البث المباشر

حديث: الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر

الأحد 3 نوفمبر 2019 - 11:07 بتوقيت طهران
حديث: الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر

إذاعة طهران- نور وبلاغة: الحلقة 44

نص الحديث

قال الأمام علي (عليه السلام)الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر.

دلالة الحديث

الحديث المتقدم يظل من الأحاديث الحافلة بما لا نهاية لتصور دلالته، أنه يتحدث عن (المؤمن) ويتحدث عن (الكافر). أما الكافر فلأن الدنيا لاقيمة لها عند الله تعالي لذلك جعلها للكافر مننزلا للمتاع العابر، حتي أنه ورد بان الدنيا لو كانت ذات قيمة عند الله تعالي لما سقي الكافر بها شربة ماء، اذن ما أتفه الحياة الدنيا.
وأما المؤمن فقد هيأ له الله تعالي الحياة الحقيقية أي: الخالدة المترفة والمشبعة بما لاحدود له من الأشباع ويعيننا من هذه الظاهرة مارسمه الأمام علي (عليه السلام) من صورة تمثيلية هي أن الدنيا هي (جنة) للكافر و(سجن) للمؤمن وهي صورة بلاغية.

بلاغة الحديث

يقول النص (الدنيا سجن المؤمن). تري ماذا نستلهم من الدلالة التي يرمز اليها (السجن)!
من البين أن السجن هو مكان محدود ومقيد لا مجال فيه للأمتاع ولكن هذا السجن لا يتجاوز به مدي محدوداً لا قيمة له البتة حيال المدي غير المحدود في الأخرة، و حتي لو قلنا بأن التطرق من الماء هي الدنيا والأخرة هي البحر لا واقعية لهذا التشبيه لأن الدنيا محدودة والأخرة غير محدودة. أذن السجن لمدة محدودة لا قيمة له لمدة غير محدودة، والأهم هو: أن رمز (السجن) يعني: الأختبار الالهي الذي جعلة معياراً لفوز المؤمن علي غيره.
علي العكس من الصورة التمثيلية للمؤمن نلاحظ بان (الكافر) قد رسم له الامام ع صورة تمثيلية هي (الجنة) أو المزرعة الكبيرة التي يستمتع بها الكافر، حيث يحقق أشباعاً لجميع حاجاته الحيوية والنفسية والعقلية. تري ما هو السر الكامن وراء ذلك؟
أنه من الواضح، أن المدة المحدودة وحتي المدة الكبيرة لاقيمة لها اذا اعقبته المدة المحدودة أيضاً من الاحباط، لان المهم هو: الحالة الراهنة للشخص، فلو أنطوت حياته علي الاحباط جميعاً ثم أعقبها الاشباع، فأن الاحباط ينسي، والاشباع هو الباقي فكيف - أذن - أذا كان الاشباع خالداً لانهاية له!
أذن الكافر حينما يحقق أشباع تاماً في مدته المحدودة يظل الاشباع لاقيمة له البتة مادام الاحباط هو الذي سيغلف حياته أبداً، وبذلك يتلاشي الأشباع تماماً ويبقي العذاب الخالد هو نصيب الكافر.
أذن أمكننا أن نثبت مدي بلاغة الامام علي (عليه السلام) في رسمه للصورة التمثيلية المتقدمة، وهو ما يحملنا علي أن نتعض بمارسمه (عليه السلام)، وأن نتزود بالقوي، ونصبر علي شدائد الحياة، ونوفق ال ممارسة الطاعة، سائلين الله تعالي أن يوفقنا الي ذلك جميعاً، أنه سميع مجيب.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة