البث المباشر

حديث: العتاب مفتاح التقالي والعتاب خير من الحقد

الثلاثاء 5 نوفمبر 2019 - 10:37 بتوقيت طهران
حديث: العتاب مفتاح التقالي والعتاب خير من الحقد

إذاعة طهران- نور وبلاغة: الحلقة 203

نص الحديث

قال الامام عليّ الهادي (عليه السَّلام): " العتاب مفتاح التقالي، والعتاب خير من الحقد".

دلالة الحديث

النص المتقدم يجسّد وثيقة عبادية، أي: صحية من حيث السلوك او التعامل مع الآخر... ومن البين ان ظاهرة "العتاب" أخف وطأة من إهانة الآخر، او أخف تعبيراً عن الحق، بصفة ان الانسان عندما يلاحظ سلوكاً سلبياً حياله من شخص آخر، حينئذ أمّا ان يغضّ النظر عن ذلك، او يعاتب، او يحقد، لذلك ورد في الحديث المتقدم بان العتاب خير من الحقد، اي: ثمة تعبير مقبول من الشخصية وثمة تعبير غير مقبول، والاخير تعبير عن الحقد، اي: في حالة ما إذا استخدم العدوان اللفظي بدلاً من العقاب اللفظي.
والمهم الآن، هو: ملاحظة ما يصوغه الامام الهادي (عليه السَّلام) من الحقيقة المرتبطة بالعتاب حين رسم صورة فنية هي.

 

بلاغة الحديث

الاستعارة في قوله (عليه السَّلام): "العتاب، مفتاح التقالي"، اي: ان العتاب بالقياس الى العدوان اللفظي اخفّ وطأة، ولكنه لا يخلو من الاستجابة والتي تفضي الى التباغض بين الطرفين...
ومن الواضح ان "التقالي" من اللغة هو: التباغض، والتباغض ظاهرة سلبية ولكنها من الممكن ان يتماشاها الشخص أو من الممكن ان يكون العتاب تمهيداً لحدوث التباغض... ولذلك عبّر الامام الهادي (عليه السَّلام) عن العتاب أو عن تمهيده للتباغض بعبارة استعارية هي "المفتاح"... فماذا نستلهم منها بلاغيا؟
واضح، ان "المفتاح" هو آلة لفتح الباب، والدخول الى الدار... فاذا عاتب الشخص شخصاً آخر يكون بذلك قد مهّد الدخول الى الدار – دار التباغض – بصفة ان المفتاح هو: الممهدّ للدخول، والّا فان مجرد فتح الباب لا ينفي بالضرورة الى دخول البيت، بل هو: طريق الى الدخول، وبهذا نتبين دقة الطرافة البلاغية في استعارة "المفتاح" بالنحو الذي اوضحناه.
يبقي ان نشير الى تكملة الحديث وهو "العتاب خير من الحقد"،... هنا نتسائل: ما علاقة العتاب في العبارة الاولى "مفتاح التقالي" وبالعتاب في العبارة الثانية "خير من الحقد" ؟... الجواب: ان استعارة "المفتاح" للدخول الى التباغض تتكفل – من الزاوية البلاغية – بتوضيح ما تعنيه كلمة "التقالي" وما تعنيه عبارة "الحقد"... فالحقد ترعة عدوانية وهي شرّ محض، ولكن التمهيد للتباغض ليس كذلك، اي: ان المفتاح تمهيد للشر وليس هو الشر، بحيث أوضح الامام (عليه السَّلام) درجة العتاب وامكانية تسبيبه لحصول الحقد، مما يعني: أن تتحفظ الشخصية في عتابها، وهو امر يتطلب توضيحاً بين عتاب إيجابي مقابل السلبي مما لا يسمح به المجال الآن...
ختاماً: نسأله تعالى ان يوفقنا الى ممارسة الطاعة، انه سميع مجيب.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة