك في الله عزوجل، فما أرضانا بما كان من ذلك! فلأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله. فلما جاء الزبير إلى النبي صلى الله عليه وآله فأخبره بقولها، فقال له:(خل سبيلها) فأتته، ونظرت إليه، وصلت عليه، واسترجعت، واستغفرت له.
 

ولعمة النبي الأكرم مواقف جهادية شجاعة عدة منها مارواه ابن سعد قال: -
إن صفية بنت عبدالمطلب جاءت يوم أحد وقد انهزم الناس وبيدها رمح تضرب في وجوه الناس وتقول انهزمتم عن رسول الله.
كما روى كثير من المؤرخين عنها رضي الله عنها قالت: -
كان معنا حسان في حصن فارغ يوم الخندق مع النساء والصبيان فمر بنا في الحصن رجل يهودي فجعل يطوف بالحصن ( وقد حاربت بنو قريظة وقطعت ما بينها وبين رسول الله، وليس بيننا و بينهم أحد يدفع عنا، و رسول الله و المسلمون في نحور عدوهم لا يستطيعون أن ينصرفوا إلينا إن أتانا آت) قالت: قلت: يا حسان؟ أنا والله لا آمن من أن يدل علينا هذا اليهودي أصحابه، ورسول الله صلى الله عليه وآله قد شغل عنا فأنزل إليه واقتله، قال: يغفر الله لك ( يا بنة عبدالمطلب) ما أنا بصاحب شجاعة، قالت: فلما قال لي ذلك ولم أر عنده شيئا اعتجرت ثم أخذت عمودا ونزلت إليه فضربته بالعمود حتى قتلته، ثم رجعت إلى الحصن وقلت: يا حسان أنزل إليه واسلبه فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل، فقال: ما لي بسلبه من حاجة [ يا بنة عبدالمطلب]

 

والسيدة صفية بنت عبدالمطلب شاعرة مبدعة لها في رسول الله – صلى الله عليه واله – قصائد عدة منها قولها في رثائه: -
ألا يا رسول الله كنت رخاءنا

وكنت بنا برا ولم تك جافيا

وكنت بنا برا رحيما نبينا

ليبك عليك اليوم من كان باكيا

لعمري ما أبكي النبي لموته

ولكن لهرج كان بعدك آتيا

كأن على قلبي لفقد محمد

ومن حبه من بعد ذاك المكاويا

أفاطم صلى الله رب محمد

على جدث أمسى بيثرب ثاويا

أرى حسنا أيتمته وتركته

يبكى ويدعو جده اليوم نائيا

عليك من الله السلام تحية

وأدخلت جنات من العدن راضيا

ولها أيضاً رضوان الله عليها الأبيات المشهورة التي تمثلت بها الصديقة الزهراء عليها السلام في خطبتها الفدكية جاء في كتاب البيان للجاحظ قوله:- قالت صفية يوم السقيفة مخاطبة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
قد كان بعدك أنباء و هنبثة

لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب

إنا فقدناك فقد الأرض وابلها

واختل قومك فاشهدهم فقد شغبوا

وتتمة الأبيات هي:
أبدت رجال لنا فحوى صدورهم

لما نأيت وحالت دونك الكثب

تهضمتنا رجال و استخف بنا

دهر فقد أدركوا فينا الذي طلبوا

قد كنت للخلق نورا يستضاءبه

عليك تنزل من ذي العزة الكتب

وكان جبريل بالآيات يؤنسنا

فغاب عنا فكل الخير محتجب

 

والى هنا ينتهي مستمعينا الأكارم حديثنا المقتضب عن المؤمنة الباسلة عمة المصطفى مولاتنا صفية بنت عبدالمطلب رضوان الله عليها. وبهذا ينتهى لقاؤنا بكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران ضمن هذه الحلقة من برنامج من أعلام المؤمنات نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة