البث المباشر

حديث الامام ألباقر: لاقوة الا كرد الغضب

الثلاثاء 5 نوفمبر 2019 - 11:10 بتوقيت طهران
حديث الامام ألباقر: لاقوة الا كرد الغضب

إذاعة طهران- نور وبلاغة: الحلقة 207

نص الحديث

قال الامام الباقر (عليه السَّلام): "لا قوة كرد الغضب".

دلالة الحديث

الحديث المتقدم يجسد صورة تشبيهية، ولكنها من خلال النفي من جانب، والواقعية أو العملية من جانب آخر، على النحو الذي سنوضحه بعد قليل...
الان ما نعتزم اولاً توضيحه هو: دلالة الحديث، وهو مع كونه مألوفاً في الاذهان، إلا انه ينطوي على عمق وطرافة في ذات الوقت، اما عمقه فهو: متمثل في التعريف بالغضب وما يترتب عليه من الآثار، واما طرافته فتتمثل في ظاهرة (التضاد) اي: التضاد بين (الغضب) حينما يخيل انه تعبير عن القوة عنه وخلعه على العكس من ذلك، اي: عكس الغضب وهو: الحلم بمعني انك اذا كظمت غيضك: عندئذ تصبح قوياً أو ذا قوة... واذا ابديته كان تعبيراً عن الضعف، وهذا هو التضاد بين دلالتين تفضيان في النتيجة الى تقرير حقيقة طريفة هي: ان القوة ليست في ابراز العضلات بل في الاخلاق الحسنة في العفو والصفح، في التجاوز عن الاساءة وليس الغضب الذي هو انفعال حاد حتي ان الامام علياً ي ذكر في احد احاديثه بان الغضب ضرباً من الجنون...
والآن الى بلاغة النص المتقدم... فماذا نستلهم؟

بلاغة الحديث

قلنا: ان الحديث المذكور هو تشبيه قد استخدم حرف الكاف فقال "لا قوة كرد الغضب" اي: ان القوة الحقيقية هي رد الغضب وهو الحلم وليس ابراز القدرة الكلامية او الجسمية ونحوهما... ويعنينا الآن ان نعرض لبلاغة هذا الحديث فنقول: ان المعنين بالشأن الادبي طالما يشيرون الى مفهوم (التضاد)،... فهنا نواجه تضاداً للقوة وهو رد الغضب اي عدم ابراز القوة، وهنا – في الآن ذاته – تماثل وهو: القوة النفسية قوة رد الغضب والقوة الحقيقية حيث لا قوة في الواقع الاخلاقي لمن يغضب فيسلط لسانه على الاخر أو يعبر عن غضبه بقوة اليد، كالضرب مثلاً...
هذا من جانب... من جانب آخر: ثمة طرافة في الموضوع وهي: ان خلع مفهوم القوة، او (القدرة) التي تعني قدرتك على ان ترد الاساءة بمثلها أو تردها بسلاح مثلاً، ليست هي ما تعارف المجتمع عليه، بل ما يتوافق مع المبدأ الاخلاقي او الاسلامي النادب الى الحلم وكظم الغيظ وعدم الغضب،... ثم العلاج الذي يقدمه الاسلام لهذه الظاهرة: كقعودك اذا كنت قائماً وامثلة ذلك يظل متسماً بطرافة العلاج الذي ينبغي ان يطبع العلاقات الاجتماعية الاسلامية
ختاماً: امكننا ان نحدثك –ولوعابراً- عن عمق وطرافة الحديث القائل: بأن القدرة تتمثل في رد الغضب اي الحلم وليس في الغضب... من هنا نسأله تعالى ان يوفقنا الى هذا النمط من السلوك الاسلامي، وان يوفقنا بنحو عام الى ممارسة الطاعة، انه سميع مجيب.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة